شهدت مدينة شبين الكوم، مساء أمس، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم، جلسة صلح عرفية لإنهاء المعارك الدائرة منذ نحو 3 أيام متواصلة، بين قريتي كفر طنبدي والبتانون، وإحراق منازل، واختطاف سيارات ورهائن من الجانبين، بالإضافة إلى قطع الطريق. جاءت هذه الجلسة العرفية بدعوة من النائب السابق عن مدينة شبين الكوم، أحمد سيف، وعقدت في سرادق كبير، بحضور كبار عائلات قريتي كفر طنبدي والبتانون، والقيادات الأمنية بمديرية أمن المنوفية، على رأسهم اللواء محمود الديب، نائب مدير الأمن، والعميد جمال شكر، مدير المباحث الجنائية، والمهندس أسامة عبد المنصف، أمين حزب النور، وهيثم الشرابي، أمين حزب التجمع، والشيخ على عبد الواحد، إمام وخطيب المسجد العباسي، والدكتور محمد الشنواني، أستاذ الفقه وعميد كلية أصول الدين بالإسكندرية، لإنهاء الخصومة والمعارك الدائرة بين القريتين منذ 3 أيام.[Image_3] وشكلت الجلسة العرفية، لجنة للحكم بين المتخاصمين، ضمت عدد من عمداء القرى المجاورة، واستمعت لشهادات الأهالي وشهود الوقائع من كل قرية، لإصدار الحكم النهائي، وتحديد من هو المسؤول عن الأحداث. ويحكي عبدالعليم سعيد يونس، سائق، أن بداية الأحداث كانت بعد أن أعلن سائقو خط "البتانون - شبين الكوم"، عن دخولهم في إضراب عن العمل، احتجاجا على نقص السولار، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير موقف سيارات رسمي للخط، بعد استيلاء تجار الفاكهة على مكان وقوفهم بمدخل مجمع المواقف بمدينة شبين الكوم. وأضاف عبدالعليم أنه يوم الثلاثاء الماضي، عندما قام شاب يدعى محمود سعودي غانم، سائق سيارة، بكسر الإضراب والعمل بسيارته على الخط، وأثناء وصوله إلى قرية البتانون، تم إنزال الركاب وضربه على وجهه من جانب أحد سائقي البتانون، وتم احتجاز سيارته، عقابا على كسر الإضراب، وبعدها توالت الأحداث التي تحولت من خلاف بين سائقين، إلى اقتتال بين بلدين، وإحراق منازل، وخطف رهائن، واحتجاز سيارات، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة البيضاء والخرطوش والمولوتوف. وبحسب رواية الشهود، أعقبها ذلك قيام أهالي القريتين، صباح الخميس، بقطع الطريق ووقوف بعضهم بالعصى والأسلحة البيضاء "سنجة وسكين ومطواة"، وتثبيت المواطنين بالسيارات عنوة، وأخذها والتعدي على أصحابها بالسب، واحتجازهم وتهديدهم بالأسلحة، وأحدثوا الذعر والرعب بين المواطنين.[Image_2] وقطع سائقو قريتي "كفر طنبدي والبتانون"، طريق "شبين الكوم – طنطا"، المؤدي لمدينة طنطا وتلا وقرية البتانون وكفر طنبدي، باستخدام الأسلحة الآلية والمولوتوف، ومنعوا مرور أي شخص من الطريق، وتعرضوا لبعض الأتوبيسات، واحتجزوا ركابها من شباب وبنات الجامعة، إضافة إلى السائق، وقاموا بترويعهم بالمولوتوف والتعدي عليهم بالسب، وسرقتهم. واشتد الأمر سوءا مساء الخميس، بعد اختطاف علاء القصاص، شقيق سعيد القصاص، عضو مجلس الشعب السابق، فيما استخدم الأهالي المساجد في قرية البتانون، لمناشدة المواطنين وأهالي القريتين بعدم خروج النساء والبنات والأطفال إلى الشوارع، مطالبين الرجال والشباب بحماية منازلهم. وفي العاشرة من مساء أمس، عقدت جلسة عرفية للطرفين بمديرية أمن المنوفية، لتقارب وجهات النظر، والاتفاق على كافة بنود اتفاقية الصلح، وعودة الشباب المحتجز من قبل القريتين لأهلهم، بعد اختطاف واحتجاز متبادل بين أبناء القريتين المتجاورتين، أعقبها إفراج أهالي قرية البتانون عن شقيق سعيد القصاص، عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني، بعد احتجازه بقرية البتانون، مع 3 آخرين أثناء قيامه بتموين سيارته بإحدى محطات الوقود، كما أفرج أهالي كفر طنبدي عن 4 أشخاص كانوا محتجزين لديهم. وانتهى الصراع بين القريتين، بحكم المجلس العرفي، الذي جاء كالتالي: أن الخطأ الذي وقع من القريتين متساوٍ، ولا تعويض عن الخسائر، بالإضافة إلى تسليم السيارات والمتعلقات والأفراد المحتجزين لدى القريتين لأصحابها فورا، وتم الاتفاق على تغريم من يخالف هذا الحكم أو قطع الطريق مرة أخرى بغرامة قدرها 200 ألف جنيه، وتكفل مجلس التحكيم بتوفير مبلغ 20 ألف جنيه لصالح أحد المصابين لحين تماثله للشفاء، على أن يقوم المهندس أسامة عبدالمنصف، والحاج أحمد سيف، بتدبير علاجه على نفقة الدولة، كما تعهد الحاج أحمد سيف بعمل كشك كمصدر للرزق له.