أبدى هشام النجار، عضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية، اندهاشه من دعوة السفارة الإيرانية للتيارات الإسلامية بمصر للاحتفال بالثورة الإيرانية، مشيرا إلى أن هناك تخوف من أن تكون هذه الدعوة "العجيبة" أولى بوادر زيارة أحمدي نجاد للقمة الإسلامية، لدفع المصريين إلى الإعجاب وتبني السلوك والعقيدة الإيرانية في التغيير والحكم، وربما العقائد أيضا. وأوضح النجار، في تصريحات له، أن "الثورة الإيرانية التي يدعوننا بمناسبتها ليس فيها ما يدعو للاحتفال، بل للشجب والإدانة والازدراء؛ لأنها ببساطة ثورة خادعة أجرمت في حق علماء ومناضلي السنة، الذين شاركوا بشكل أساسي في خلع الشاه وضحوا من أجل ذلك، ثم بعدها تنكر لهم الخوميني ونفى بعضهم وسجن البعض، وقتل الآخرين عن طريق فرق الاغتيال". ومضى يقول إنه "ليس في الثورة الإيرانية ما يدعو للاحتفال، فبعدها مباشرة مارس رموز الشيعة، وعلى رأسهم الخوميني، أبشع صور الدكتاتورية الدينية، عندما أقصوا الجميع ومارسوا الاستبداد والقتل والتعذيب باسم الدين وبادعاء العصمة في إمامهم، وفق الفلسفة المبتدعة التي اخترعها الخوميني في الفقه الشيعي خصيصا لتثبيت حكمه وتسويغ جرائمه واستبداده، وهي نظرية ولاية الفقيه". وقال عضو اللجنة الإعلامية لحزب البناء والتنمية إن "إيران تدعونا إلى الاطلاع على ثورتها الدموية، وهذا شيء مضحك جدا، كأنهم يعتقدون فينا السذاجة والبلاهة، رغم أن المنطقي والطبيعي أن يتعلموا هم من الثورة المصرية، من سلميتها ونقائها وإخلاص من قاموا بها، وسماحتهم وعدالتهم مع الخصوم الذين اضطهدوا الشعب المصري وأفسدوا الحياة السياسية طيلة ثلاثة عقود، ورغم ذلك لم تُعَلَّقْ لهم المشانق كما فعل الخوميني مع خصومه، فالثورة المصرية التي تأخذ تعاليمها من المرجعية الإسلامية السنية ليس فيها عصمة لأحد ولا إقصاء لأحد، إنما أقرت الديمقراطية والشورى والتعددية الحزبية ومظاهر الدولة العصرية، وبالتالي ندعو الجانب الإيراني لمراجعة تاريخه والاعتراف بأخطائه وخطاياه، وتنقية عقائده والاطلاع على أدبيات الثورة المصرية السنية، للتعلم والاستفادة وتصحيح الأوضاع". وأكد النجار رفضه للدعوة، قائلا إنها "مرفوضة شكلا وموضوعا، ونحن ندعو إيران بصدق إلى المراجعة والكف عن الفوضى والمواقف غير الأخلاقية وغير الإنسانية التي تنتهجها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، وأن تقيِّم سياستها مع الآخرين على أسس الاحترام والشفافية، لا من طريق الخداع والتلون".