لم ينجح السور الحديدى الذى أنشأه سلاح المهندسين بالقوات المسلحة صباح أمس الأول أمام البوابة الرئيسية لقصر القبة فى وقف المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن التى استمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس، وهتف المتظاهرون ضد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين. وكانت مسيرة تضم المئات من المتظاهرين وأهالى الشهداء وصلت إلى محيط القصر قادمة من مسجد الفتح برمسيس، مرددين هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، «من الاتحادية للقبة إحنا وراك لحين ماتروح»، كما نظمت المسيرة وقفة أمام وزارة الدفاع قبل وصولها إلى كوبرى القبة. فيما نظم العشرات مسيرة طافت النافورة المواجهة لبوابة القصر، رافعين لافتات: «افعل كما شئت، سترحل كما جئت» و«ابكى ابكى يا عروبة ع اللى باعك طوبة طوبة». وطالبت الإعلامية بثينة كامل أثناء مشاركتها فى المظاهرات بإسقاط النظام الحالى، موضحة أنها ستشارك المتظاهرين فى مطاردة الرئيس من قصر إلى آخر، حتى يسقط النظام. بينما أشعل المتظاهرون الشماريخ أمام البوابة الرئيسية للقصر، مرددين: «الشعب يريد إسقاط النظام، ياللى واقف على الرصيف قولى فين حق الرغيف». ثم قام المتظاهرون بتحطيم الجدار الحديدى المحيط بالبوابة الرئيسية، ورشق القصر بالحجارة، وإلقاء بعض زجاجات المولوتوف، وقامت قوات الأمن المركزى المتمركزة خلف بوابات القصر بالرد على المتظاهرين بالحجارة، وخراطيم المياه، فيما حاول عدد من المتظاهرين إبعاد زملائهم عن القصر ومطالبتهم بالحفاظ على سلمية المظاهرات. بينما صعد أحد الجنود خلف البوابة الرئيسية لقصر القبة لتسليط كاميرا لتصوير المتظاهرين، فيما استهدف العشرات من المتظاهرين الكاميرا محاولين تحطيمها بالحجارة. واستمرت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين تطورت إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وسادت حالة من الكر والفر فى محيط القصر، ولوحظ عدد من أعضاء مجموعة البلاك بلوك حاملين زجاجات المولوتوف فى مواجهة الأمن. وأصيب أهالى المنطقة بالذعر الشديد، حيث أغلق العشرات محالهم التجارية، ولم يقترب أحد من أهالى المنطقة من محيط قصر القبة، كما كثفت سيارات الإسعاف وجودها بمحيط القصر. واستمرت عمليات الكر والفر طوال الليل، وقامت قوات الأمن المركزى بمطاردة المتظاهرين حتى اضطروا للصعود أعلى كوبرى القبة للهروب من هجوم قوات الأمن التى شملت محيط القصر بأكمله وتمركز العشرات من المتظاهرين أعلى الكوبرى، وقاموا برشق قوات الأمن المركزى بالحجارة، مما تسبب فى شلل مرورى بالمنطقة. وبحلول الساعة الحادية عشرة مساء أمس الأول، شهد محيط القصر حالة من الهدوء الحذر كما زادت أعداد العربات المصفحة أمام بوابة القصر إلى 5 عربات حالت بين المتظاهرين والوقوف أمام بوابة القصر، واعتلت قوات الأمن كوبرى القبة المواجه للقصر بالمصفحات لمطاردة المتظاهرين. وبعد منتصف الليل، استخدم بعض المتظاهرين قنابل «المونة» فى مهاجمة مدرعات قوات الأمن. ومع بزوغ فجر أمس، عادت الحياة إلى طبيعتها وتوقفت الاشتباكات، وبدأ عدد كبير من عمال النظافة فى إزالة المخلفات وآثار الاشتباكات، فيما وجد عدد كبير من القيادات الأمنية أمام البوابة الرئيسية للقصر، وانتشر عدد من رجال المباحث بالزى المدنى فى الشوارع المحيطة وأمام محطة كوبرى القبة.