قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، إن الأفكار المتطرفة والأفعال الإرهابية تعطي صورة سيئة عن الإسلام في الغرب، منتقدًا الإعلام الغربي الذي يقدمها على أنها أفكار السواد الأعظم من المسلمين، والتي بدورها تقدم تبريرًا جديدًا لجرائم الكراهية والتمييز أو ما يعرف ب"الإسلاموفوبيا" ضد المسلمين في الغرب. جاء ذلك خلال نشرة جديدة للمرصد قدم فيها قراءة تحليلية لفكر الجماعات الإرهابية، تحت عنوان: "لم يخذلوا عن دولتكم .. بل أنتم من شوهتم دولتنا". وأوضح المرصد أن جماعة "داعش" الإرهابية، تبرر قتل المدنيين ممن تسميهم بالكفار، ويهاجمون علماء المسلمين الذين يقولون بأن الإسلام نهى عن قتل المدنيين، واصفين هؤلاء العلماء بأنهم "حمير العلم"، وتناسوا أن من يحمل العلم ويطوعه لقتل الناس وترويعهم هو أقل من الحمير التي تحمل أسفارًا. وأوضح المرصد أن "داعش" ذكرت أسماء مجموعة كبيرة من علماء كافة التيارات بما فيهم علماء رسميين في مصر ومجموعة من البلدان العربية، ووصفوهم بأنهم تخاذلوا عن الجهاد في سبيل الله وأنهم لم يطلقوا طلقة واحدة مع المجاهدين في سبيل الله. وأكد المرصد ان داعش حصر الجهاد في القتل فقط، وتناسوا الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس، مضيفاً: العلماء صمام الأمان في الأمة لردع الشباب وحمايتهم من الانزلاق في التكفير الذي يؤدي بهم إلى التفجير، وهم الذين ينيرون عقول الأمة بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. وأوضح أن التنظيم الإرهابي زعم أن الأصل في دماء الكفار الحل والإباحة، مستندين إلى قول النبي: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ"، زاعمين من خلال فهمهم المغلوط أن النبي أكد على أن أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الكفار علاقة حرب وقتال، حتى يدخلوا الإسلام أو يعصموا دماءهم بالطرق التي جاءت بها الشريعة كدفع الجزية والعهد والأمان، وبرر التنظيم عملياته التي يقوم بها ضد المدنيين من غير المسلمين بأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يدفعوا الجزية ولم يعطهم أحد الذمة أو العهد، باعتبار القاعدة التي تنص على أن الكفار إما أهل حرب وأما أهل عهد، وما داموا لم يأخذوا العهد من أحد ولم يؤمنوا فقد استحقوا للقتل. وقال المرصد: فهم "داعش" لحديث "أمرت أن أقاتل الناس " خطأ، فليس المراد من الحديث أن القتال وسيلة من وسائل دخول الناس في الإسلام، بل المراد أن الإسلام الذي يستدل عليه بالنطق بالشهادتين مانع من القتال، لا أنه غاية أو هدف له، فليس المراد أن إعطاء الجزية هو الهدف من القتال ولكنه مانع منه، فإذا كان فهمهم أن الإسلام قد انتشر بالسيف والقتل، فإن هذا الفهم غير صحيح، لأن العقائد لا تغرس أبدًا بالإكراه، وذلك أمر معروف في تاريخ الرسالات، قال الله تعالى على لسان نوح "أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ"، وقال تعالى لسيدنا محمد "وقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، والنصوص والحوادث في ذلك كثيرة، فكيف يغفل هؤلاء عن كل هذه الأدلة الصحيحة والقطعية التي تحرم الإكراه على الدين وقتل الأنفس البريئة.