الكندوز 285 والضأن البلدي 360.. اعرف أسعار اللحوم في التموين أول أيام عيد الأضحى    مصدر رفيع المستوى: مصر مستمرة في تكثيف اتصالاتها للهدنة بغزة    بمشاركة مصرية.. 3 إنزالات مساعدات أردنية على غزة    وزير الداخلية الباكستاني يؤكد ضمان أمن المواطنين الصينيين في بلاده    منتخب الدنمارك يضرب سلوفينيا بهدف نظيف في الشوط الأول    ب5 جنيهات فقط.. أطفال كفر الشيخ يحتفلون بالعيد في الملاهي    إقبال كثيف بأول أيام عيد الأضحى على ممشى أهل مصر    نقابة الموسيقيين تنعى الموزع عمرو عبدالعزيز: تعامل مع كبار الفنانين ورحل في صمت    في أقل من 24 ساعة.. "مفيش كدة" لمحمد رمضان تتصدر التريند (فيديو)    محافظ بورسعيد يتفقد المستشفيات بجولة ميدانية مفاجئة    ماجد المهندس يغني "لو زعلان" أغنية فيلم "جوازة توكسيك"    إقبال كبير على مراكز شباب الدقهلية في أول أيام عيد الأضحى المبارك.. صور    التصعيد مستمر بين إسرائيل وحزب الله    بين أوكرانيا وغزة.. قمم السلام بين عالمين    شروط القبول ببرنامج هندسة وإدارة الرعاية الصحية جامعة القاهرة    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    الأهلي يتواصل مع ميتلاند الدنماركي بسبب نسبة الزمالك من صفقة إمام عاشور    استشهاد طفلة جراء قصف الاحتلال على مخيم البريج وسط قطاع غزة    «عايزين تشوفوا القاضية تاني».. رباعي الأهلي يبدي إعجابه بفيلم ولاد رزق 3 (فيديو)    لتحسين جودتها.. طبيبة توضح نصائح لحفظ اللحوم بعد نحر الأضحية    مانشستر سيتي يلزم كانسيلو بخطوة مزعجة    قصور الثقافة بالإسكندرية تحتفل بعيد الأضحى مع أطفال بشاير الخير    موراي يمثل بريطانيا في أولمبياد باريس.. ورادوكانو ترفض    توزيع الوروّد والهدايا وكروت تهنئة «الرئيس» على المارة احتفالًا بعيد الأضحي المبارك    بعد تلقيه عروضًا خليجية.. جوميز يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن رحيله عن الزمالك    وفاة ثانى سيدة من كفر الشيخ أثناء أداء مناسك الحج    وصية مؤثرة للحاجة ليلى قبل وفاتها على عرفات.. ماذا قالت في آخر اتصال مع ابنها؟    "ولاد رزق 3".. وجاذبية أفلام اللصوصية    دعاء أول أيام عيد الأضحى 2024.. «اللهمَّ تقبّل صيامنا وقيامنا»    عيد الأضحى 2024.. اعرف آخر موعد للذبح والتضحية    جامايكا تبحث عن انتصارها الأول في الكوبا    النائب أيمن محسب: حياة كريمة رسمت البهجة فى قلوب الأسر الفقيرة بعيد الأضحى    يقام ثاني أيام العيد.. حفل أنغام بالكويت يرفع شعار "كامل العدد"    ضبط 70 مخالفة تموينية متنوعة فى حملات على المخابز والأسواق بالدقهلية    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    روسيا: مقتل محتجزي الرهائن في أحد السجون بمقاطعة روستوف    «سقط من مركب صيد».. انتشال جثة مهندس غرق في النيل بكفر الزيات    تكليف فريق بصحة قنا للمرورعلى الوحدات الصحية بمراكز قنا    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    قائمة شاشات التليفزيون المحرومة من نتفليكس اعتبارا من 24 يوليو    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس عيد الأضحى    إعلام فلسطينى: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلى استهدف مخيم فى رفح الفلسطينية    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الوطن يوم 29 - 08 - 2016

إن شئت أن ترسخ مفهوم «المواطنة» وتنشر «المساواة» بين الأقباط والمسلمين فليس هناك أى مبرر للإبقاء على مادة فى قانون «بناء الكنائس» تشترط موافقة «الأمن» على بناء الكنائس.. أما إن كنت تصدر تشريعاً على أرضية سياسية لإرضاء ما تصنفه (أقلية دينية) وتغازل به مشاعر الأقباط، فافعل ما شئت شريطة ألا تسلم أقباط مصر لمتطرفيها.
الواضح حتى الآن من اعتراض مختلف المهتمين بالشأن القبطى والحقوقيين والاتحادات القبطية لما تسرب من مواد القانون، أن القانون يمنع بناء الكنائس ويقيدها أكثر مما كانت عليه.. وهنا تصبح الفوضى بلا قانون أفضل من «المنع المقنن».
فالمعروف أن خلف كل فتنة طائفية (شائعة بناء كنيسة)، والقانون ملىء بالألغام والجمل المطاطة التى تجعل رفض المسئولين عن التصريح ببناء الكنائس (لدواعٍ أمنية) أقوى من أى قانون.. فبحسب نص المادة الخامسة، هناك: (ربط بين موافقة المحافظ على إصدار ترخيص بناء كنيسة، واستطلاع الجهات المعنية)، ولا تحسب أن أى محافظ سينحاز للقانون ويسلم رقبته للمتطرفين!
فى محافظة «قنا» رفض تيار الإسلام السياسى وظهيره السلفى تعيين اللواء «عماد شحاتة» محافظاً لأنه «مسيحى».. فأى محافظ هذا الذى سيسمح -ولا أقول سيحمى- ببناء الكنائس والأديرة؟
هل المحافظ الذى يحنى هامته للمتطرفين، ويعقد «جلسات عرفية» يتنازل فيها الأقباط عن حقوقهم ويقبلون بالنفى والتهجير بعد الحرق والسحل والتنكيل بهم.. عقب أى شائعة عن تحويل أى مبنى أو منزل أو أرض إلى دار عبادة للمسيحيين.. هو نفسه المحافظ الذى سيسهل إجراءات بناء أو ترميم كنيسة؟!
إذا كان الشعب ونوابه وحكومته يلتفون حول النص على الطراز المعمارى للكنيسة، فيأتى النص ليصفها بأنها: (مبنى داخل سور تمارس به الشعائر الدينية) دون أن يشترط أن يعلو المبنى صليب وقبة ومنارة بها جرس.. فهذا معناه أننا نصدر قانوناً يكرس الطائفية والعنصرية.
الدولة لا تعترف أصلاً بنسبة المسيحيين الحقيقية مقارنة بالمسلمين، لا تعترف بحقوقهم إلا على «أوراق التنازل».. لا تؤمن بأن «المواطنة» ثقافة عامة تقتضى أن يكون «الصليب» مرئياً دون مواربة فى كل مكان كما نسمع صوت الأذان فى كل وقت.
لا تدرك أنه كلما زاد تطرف مدعى الإسلام زادت الفتنة واحتمالات تفتيت المجتمع ولا رادع للفتنة الطائفية إلا بالوجود (الطبيعى) للأقباط بزيهم الكنسى وصلبانهم وأجراس كنائسهم.. فمتى تفهم الدولة أن مصر ليست «الفاتيكان» ولا «مكة»؟
فى أى دولة مدنية متحضرة لا يجلس الأطفال المسيحيون فى فناء المدرسة لتلقى دروس دينهم بينما زملاؤهم فى الفصول يدرسون الدين الإسلامى.. وقس على ذلك: أثناء مناقشة مجلس النواب لقانون بناء الكنائس ألقت قوات الأمن القبض على عدد من الأقباط فى قرية «أولاد إبراهيم»، التابعة لمركز أسيوط، بسبب صلاتهم فى أحد المنازل، الأقباط فى هذه القرية ليس لديهم كنيسة، ويصلون فى كنائس بالقرى المجاورة، وأقرب مكان للعبادة قريب منهم يبعد نحو 5 كيلومترات!
هى -إذن- سطوة السلفيين على منفذى القانون، وحين تقف الدولة فى خندق واحد مع التيار السلفى، وترسى قواعد «الاضطهاد الدينى»، فلا تسأل عن القانون!
فى مصر قانون ينظم بناء المساجد صدر فى عام 2002 لكن الدولة جمدت القانون بل منحت إعفاءات ضريبية على بناء المساجد.. وفى المقابل أوقفت الأجهزة الأمنية أعمال ترميم لكنائس حصلت بالفعل على تراخيص بالترميم، رغم أن قرار رئيس الجمهورية رقم 391 لسنة 2005 سمح بإجراء أعمال الترميم للكنائس بمجرد إخطار السلطات دون الحاجة لتصريح مسبق!
وقانون «بناء الكنائس» الجديد ما هو إلا إعادة إنتاج لشروط بناء الكنائس التى وضعها «العزبى» باشا (وكيل وزارة الداخلية فى الحقبة الملكية، الذى وضع 10 شروط لبناء الكنائس عام 1934، تتعلق ببعد الكنائس عن بعضها البعض، ومساحتها، وبعدها عن خطوط السكك الحديدية وترع وقنوات الرى، ووجودها بين مساكن المسلمين، وشروط أخرى).
حتى جلسات اللجنة التشريعية ب«مجلس النواب» كانت -كالعادة- فاصلاً من (الكوميديا السوداء)، استُخدمت فيها ألفاظ خارجة ورش مياه وخلافه.. لأننا لا نصدق أننا «صناع الفتنة» بنوابنا وقوانيننا وإرادة الدولة الواهنة وحضورها الباهت!
المادة التى كانت مثاراً للخلاف بين النواب تتعلق بتحديد مساحة الكنيسة المطلوب الترخيص ببنائها على نحو يتناسب مع عدد السكان، وهى مادة غير دستورية تنسف مفهوم (المواطنة) من جذوره لنصبح أمام (مزاد سياسى) فى مجلس النواب تغلب عليه المواءمات والمساومات ومجاملة التيار السلفى.
إحدى صديقاتى ذهبت مع بعض أعضاء المجلس العسكرى (بعد ثورة 25 يناير) لاحتواء كارثة حرق وهدم كنيسة بقرية «صول» بمركز «أطفيح».. قالت لى إنها دخلت بيوت المسلمات وجلست تحاورهن وتسألهن عن سبب حرق الكنيسة، فقُلن لها: (هناك أعمال سفلية «أى شعوذة» تمارس ضدنا هناك)!!
تصور أن تنضم الدولة بمؤسساتها وتشريعاتها إلى حالة الهوس العقلى والدينى، وتنحاز للمتطرفين على حساب «الدين المسيحى».. وترفع راية «الأمن قبل الدين» لأنها تصر على اللعب على أرضية دينية لتظل تخسر دائماً!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.