كشف الدكتور صابر غنيم، وكيل وزارة الصحة للمؤسسات الطبية غير الحكومية والتراخيص، عن أن هناك «مافيا منظمة» تقف وراء مراكز علاج الإدمان غير المرخصة، وأن أهالى المرضى شركاء فى الجريمة، مؤكداً أنه تم إلغاء تسجيل مركز «الندى لعلاج الإدمان» فى حى «المطقم»، الذى شهد عمليات تعذيب وحشية من جانب القائمين عليه، وعلى رأسهم الطبيب (أ. ح) يوم 19 يناير الماضى، لكن ذلك لا يعفى الطبيب الصادر باسمه ترخيص المركز من المسئولية، خاصة أن لديه عيادة ومركزاً آخر لعلاج المدمنين فى حى «حدائق الأهرام» بالجيزة، لافتاً إلى أنه تم إرسال لجنة من وزارة الصحة إلى المركزين للتأكد من حصولهما على التراخيص اللازمة. وأوضح غنيم، فى تصريحات ل«الوطن»، أن هناك 55 مركزاً مرخصاً من وزارة الصحة لعلاج الإدمان بمختلف مناطق الجمهورية، وهناك 23 مركزاً آخر غير مرخصة ستتم مداهمتها بمعرفة السلطات المختصة. وعن عدم اكتشاف مركز «المقطم» من جانب «الصحة» أو مداهمة «الداخلية» له، قال غنيم إن المراكز غير المرخصة عادة ما تُقام فى أماكن نائية غير مأهولة بالسكان، فضلاً عن أن دور الوزارة هو التفتيش على الأماكن المعروف عنها أنها مرخصة، أما مركز «الندى» فلم يكن مرخصاً أصلاً، وكان بعيداً عن أعين الرقابة لقلة الكثافة السكانية فى تلك المنطقة، كما أنه لم تكن هناك لافتة تدل على كون المركز مخصصاً لعلاج المدمنين، وهو ما يفسر عدم قيام إدارة العلاج الحر بالتفتيش عليه وإغلاقه. وأشار وكيل «الصحة» إلى أن هناك مافيا منظمة تقف وراء هذه المراكز للتربح منها، وأن أهالى المرضى شركاء فى الجريمة بإيداع ذويهم فى مراكز مجهولة الهوية، لا تخضع للإشراف الطبى، ولا تطبق المعايير الطبية فى العلاج، مشدداً على أن الأهالى هم من يشجعون مثل هذه الممارسات، بإيداع أبنائهم فى هذه المراكز غير المرخصة، اعتقاداً منهم أن ذلك حفاظ على السرية خوفاً من الفضيحة، ويبتعدون عن المراكز الحكومية على الرغم من استغلال أصحاب المراكز غير المرخصة لهم وابتزازهم وتهديدهم بفضح أسرار المرضى، فضلاً عن تعذيبهم بشتى الصور وإعطائهم أدوية بجرعات غير منصوص عليها طبياً، بهدف احتجازهم أطول فترة ممكنة بدعوى استمرار العلاج، وإطالة مدة بقائهم بالمراكز بعيداً عن رقابة الوزارة. وأكد غنيم أن الوزارة «ستضرب بيد من حديد» على كل مراكز الصحة النفسية غير المرخصة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه قد شُكلت فرق عمل لمداهمة كافة المراكز التى لا تخضع لإشراف طبى معتمد.