أكد الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، أن التحدي الذي تواجهه الطاقة على المستويين المتوسط والبعيد يرتكز على محورين، أولهما: عجز الطاقة الشديد، وبالتالي لم يعد ترشيد الطاقة ترفا، والتحدي الثاني هو: المياه، فإمكانية زيادة مواردنا المائية محدودة، ومعدلات التنمية متسارعة، ومن ثم فلم يعد ترشيد المياه أيضا ترفا. جاء ذلك خلال كلمة الوزير، اليوم الأحد، بمقر كلية الهندسة، جامعة القاهرة فرع الشيخ زايد، في الاحتفال الذي نظمه جهاز المدينة تحت شعار "الشيخ زايد.. مدينة خضراء". وأضاف الوزير: نحاول تحقيق طفرة نوعية في المدن الجديدة، والمدن الخضراء ليست "موضة"، أو تقليدا، والمدن الجديدة فرصة لن تتكرر لبناء نموذج مصر الحديثة، والأمل أن تبدأ مصر بسرعة نحو المدن الخضراء من هذه المدن. وأشار الوزير إلى أن مصر تدخل حقبة جديدة، يتم فيها تعميق مفهوم التنمية المستدامة المبنية على أسس علمية وتطبيقية بما يتماشى مع المتطلبات المحلية والدولية، حيث تتوجه الدولة نحو تطبيق مفهوم وآليات التنمية المستدامة بإطارها الشامل، بما يساهم في حل المشكلات الأساسية، خاصة البطالة والإسكان، والعمل على ترشيد الطاقة والمياه والموارد الطبيعية، ورفع مستوي معيشة المواطن المصري، والذي يحتم الانتقال من الفكر التقليدي في التخطيط والتصميم الي الفكرالقائم علي أسس علمية تتواكب مع مقتضيات الظروف الحالية لمصر والعالم، والذي يتبع أسس ومنهجية التخطيط والتصميم المستدام، ولذلك فإن إنشاء المدن المستدامة هو أحد المتطلبات الأساسية لخلق فرص عمل للشباب، وتوفير المسكن المناسب المنخفض التكاليف، وتوفير البيئة المناسبة لرفع مستوي المعيشة لحياة أسرية مستقرة وكريمة، مع تنمية الموارد البشرية وإعادة التأهيل للشباب بما يناسب سوق العمل، إضافة إلى توفير بيئة صحية وتفعيل ونشر مفهوم الاستدامة في البيئة المشيدة والطبيعية، كما يمثل هذا الاتجاه إحدى الركائز التي يمكن أن تجذب مستثمرين للسوق العقارية المصرية، تماشيا مع الاتجاهات العالمية. وأضاف: إذا أخذنا في الاعتبار الزيادة المتوقعة لعدد السكان في مصر بحلول 2050 ليتخطى حاجز ال120 مليون نسمة، والزحف المتزايد من الريف إلى الحضر، وزيادة المعدل السنوي لاستهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية بنسبة 17.7% مع الأخذ في الاعتبار أن 92.5% من الطاقة المستهلكة غير متجددة، فإن المدن المستدامة تصبح من الأهمية بمكان، لذلك ينبغي أن تكون المدن مستدامة معتمدة ذاتيا على نفسها في الطاقة والمياه والغذاء وقائمة على مصادر الطاقة المتجددة، واستخدام الأراضي بكفاءة عالية، وإنتاج أقل كمية ممكنة من التلوث، مع إعادة تدوير أو تحويل النفايات إلى طاقة، ومن ثم المساهمة الشاملة للمدينة في عملية الحد من التغير المناخي. وقال الوزير: تتعامل وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية على أنه يتم حاليا تنفيذ مخطط تحويل المدن الجديدة للعمل بالطاقة النظيفة والبداية في كل من مدينة الشيخ زايد، القاهرةالجديدة، والفيوم الجديدة، حيث يتم التعامل فيه على خمسة محاور أساسية هي ترشيد استهلاكات الطاقة والمياه وعمليات إعادة التدوير والاستخدام والتخلص من المخلفات وتدويرها، فضلاً عن ربط المدينة داخليا وخارجيا بوسائل انتقال صديقة للبيئة.