عثر العاملون والمرضى بمستشفى المحلة العام التابعة لمديرية الصحة بمحافظة الغربية، على طفلة رضيعة مصابة بثقب بالقلب لم يتجاوز عمرها سنة وشهرين أسفل سرير داخل المستشفى تبكي وتنهمر فى الدموع وسط مرأى ومسمع الجميع، ما أثار حفيظتهم ودفعهم إلى تركها وتسليمها إلى مدير المستشفى لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية. وكانت المفاجئة الكبرى التي صدمت جميع العاملين داخل المستشفي هو أنهم عثروا على رسائل ورقية بجوارهها داخل كيس بلاستيكي يحوي كميات من الألبان وصور للطفلة، ورسائل ورقية أفادت أن والدها قد ألقاها داخل المستشفي لرعايتها لفشله فى حياته المعيشية وعدم القدرة على تحمل صعاب الحياة وظاهرة غلاء الأسعار كونه فقد والدة الطفلة لإصابتها بمرض السرطان اللعين والحكم عليه فى عدد من قضايا تبديد إيصالات الأمانة. وجاءت نص الرسالة التى كتبها والد الطفلة الرضيعة: "أن الأب الفاشل فى الحياة وليس لي قيمة أمام أعين الناس وأنا والله العظيم لم يخطر فى بالي فى يوم من الأيام أن أرمي ابنتي فى مستشفي المحلة العام ولكن الظروف تضغط عليا أنا محكوم عليها فى قضايا تبديد وإيصالات أمانة والعمل معي ليس مستقر فى الحياة والطفلة مريضة وتحتاج إلى علاج كونها مصابة بثقب فى القلب وتحتاج لرعاية طبية ووجودها معي سيؤدي لوفاتها". وتابعت الرسالة: "الظروف والمشاكل زادت أكتر بسبب وفاة والدتها لإصابتها بمرض السرطان فى المخ والأعصاب وليس لي أخوات بنات وإخواتي الرجالة لهم ظروف حياتهم الخاصة وليس لي عمل اليوم وأحلفك بالله يا فاعل الخير أن تتقي الله فى نجلتي وأوصيكم خيرًا فيها ومن يتق الله يجعل له مخرجًا وعاوزكم تهتموا بها وتراعوها أكتر مني مش هقدر أتحمل مصاريف علاجها". فى المقابل، أصدر الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة توجيهاته إلى الدكتور جمال شادي مدير مستشفي المحلة العام، بضرورة الاهتمام بالطفلة ورعايتها صحيًا بموجب تحرير محضر شرطة بالواقعة العثور على طفلة داخل المستشفي وانتظار قرار النيابة العامة لإيداعها بدار رعاية الأطفال الرضع بدار صحة أول المحلة. كما وجه وكيل وزارة الصحة بالضرورة وضع الطفلة تحت الرعاية الصحية الكاملة والمتابعة العلاجة اللازمة حفاظًا على حياتها. من جانبه صرح مدير مستشفي المحلة العام ل"الوطن "، أن صحة الطفلة مستقرة وتتحسن بشكل تدريجي لافتًا إلى أنه قد أشرف على متابعة حالتها الصحية بنفسه وأمر بتوفير لها كافة الألبان والأدوية اللازمة لاستقرار نبضها وحالتها الصحية بصورة دورية داخل قسم الحضانات بالمستشفى. وأوضح مدير المستشفى، أن الكثير من فاعلي الخير قد تواصلوا معه سعيًا فى تبني الطفل ورعايته مالية واجتماعيًا إلا أنه قد أكد لهم أن جهة الاختصاص دار رعاية الأطفال وليس مسئولي المستشفي العام.