سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد: اجتماع سرى فى العباسية بين «أبوإسماعيل» وأنصاره مصادر: الاجتماع كان لمناقشة الاستعداد للانتخابات البرلمانية.. وموقف «حازمون» من المظاهرات
الصمت والهدوء يسودان.. العقارات منخفضة الارتفاع وسكون المنطقة يتجلى فيهما رقى الحى الكامن فى قلب القاهرة، المنطقة القريبة لميدان العباسية -مسرح أحداث العنف مع المجلس العسكرى- سكانها يراقبون بشغف الحراك السياسى الدائر فى مصر.. يشاركون نزولاً على رغبتهم فى إصلاح أحوالهم ومؤازرة لأفواج الثوار والمتظاهرين الزاحفة من وإلى قصر الاتحادية بمصر الجديدة وقبلها مسجد رابعة العدوية وميدانى المنصة والعباسية، ظلت الأضواء محجوبة عن أهالى «الدمرداش».. حتى دبت قدما «حازم صلاح أبوإسماعيل» ووراءه أنصاره ومحبوه. فوجئ المصلون فى مسجد الرحمة بمنطقة الدمرداش بنداء عالٍ يدعوهم لحضور جلسة مع أبوإسماعيل: «أهالى المنطقة الكرام.. اليوم بعد صلاة العصر فضيلة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل فى سنتر VIP والدعوة عامة»، صوت ميكروفون الجامع حرك كل الحاضرين.. بين مؤيد على الرحب والسعة وآخرين رافضين البتة.. قائلين: «هو عشان مش قادر يروح العباسية ييجى عندنا هنا ونسى اللى عمله معانا فى أحداث وزارة الدفاع»، «أبوإسماعيل» وصل الساعة الثالثة عصراً إلى مركز «VIP» الكائن بشارع التبريزى المتفرع من شارع مستشفى الدمرداش.. يرافقه حوالى 300 من أنصاره ذوى اللحى الكثة الطويلة، دلف الجميع داخل «مركز الدروس الجامعية الخصوصية» وأغلق الباب، المسافة بين مسجد الرحمة ومكان الاجتماع عدة أمتار، تغير فيها قرار وكلام «أبوإسماعيل» وانقلب الاجتماع من العمومية إلى الخصوصية الشديدة «الاجتماع خاص بدعوات شخصية وممنوع الحضور» جملة رفض قوبل بها «محمد خالد» على أبواب جلسة الشيخ حازم. أجهزة التكييف وباب أسود اللون، ملامح المبنى المكون من 4 طوابق، لا توجد لافتة تشير إلى اسمه أو تحدد نشاطه، أهل المنطقة يعرفون صاحبه ونشاطه جيداً، والمترددون عليه أيضاً معروفون، فهم طلاب جامعيون، يتلقون دروساً خصوصية على أيدى أساتذة جامعيين ومعيدين بكليات الطب، المبنى مؤجر ويديره الشيخ محمد فوزى، يقول «إبراهيم» طالب الثانوى الساكن إلى جواره: «الشيخ هو صاحب السنتر وواحد اسمه د.وائل والشيخ محسن كلهم بدقون وهما اللى جابوا أبوإسماعيل فيه لأنهم تقريباً تبعه.. وعندهم مراكز تانى كتير». استقر الشيخ أبوإسماعيل فى الطابق الثالث داخل المركز التعليمى مجتمعاً بمريديه، رجال الحراسة منتشرون على السلالم المقابلة للباب الرئيسى يمنعون التصوير والدخول لغير أعضاء حركة «حازمون» وأعضاء حزبه الجديد «الوطن» وحسب سكان المنطقة، الاجتماع الذى استمر حتى الساعة 11 مساءً.. هو الأول فى هذا المكان، محمود- أحد العاملين بالمركز التعليمى- يؤكد أنه كان اجتماعاً حزبياً، جمع أعضاء من كافة المحافظات «كانوا بيتناقشوا فى تكوين الحزب وانتخابات مجلس الشعب الجاى وكده»، الشاب العشرينى يوضح أن «أبوإسماعيل» لم يحدد موعداً آخر: «ممكن يكون ده الاجتماع الأول والأخير لأنه لحد دلوقتى ما قالش هييجى تانى ولا لأ.. بس الأكيد إن القعدة الجاية فى مقرهم فى المنيل». سعادة عارمة تغمر «الشيخ» وهو يتبادل الحديث السياسى الممزوج بالدين مع جالسيه، والدماء تغلى فى عروق الشباب الواقف تحت المبنى لا يعرفون ماذا يجرى فى الداخل، «تار بايت» يحرك هؤلاء الشباب الثائر ضد أبوإسماعيل «ضحك علينا فى العباسية وخلانا نعتصم وغرر بينا» يكشف «أدهم» عن سبب اعتراضه على وجود الشيخ السلفى فى منطقته، نافثاً غضبه على المكان الذى يستضيفه.. بلهجة توعد ساخنة: «السنتر ده إن شاء الله هنخليه يعزل من هنا قريب»، تحرك الشباب وقذفوا سيارته بالبيض وأشهروا زجاجات «إسبراى» وكتبوا عليها: «لا لحازم.. حازم أمه أمريكية.. حازم كاذب»، وعلى الجدران المجاورة والمقابلة للمركز التعليمى امتد الرفض ليطول الرئيس محمد مرسى.. «الإخوان كاذبون.. المجد للشهداء»، .. «لا لمرسى الثورة مستمرة» عبارات هجومية تحيط باجتماع أبوإسماعيل ورجال حزبه الجديد، محمود الصعيدى شاهد عيان على غضب «أولاد أبوإسماعيل» من الشتائم المدونة على سيارته، يقول الصعيدى: «زعل قوى من الكلام المكتوب وراحوا جابوا بتاع الدوكو من البيت وإدوله 50 جنيهاً عشان يمسحها».. لا يريد «الصعيدى» العفو والصفح عن سقطته فى اعتصام وزارة الدفاع قائلاً: «سابنا للجيش يضرب فينا وكل اللى هنا دول شاركوا وخدوا علقة موت فى العباسية يبقى ينفع نصدقه تانى!». يوسف جابر -حاصل على ليسانس تجارة- يوضح: «كتير انضربوا فى العباسية بسببه وفيه تار بايت بين أهالى العباسية وحازمون عشان كده جايين هنا»، يوسف يتملكه اليأس على أرض وطنه يفضفض عما بداخله بمناسبة الاعتراض على وجود الرجل الإسلامى: «البلد دى خربانة.. أنا هنا مليش تمن لو ألاقى فرصة بره و أتنازل عن جنسية مصر وأعيش فى أى دولة هعملها». بعيون متربصة.. يختبئ إلى جوار عمود على الناصية المقابلة للمركز التعليمى.. «كريم جمال» طالب إعدادى، يمسك فى يده زجاجة «إسبراى» مترقباً فراغ الشارع لكتابة هجومية ضد أبوإسماعيل على حائط «السنتر»، الطفل غير مدرك ما يحدث بشكل جيد، لكن تحركه التلقائية.. التقى «أبو إسماعيل» لحظة انصرافه وحوله وفد الحزب الذى جاء من كل محافظة ومدينة إلى اجتماع الدمرداش «الطيارى»، طلب الطفل منه إقامة ملعب كرة قدم لأبناء المنطقة - حسب كلامه، فمازح الشيخ السلفى الصبى بضحك جماعى من مرافقيه: «أنا لما كنت قدك أى حد يخش عليا مكانش يعرف ياخد الكورة منى.. أنا هبقى أشوف الموضوع ده»، ابتسامة رضا لا تفارق الشباب من أهالى المنطقة على ما فعلوه مع حازم أبوإسماعيل وأنصاره، يوسف فتحى يستنكر التعالى والتكبر الذى أبداه أعضاء «حازمون» مع أهل المنطقة.. عندما أقبل البعض لمصافحة الشيخ، فكان ردهم: «إنتو آخركم تشوفوه وممكن تسلموا عليه وبس لكن طلوع وكده مفيش»، يؤكد الشاب العشرينى أن درجة التعتيم الشديدة التى شهدها الاجتماع لمدة 8 ساعات تثير الشكوك.. خاصة أنهم اختاروا مكاناً مجهولاً ومن الصعوبة الوصول إليه. مصادر سلفية مقربة من الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، كشفت كواليس لقاء «أبوإسماعيل» مع أمانات المحافظات التابعة له بمنطقة العباسية أمس الأول، لمناقشة إنشاء حزب «الأمة المصرية» المقرر الإعلان عنه الأسبوع المقبل ورؤيته للأوضاع السياسية فى مصر. وقالت المصادر، ل«الوطن» إن اللقاء شمل التجهيز للانتخابات المقبلة والخطة العامة للظهور على الساحة السياسية.. المصادر أرجعت غياب «أبوإسماعيل» عن الساحة السياسية مؤخراً إلى انتقاده لأداء الإخوان والرئيس مرسى وغضبه الشديد من الفوضى التى تتعمدها المعارضة -حسب وصف أبوإسماعيل- لإفشال المسار السياسى. وكشفت المصادر عن أن «ابو إسماعيل» أبلغ الرئيس محمد مرسى رفضه أعمال الغرف المغلقة وطالبه بإخبار الشعب بتفاصيل الاجتماعات وأن يدعو الجميع ويخبرهم بالمسار السياسى لمصلحة الدولة ويخبر الشعب بتفاصيل ذلك، مشيرة إلى أن «أبوإسماعيل» يقود عدداً من المبادرات خلال الفترة الماضية فى الخفاء لحل الأزمة الحالية.. وأكدت المصادر أن «أبوإسماعيل» أبلغ أنصاره رفضه الخروج للتظاهر فى الوقت الراهن.