طوال حياتهم، لم يعرفوا سوى طريق العلم، فسلكوه وانشغلوا به عما سواه، إلى أن وصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية، ولكن سنوات عمرهم التى قضوها وسط المعامل وأروقة المكتبات، لم تشفع لهم أمام جدار الواقع بعد حصولهم على درجات الماجستير والدكتوراه، ليجدوا أنفسهم فى الشارع يومياً، يبحثون عن عمل. «البلد دى مش بتاعة شهادات»، ليأتى خبر تعيين عمر مرسى بسبب إجادته للكمبيوتر واللغة الإنجليزية على رأسهم كالصاعقة. حاملو العلم تظاهروا، أمس، أمام المقر الرئيسى لحزب الحرية والعدالة، بجوار وزارة الداخلية، للمطالبة بالتعيين فى الحكومة، أسوة بنجل الرئيس، إلى جانب إسقاط القضايا التى لفقتها لهم الحكومة، حسب قولهم، ورددوا هتافات: «ابن مرسى اتعين ليه.. إحنا كلاب ولا إيه»، ليخرج لهم القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، بوعد أن يحمل «الكتاتنى» مطلبهم ل«قنديل». الدكتور محمد حرب، حاصل على دكتوراه فى القانون التجارى، بعث برسالة إلى الرئيس محمد مرسى منذ أيام، يقول: «عشان أبارك له وأهنئه بمناسبة تعيين المحروس». ويوضح أنه فى سبتمبر الماضى أرسل الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة خطاباً لمجلس الوزراء، بتوفير 9 آلاف وظيفة بالجهاز الإدارى للدولة، لحاملى الماجستير والدكتوراه، ووافقت وزارة المالية على توفير الاعتماد المالى، الأمر الذى أسعدهم، وأعلن عن توفير الدرجات بصحيفتين قوميتين، وبالموقع الإلكترونى للجهاز. ويضيف «رغم الإعلان، لم ينفذ الأمر رغم أن مرسى حلف لنا أنه يحل المشكلة، وراح معين ابنه، المفروض يعنى كنا نحلفه على المصحف عشان يعينا». ويرى الدكتور أن تعيين ابن الرئيس «غريب»، قائلاً: «أكيد مش أكفأ من الحاصلين على الماجستير».