يُعرض فى نيويورك ولندن بعد أيام فيلم «ملك الرمال»، إنتاج وإخراج السورى نجدت أنزور، وكان من المفترض أن يُعرض فى أبريل الماضى، لكنه عُرض للصحفيين فقط. يتناول الفيلم الذى يُتوقع أن يثير جدلاً كبيراً، تاريخ مؤسس المملكة السعودية عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وتفاصيل الرحلة التى قام بها، بعد خروجه من منفاه فى الكويت وغزوه للرياض، وإنهاء فترة حكم آل الرشيد هناك، وانتقاله بعدها إلى نجد وحائل فى 1921، وقضاءه على الأسرة الهاشمية بالتعاون مع الإنجليز عبر جاسوسهم الشهير جون فيلبى الذى لقّب بعبدالله المهتدى بعد إسلامه. يُجسّد الممثل الإيطالى ماركو فوشى شخصية الملك عبدالعزيز فى شبابه، والممثل الإيطالى فابيو تستى فى شيخوخته، ويشارك فيه ممثلون من إنجلترا وتركيا وسوريا ولبنان. يقول المخرج السورى نجدت أنزور فى تصريحات خاصة ل«الوطن» إنه فضّل أن يكون إنتاج الفيلم من أمواله الخاصة كى لا يتحكم فيه أحد، خصوصاً أنه كان لديه تجربتان فاشلتان، الأولى فى فيلم «سنوات العذاب» الذى تناول الاستعمار الإيطالى لليبيا، لكن الرئيس الراحل معمر القذافى حين تصالح مع الإيطاليين تراجع عن إتمام تمويل الفيلم، فتوقف المشروع بالكامل، والثانية مسلسل «الحور العين» الذى تناول فيه ما يتعرّض له المغتربون السوريون والعرب عموماً عند عملهم فى السعودية، حيث يتم استغلال معظمهم من قبل مافيات التكفير لتجنيدهم فى عمليات إرهابية فى دولهم، حسب تعبيره، والمسلسل كان من إنتاج شبكة «mbc»، فأرسل صاحب القناة شخصاً للإشراف المباشر على كتابة الخط الدينى للعمل، وبعدها إدارة القناة احتجت وأوقفت العمل فى المسلسل، لذا قرر «أنزور» أن يكون العمل من إنتاجه شخصياً لكى لا يتعرّض لأى ضغوط أو إملاءات. وعن الفكرة، أشار «أنزور» إلى أنها جاءته من الواقع الذى نعيشه فى الوطن العربى حالياً، مؤكداً أن «ما حدث بالأمس يحدث اليوم، من محاولة لإعادة رسم خريطة العالم العربى، ورأيت أنه يجب أن أوضح للشعب العربى أن هذا الفكر الدموى له منبع، ونحن الفنانون ليس لنا سلاح سوى فننا الذى أعتبره سلاحاً قوياً». وأضاف مخرج مسلسل «ما ملكت أيمانكم»: «الفن يجب ألا يعزل نفسه بعيداً عن السياسة وعما يحدث حالياً فى الوطن العربى، فيجب أن نقف مع أنفسنا وقفة صافية ونسأل ما أسباب ما يحدث، وما هدفه؟!.. فوطننا ليس لنا فقط، بل لأبنائنا وأحفادنا». وأوضح المخرج السورى أن كل ما فى الفيلم ليس من الخيال، بل هو تاريخ، مؤكداً أنه عاد للكثير من المراجع، وهى متوفرة لمن يريد أن يعود إليها أيضاً، وعاد أيضاً إلى مراجع المؤرخ البريطانى جون كيلى. وعما إذا كان الفيلم من الممكن عرضه فى الدول العربية، قال: «هذا الفيلم يعد تابو.. لا أحد اقترب منه، وهذا هو السؤال الوحيد الذى ليست له إجابة، لأنه يعد موضوعاً حساساً عند الكثيرين، لكن فى الوقت ذاته هناك وسائل أخرى يمكن أن يعرض من خلالها الفيلم مثل ال(DVD) واليوتيوب، وهناك قنوات أخرى لعرض الفيلم، وبالطبع أتمنى أن يعرض الفيلم فى مصر».