شهدت المنصورة ليلة أمس اشتباكات عنيفة، بعد هجوم قوات الأمن المركزى على المتظاهرين العائدين من جنازة الشهيد حسام الدين عبدالله الذى دهسته مصفحة شرطة أمس الأول.. «الوطن» عايشت وقائع سادس ليالى الاشتباكات فى المدينة. تصاعدت الأحداث بين الأمن والمتظاهرين بعد الانتهاء من جنازة الشهيد «حسام الدين عبدالله»، وتحول ميدان الشهداء والمنطقة المحيطة بمبنى محافظة الدقهلية منذ عصر أمس الأول إلى ساحة حرب بين الطرفين استمرت ل18 ساعة بعد وقوع عشرات المصابين بينهم 63 مصاباً بالخرطوش. «إبراهيم فضلون»، أحد المتظاهرين الذين تعرضوا للضرب على يد قوات الشرطة، قال: قوات الأمن ومعهم ميليشيات الإخوان ضربونى، مما أدى لإصابتى بكسر فى ذراعى وجرح قطعى فى رأسى، كل ذلك أمام أحد الضباط الذى شاهد الواقعة ولم يتدخل. وأضاف: هدفنا إسقاط النظام الذى لا يحمى دماء مواطنيه، ومحاكمة رئيسه الذى لم يتدخل لمنع الإيذاء عن الثوار، ونطالب بمحاكمة وزير الداخلية الذى أعاد نظام «العادلى» مرة أخرى، بعد شهور قليلة من قيام الثورة. كانت حالة العصيان المدنى التى أعلنها الثوار فى عدد من محافظات مصر امتدت إلى عساكر وجنود الأمن المركزى الذين أعلنوا رفضهم النزول إلى ميدان الشهداء لتفرقة المتظاهرين بعد تعرض عدد كبير منهم للإصابة بجروح قطعية وكسور على مدار الأيام الماضية، وقالت مصادر للوطن إن عدداً من القيادات تدخلوا وضغطوا على الجنود لتنفيذ الأوامر وفض المظاهرة، وتتبع المتظاهرين الذين احتموا بمقر التيار الشعبى القريب من الميدان، ولكن ذلك لم يمنعهم من اقتحامه وتكسير كافة محتوياته بعد قطع التيار الكهربائى عن المنطقة. يقول أحد عساكر الأمن المركزى: «الناس كلها بتكرهنا واحنا مالناش ذنب فى حاجة»، وأضاف: «المتظاهرون بيعاملونا على إننا أعداؤهم، والقيادات تأمرنا بفض المظاهرات، واحنا أصلنا مالناش مصلحة، لأننا فى النهاية مجرد مجندين سنتحول إلى مدنيين بمجرد انتهاء مدة خدمتنا». وأضاف: «تعبنا من اللى بيحصل لنا، والغاز خنقنا بس مش قدامنا حاجة تانية نعملها، لذلك قررنا عدم النزول إلى الميدان وترك المتظاهرين دون الاشتباك معهم، ولكن تدخلت القيادات وهددتنا بالسجن والمحاكمة العسكرية بتهمة عصيان الأوامر العسكرية، مما اضطرنا للنزول لفض المظاهرة». ميدانياً، تبادل جنود الأمن والمتظاهرون إلقاء الحجارة، كما أطلق الجنود وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، واحتمى المتظاهرون من هجمات الأمن بلف الأقمشة على أيديهم ووضع «الخوذ» على رؤوسهم، وتحولت الشوارع الجانبية إلى ساحة حرب مفتوحة يلجأ إليها المهزوم من الطرفين لإعادة تصحيح أوضاعه والعودة للاشتباك مرة أخرى. «سمية الصغير»، إحدى المتظاهرات، قالت: «لا بديل عن إسقاط النظام ومحاكمة رموزه وحل جماعة الإخوان، وسجن رموزها بتهمة إفساد الحياة السياسية والتدخل فى إدارة شئون البلاد دون وجه حق، حتى ولو كانت النتيجة استشهاد الآلاف منا، وتقديم كل يوم شهداء جدد، لأن الحرية ليست كلمة وإنما مبدأ وكرامة». وأضافت: مشهد دهس حسام الدين تحت مدرعة الشرطة وحده كافٍ لمحاكمة كل من له علاقة بالسلطة، ولكن لأننا فى «مصر الجماعة» مر المشهد مرور الكرام وكأنه لم يحدث. عقارب الساعة تشير إلى الرابعة صباحاً.. والسجال بين الطرفين لا يزال مستمراً، قوات الشرطة لجأت لاستقدام قوات إضافية من محافظة كفر الشيخ بسبب حالة الإعياء الشديدة التى تعرض لها الجنود، ولجأ المتظاهرون للاحتماء ببعض الشوارع الجانبية بعد تزايد تصاعد ألسنة الغاز المسيل للدموع فى سماء المنطقة المحيطة بالميدان، مع استمرار الاشتباكات بشكل جزئى من قبَل أعداد قليلة من الطرفين حتى بزوغ أشعة الشمس. وقال «وائل غالى»، الناشط الحقوقى، إن المستشفى الميدانى استقبل 63 مصاباً بطلقات الخرطوش قبل أن يتعرض للاقتحام من قبَل قوات الشرطة، مما اضطرهم للانتقال للعمل بمقر حزب المصريين الأحرار الذى يبتعد قليلاً عن ميدان الشهداء، بالإضافة لوقوع عشرات المصابين بحالات الاختناق نتيجة إطلاق قوات الشرطة لقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. أخبار متعلقة: الأمن: اضطررنا لإطلاق الغاز و15 مصاباً فقط .. وناشط: 413 مصاباً مقر التيار الشعبى قبل اقتحامه: الأمن يطلق قنابل الغاز على النوافذ.. و«الإسعاف» تتخلى عن المصابين