قال شريف طه عضو الهيئة العليا لحزب النور، إن الأزمة المصرية لها ثلاثة محاور رئيسية، الأول هو النخب السياسية التي تريد أن تفرض وصايتها على الشعب، وتتبنى مشروعا متصادما مع هوية الأمة ومرجعيتها الأساسية، وهذه النخب ليست وحدها بل هي امتداد للمشروع الثقافي الغربي الذي يراد فرضه على العالم أجمع، ولأنها تعلم ضعفها في الشارع فهي لا تريد الاحتكام للصناديق بل تريد فرض وصايتها علي الشعب. وأضاف طه، في بيان له، أن المحور الثاني هو "نظام قديم أورثنا دولة مليئة بالمشاكل المعقدة التي يصعب حلها بين يوم وليلة، وأورثنا فساداً عريضا في سائر مؤسسات الدولة، ودخل علي الخط معه أنظمة عربية ترى في صعود الإسلاميين أو في نجاح البلدان التي قامت بثورة خطرا عليها، وحينما أتكلم عن هذا المحور فأنا أعني بذلك وسائل إعلام، ورجال أعمال، ورجال شرطة وقضاء..إلخ". وتابع "الثالث أن هناك جماعة تدير البلاد بشكل انفرادي في وقت لا يتحمل ذلك، وتدير الدولة بنفس طريقة إدارة الجماعة، ولا تؤمن بالمشاركة إيمانا حقيقيا، وتسعى لعلاج المشاكل المترتبة على ذلك بالقفز للأمام على أمل أن يرضخ الجميع في نهاية الأمر، وتعالج ظواهر المشكلات دون أن تعالج جذورها، ما هزّ الثقة بينها وبين أقرب حلفائها فضلا عن أعدائها". وأكد طه أن "تنظيم الإخوان يريد أن تحصر الأزمة في العنصرين الأولين فقط، وهما دون شك من أكبر أسباب التوتر والقلق في البلاد، ولكن إغفال المحور الثالث من حسابات الأزمة يعقد الأمور ويجعلنا نسير في غير الاتجاه الصحيح للعلاج". واختتم بقوله "رغم علمي بأن جماعة الإخوان هي أكثر الجماعات تنظيما وأكثرها قدرة على إدارة البلاد مع شركاء العمل الوطني، ومع علمي ببذلهم وتضحيتهم الكثيرة، ولكن كل هذا لا يعطي لأصحابه حصانة تجعلهم فوق النقد والتقويم إلا من داخل أنفسهم فقط، نسأل الله أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهرمنها وما بطن".