يمر المخرج السورى الكبير «نجدت أنزور» بحالة من القلق نتيجة ما نشر عن فيلمه الجديد «ملك الرمال» الذى يعتبر أول فيلم سينمائى يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية، وشخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ويشارك فى بطولة هذا الفيلم كل من الممثل الإيطالى « ماركو فوشى» فى دور الملك عبد العزيز آل سعود فى شبابه بينما يلعب الممثل الإيطالى أيضا «فابيو تستى» نفس الدور فى كهولته كما يشارك أيضا فى بطولته ممثلون من سوريا وتركيا ولبنان وإنجلترا. تلقى أنزور عدة تهديدات بعد أن قرر عرض الفيلم فى عدد كبير من دول العالم وكذلك فى مهرجانات عالمية ودور عرض فى الولاياتالمتحدة وأوروبا وآسيا وبعض الدول العربية.. عن ذلك يقول : هذا الفيلم استغرق حوالى عامين بين تحضير وتصوير، وأخذ منى مجهودا كبيرا كى يخرج فى النهاية بهذا الشكل.. وتم ذلك فى سرية تامة كما يحدث فى كل الأفلام العالمية المتوقع لها حدوث قلق، كما أن هناك سبباً آخر وهو حساسية الموضوع المطروح وخشية محاولات إيقاف إنتاجه.. فشخصية عبد العزيز آل سعود ثرية دراميا ومغرية لأى فنان لذا تحمست لتقديمها فور انتهائى من قراءة السيرة الذاتية له.. ولم يكن ذلك مقصودا فى هذا الوقت لكن الظروف اجتمعت وتشابهت لأننا بدأنا نشعر أننا أمام اتفاقية «سايكس بيكو» جديدة تهدف إلى تقسيم العالم العربى، ولا أحد ينكر أن الخليج يلعب دورا مبهما وغامضا خاصة السعودية لأنها تنادى بتسليح الشعب السورى وتدعو إلى حرب أهلية فيها. يضيف: نحن مثل الساعة نقيس الوقت ولا نصنعه لكن أرى أن هذا الوقت هو الأنسب لعرض الفيلم، وذلك كى يكتشف المشاهد ما حدث من قبل كى لا نقع فى نفس الأخطاء التى وقع فيها آباؤنا.. فما يحدث فى الوطن العربى حاليا هو قريب الشبه لما حدث من قبل منذ حوالى 100 عام كما أنه مرعب ومخيف لذا هذه النوعية من الأعمال مهم جدا تقديمها وذلك لمراجعة الذات وكشف الحقائق التى كانت خافية عن المواطن. يقول أنزور: كنت أقصد أن يكون الفيلم باللهجة الإنجليزية لأنه موجه للجمهور الغربى، كما أنه لو كان فيلما عربيا ربما كانوا سينجحون فى منع عرضه أو تعطيل إنتاجه، كما أننى رأيت أنه من الأنسب تقديمه فى فيلم سينمائى وليس فى مسلسل تليفزيونى لأن السينما هى الأقرب إلى الجمهور الغربى، وسوف يتم عرضه فى دور العرض الأوروبية والأمريكية. نعم تلقيت عدة تهديدات بمقاضاتى بجرم التشهير والإساءة لشخصية وعائلة ملكية من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة فى قانون الإعلام، كما طلبت منى تفاصيل كاملة عن الفيلم وقالت إنها تمثل حكومة المملكة العربية السعودية لكن بطريقة غير لائقة ونحن رددنا عليه بطريقتنا أيضا، كل ذلك فى إطار القانون لكن لم تصل تهديدات بالقتل أو التشويه كما ردد البعض فأنا مؤمن بمقولة «اللى ما يخاف متهور واللى بيخاف كتير جبان» فأنا لست مجنونا ولا متهورا لأننى أدركت خطورة ما أقدم من عمل سينمائى يقترب من المملكة، فالآن صارت كل الأشياء ممكنة كما أن كل الاحتمالات مفتوحة. يقول أنزور: تحمست لإنتاج الفيلم من خلال شركتى الإنتاجية مع مجموعة من الأصدقاء لتحمسى الشديد لتقديم هذا العمل بوجهة نظر حقيقية.