أسعار طبق البيض اليوم السبت 31-5-2025 في قنا    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم السبت 31 مايو 2025    «قنا» تتجاوز المستهدف من توريد القمح عن الموسم السابق ب 227990 طنًا    كم سجل عيار 21 بعد آخر تراجع في سعر الذهب؟.. «تحديث مباشر»    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم السبت 31 مايو 2025    أسعار الفاكهة اليوم السبت 31-5-2025 في قنا    مصدر بالبترول ل«الشروق»: زيادة أسعار الغاز المنزلي لجميع الشرائح بدءا من فاتورة يونيو    5 فلاتر يجب تغييرها دوريًا للحفاظ على أداء سيارتك    وزير الدفاع الإسرائيلي: لن تكون هناك حصانة لأي جهة    إسرائيل ترفض دخول وزراء خارجية عرب إلى رام الله وتعرقل اجتماعًا لدعم فلسطين    عبد العاطي: نتنياهو يماطل لتمديد الحرب ورفض وقف إطلاق النار في غزة    عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    خلاف بين ترامب وماسك حول الضرائب أدى لمغادرة الأخير هيئة الكفاءة    روسيا تحبط هجومًا إرهابيًا في موسكو وتتهم أوكرانيا بالضلوع في التخطيط    جراديشار يتحدث عن مدرب الأهلي الجديد.. ومنافسته مع وسام أبو علي    ديروط يتحدى السكة الحديد لحسم البقاء في دوري المحترفين    كهربا: إمام عاشور من نوعيتي.. وكنت أثق في نجاحه مع الأهلي    بعد أنباء الرحيل.. إمام عاشور يوجه رسالة ل علي معلول    عمرو أديب يكشف عن رسالة بعثها له أحمد شوبير بعد فوز الأهلي بالدوري    لويس دياز يفاجئ جماهير ليفربول برسالة مثيرة    أجواء معتدلة والعظمى في القاهرة 33.. حالة الطقس اليوم    رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتائج صفوف النقل الترم الثاني 2025    إصابة شخص بطلق ناري فى مشاجرة بين أبناء عمومة بسوهاج    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية بالقاهرة والجيزة وسط إجراءات أمنية مشددة    مصطفى بكرى: آلاف الأسر تضررت من قانون 73 الخاص بتحليل المخدرات للموظفين    محافظ القليوبية يتابع حجاج القليوبية بالأراضي المقدسة ويوجه بتقديم كافة سبل الرعاية    بسبب انفجار أسطوانة غاز.. نفوق 5 آلاف كتكوت في حريق مزرعة دواجن بالفيوم    «كما تدين تدان».. توقعات برج الحمل اليوم 31 مايو    جدال عائلي حول مسارك المهني.. برج الجدي اليوم 31 مايو    الاعتراف بالخطأ لن يقلل من قيمتك.. حظ برج القوس اليوم 31 مايو    «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام».. فضل العشر الأوائل من ذي الحجة    أفضل الدعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 31-5-2025 في محافظة قنا    لا تضيع فضلها.. أهم 7 أعمال خلال العشرة الأوائل من ذي الحجة    5 اختبارات في المنزل تكشف لك العسل المغشوش من الأصلي    ولادة حرجة لسيدة مصابة بالإيدز بمستشفى قنا.. بيان رسمي يكشف التفاصيل    «المصري اليوم» تكشف القصة الكاملة للأزمة: زيادة الصادرات وراء محاولات التأثير على صناعة عسل النحل    تكريم شيري عادل في ختام مهرجان الفيلم للسينما الفرانكوفونية.. صور    بدء تصوير "دافنينه سوا" ل محمد ممدوح وطه الدسوقي في هذا الموعد    حسام الحاج: ميكالى يرحب بتدريب الزمالك ومزيزى يقترب من الأبيض    مشرف بعثة الحج السياحي: إلغاء ترخيص الشركات السياحية المخالفة للضوابط المنظمة    ثروت سويلم يعلن نظام الدورى في الموسم الجديد وموعد نهايته    فيورنتينا الإيطالي يجدد رسميا عقد دي خيا حتى 2028    ترامب يودع ماسك بمفتاح ذهبي    شريف عبد الفضيل يحكى قصة فيلا الرحاب وانتقاله من الإسماعيلي للأهلى    علي البيلي بطل مسلسل "لام شمسية" يحضر حفل زفاف أمينة خليل    محمد ممدوح وطه الدسوقي في فيلم "دافنينه سوا" بعد العيد    تطرق أبواب السياسة بثقة :عصر ذهبى لتمكين المرأة فى مصر.. والدولة تفتح أبواب القيادة أمام النساء    وزير التعليم يبحث مع «جوجل» تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير المنظومة التعليمية    بالمجان| الكشف الطبى على 800 مواطنًا خلال قافلة طبية بعزبة 8 في دمياط    وفد من مسئولي برامج الحماية الاجتماعية يتفقد المشروعات المنفذة بحياة كريمة في الدقهلية    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    «أوقاف الدقهلية» تفتتح مسجدين وتنظم مقارئ ولقاءات دعوية للنشء    الأعلى للجامعات: فتح باب القبول بالدراسات العليا لضباط القوات المسلحة    خطيب المسجد الحرام: الحج بلا تصريح أذية للمسلمين والعشر الأوائل خير أيام العام    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    نائب وزير الصحة يتفقد عددا من المنشآت الصحية فى البحر الأحمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الوطن يوم 02 - 09 - 2016

تعيش الأزمة السورية على وقع مجموعة من المتغيرات يمكن أن يراها البعض بارقة أمل للاقتراب من حل لهذه الأزمة التى تجاوزت الخمس سنوات ونصف السنة، فى الوقت الذى كانت للولايات المتحدة وروسيا فيه وجهات نظر متباعدة بخصوص النزاع السورى، حيث رفضت روسيا دائماً تغيير النظام فى سوريا، بينما تمسكت الولايات المتحدة برحيل الرئيس بشار الأسد، إلا أنه بظهور داعش وتكثيف عملياته داخل سوريا وتمدده خارجها، وجدت أمريكا وروسيا أرضاً مشتركة للتفاهم والتشاور حول تنسيق حملات عسكرية ضد داعش وباقى الجماعات المصنفة إرهابية فى سوريا، وتوسّع هذا التفاهم ليشمل أيضاً مناقشة اتفاق إطارى خاص بتسوية النزاع السورى.
ولأن سوريا لا تشكل مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة لأنها دولة لا تمتلك موارد مغرية ولم تعد طرفاً فى المحور الضامن للاستقرار فى الشرق الأوسط، والذى كان يضم أيضاً السعودية ومصر، بعدما دخلت المنطقة فى حرب محاور وانضوت سوريا فى المحور الإيرانى، كما صرح بذلك نائب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، لمجلة «أتلانتيك». ولأن المعطيات السورية لا تلبى شروط التدخل الأمريكى الواسع، فقد تحدّث بايدن عن «إعادة التوازن» مع روسيا، وتعديل الوضع الذى ورثته الإدارة الديمقراطية من جورج بوش، وكانت فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة فى العالم بلا منازع، وإلى الانخراط مع قوى دولية أخرى، لأن الموقف الأمريكى من مشكلات العالم قد تغير، وبات من الحيوى تعزيز التحالفات وبناء ترتيبات جديدة تقوم على تشارك المسئوليات والمعلومات.
وفى إطار بناء هذه الترتيبات الجديدة، وحسب المعلومات المتداولة، يبدو أن التفاهمات الأمريكية الروسية حول المرحلة الانتقالية للعملية السياسية فى سوريا قد قطعت شوطاً كبيراً. فأمريكا لم تعد مصرة على موقفها الرافض لاستمرار الأسد، ومن هنا اقترحت واشنطن خلال الأسابيع القليلة الماضية على روسيا من خلال القنوات الدبلوماسية والسياسية خيارين فيما يتعلق بمستقبل بشار الأسد: الأول، أن يعلن الرئيس السورى فى غضون شهر أنه لن يترشح لانتخابات رئاسية بعد انتهاء فترة ال18 شهراً المقترحة للفترة الانتقالية، وأن يتم نقل سلطاته بعد العام والنصف إلى شخصية علوية مؤثرة ومقربة، بشرط أن لا تكون هذه الشخصية قد تورطت فى الأزمة بشكل مباشر، على أن يخرج الأسد من المشهد، وتُمنح له ولأسرته كافة الضمانات السياسية والقانونية.
أما الخيار الثانى، فهو أن ينقل الرئيس الأسد صلاحيته لمجلس مكون من 5 شخصيات من نواب الرئيس (2 من النظام +2 من المعارضة+ 1 مستقل) ويتم الإعلان عن ذلك خلال شهر، وفى هذه الحالة فإن الولايات المتحدة لن تمانع من أن ينافس الأسد فى الانتخابات الرئاسية التى سيتم تنظيمها بعد انتهاء مدة ال18 شهراً للفترة الانتقالية.
وللترويج لهذه التفاهمات فإن واشنطن تُجرى فى الوقت الراهن اتصالات مكثفة مع موسكو بشكل مباشر ومع طهران بشكل غير مباشر، حيث أرسلت واشنطن وفداً سياسياً رفيع المستوى من الحزب الديمقراطى إلى موسكو مؤخراً لنقل رسالة إلى الرئيس بوتين مفادها أن الحزب الديمقراطى يحتاج إلى تحقيق إنجاز حقيقى فى ملفات الأزمات المحتدمة فى الشرق الأوسط، وأن من أولويات الحزب الخارجية تحقيق إنجاز ملموس فيما يتعلق بملف سوريا، من خلال التصدى لانتشار الجماعات التكفيرية والإرهابية المتطرفة، وفى مقدمتها داعش، خاصة أن هذه الإنجازات من شأنها تعزيز فرص فوز هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
أما المتغير الأساسى الثانى فى الأزمة السورية فهو موقف تركيا التى بذلت أقصى ما فى وسعها من أجل إزاحة الأسد، وإن تطلب ذلك منح الدعم للجماعات المسلحة فى سوريا، والسماح لآلاف المقاتلين الأجانب بالعبور إليها عبر حدودها، من أجل الانضمام إلى داعش وباقى التنظيمات الإرهابية، معتقدة أن تقوية هذه التنظيمات سيسمح بالتخلص من نظام الأسد. لكن حسابات تركيا كانت خاطئة، فالأسد لم يزده توحش داعش وما بات يشكله من خطر على أوروبا والعالم إلا تقوية لموقفه، خاصة مع الحرب التى يخوضها الجيش السورى ضد تنظيم الدولة. بينما فى المقابل اكتوت تركيا بنار الإرهاب على أرضها بدافع الانتقام وتصفية الحسابات، خاصة بعد إجراءاتها ضد حزب العمال الكردستانى فى الجنوب على طول الحدود السورية.
إن التحول الواضح للسياسة الأمريكية فى سوريا، والذى أصبح يسير فى اتجاه الموقف الروسى، مع الضغط الممارس على تركيا سواء من أوروبا، التى أصبحت تتهم أنقرة بدعم الإرهاب، أو من روسيا التى لا تزال مقاتلاتها تخترق المجال الجوى التركى، والتى أصبحت تلاعب تركيا بورقة الأكراد، حيث عملت روسيا على إمداد حزب العمال الكردستانى بالأسلحة ودعم الأكراد فى سوريا. بالإضافة إلى ما تعيشه تركيا من أوضاع داخلية مقلقة جراء الانقلاب الفاشل، كل ذلك سوف يدفع تركيا إلى تغيير استراتيجيتها فى سوريا، حيث أعلن رئيس الوزراء التركى أن تركيا تقبل بقاء الأسد فى السلطة خلال فترة انتقالية.
الواضح أن هناك شبه اتفاق بين القوى الدولية والإقليمية (أمريكا، روسيا، تركيا، وإيران) بخصوص وضع الأسد، لكن يبقى هناك سؤال جوهرى يشكل الثابت فى الأزمة السورية منذ اندلاعها فى 2011، وهو مدى انسجام تحركات هذه القوى مع نص القرار 2254 الملتزم ب«وحدة سورية»، فهل سيحافظ تداخل مصالح هذه القوى على وحدة سوريا أراضى وسيادة، أم أن جميع الاستراتيجيات المعتمدة ستؤدى بالنهاية إلى التقسيم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.