سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"قاتلو السادات" يدعون لحقن الدماء.. و"الزمر" يترك "الكلاشينكوف" ليتقمص دور "حمامة السلام" الزهار: استمرار التعامل بين القوى المدنية والإسلاميين على أساس "الخصومة لا الشراكة" يهيئ مناخا للعنف والعنف المضاد
من منصة العرض العسكري في العام 1981، إلى منصة مليونية "نبذ العنف"، اليوم، أعوام مضت ومواقف تبدّلت، لتتحول "الجماعة الإسلامية" من مدرسة لتخريج قاتلي الرئيس السادات، إلى داعية لرفض العنف وحقن الدماء. اليوم، يتقمص"طارق الزمر" دور "حمامة السلام" رافضا أعمال العنف الأخيرة، بعد أن تمنى قبل سنوات مشاركة نجل عمه "عبود" في عملية اغتيال السادات، وأفتى حينها بأن قاتله "خالد الإسلامبولي" شهيد. لا تتوقف الدراما عند ذلك الحد، وإنما تتواصل الدهشة مع صعود والدة "خالد الإسلامبولي" نفسه، المنفذ الرئيسي لعملية الاغتيال، على منصة "مليونية لا للعنف" اليوم، لتعظ المشاركين بالمليونية وتدعوهم لدعم الرئيس "والشرعية" حفاظا على الاستقرار، كما وجه شقيقه "محمد الإسلامبولي" التحية لكل من شارك في مليونية اليوم. "قاتلو السادات حوكموا، وهم الآن يعاملون معاملة عادية، ويجب الحكم على صدق نواياهم من خلال أفعالهم بعد الثورة"، هكذا قيّم محمد صلاح الزهار، الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية، مشهد اعتلائهم منصة مليونية تحمل دعوة "لا للعنف"، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم تصدر أي مؤشرات من الجماعة الإسلامية تنذر بعودتهم لأساليب العنف التي كانوا يتبعونها سابقًا، مستبعدًا تورط الجماعة في أعمال عنف حاليا، مؤكدًا أن العمليات الجهادية التي قاموا بها في المرحلة الماضية رغم خسائرها، إلا أنها أكسبتهم درسًا هامًا وهو أن "العنف لا فائدة منه". ورغم أن المليونية تدعو لنبذ العنف، إلا أن منصتها الرئيسية صدرت إلى المشاركين فيها هتافاتها معادية ومحرضة ضد "جبهة الإنقاذ" والقوى المدنية، ووصفتهم ب"قوى الشر ودعاة الفوضى"، وهو ما علّق عليه الزهار بقوله: "شعار لا للعنف الذي رفعته الجماعات والتيارات الإسلامية لا اختلاف عليه، ولكن استخدام لغة التجريح عند الحديث عن الطرف الآخر لا ينم عن رغبة حقيقية في تقليل الفجوة بينهم وبين القوى المدنية، وكان من الممكن تأكيد ذلك الشعار بإطلاق مبادرة أو تشكيل ائتلاف لاحتواء قوى المعارضة وتصفية الخلافات السياسية". وأضاف الزهار أن "استمرار نبرة التهديد والتخوين بين القوى الإسلامية والمدنية، تجعل احتمالية وقوع أعمال العنف قاب قوسين أو أدنى، وهي في تلك الحالة لن يكون لها حدود، لأن الإسلاميين يتعاملون مع القوى المدنية باعتبارها كافرة وخارجة عن الدين، فيما تصف قوى المعارضة تيارات الإسلام السياسي بأنها تتاجر بالدين لتحقيق مآرب سياسية"، لافتًا إلى أن العنف المتبادل حاليًا رغم قسوته إلا أن خسائره محدودة، بينما استمرار تعامل كل طرف مع الآخر باعتباره "خصم وليس شريك"، يهيئ مناخًا لوقوع العنف والعنف المضاد، لأن الفريقين يتعاملان وكأنهما في معركة حربية" حسب قوله.