سيطرت مليونية «الكرامة أو الرحيل»، التى نظمتها عشرات القوى السياسية والثورية، أمس، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسى والدستور، على خطب الجمعة، وانقسم الخطباء بين المطالبة بضرورة تحقيق مطالب «الثوار»، أو اللجوء للحوار لتحقيق المصلحة العامة. وقال الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم: إنه بعد عامين من الثورة لم نجن شيئاً من أهدافها، وإن «أفظع شىء على النفس هو القتل والسحل للمواطنين»، مضيفا: «ليس من المعقول أن يتحول الإنسان بعد هذا القتل عن دماء وحقوق القتلة، وسنظل ننادى بأهداف الثورة مهما كلفنا ذلك من تضحيات». وأضاف خلال خطبته: «زماننا الحالى ملىء بالفتن والإغراءات، والثابت على مبدئه مهدد بالقتل، ومن يدافع عن مصلحة الوطن متهم بالخروج عن الشرعية والعمالة الأجنبية.. ويا للحسرة عندما يصبح القصاص خيانة للشرعية، ومن يكفرنا حاليا هم من كانوا يقولون إن الخروج على الحاكم حرام، والآن يهددون بقتل المعارضة لأنهم فى نظرهم رِدة عن الدين، ونصّبوا أنفسهم متحدثين باسم الله فى الأرض، لكن الدين منهم براء، وإذا كانت المعارضة تستوجب القتل فأهلا وسهلا بالقتل وسنظل نعارضهم مهما قالوا». وأوضح «شاهين» أن تسخير الدين لخدمتهم يضر بالإسلام والوطن، وقال: «إننا دخلنا إلى النفق المظلم باسم الدين، والإخوان نسوا من ضحوا بأنفسهم من أجل كرسى الحكم، وازدادوا قتلا، بل الأفظع أن المصرى أصبح يُسحل فى الشارع ويُقتل كما قتُل خالد سعيد، وكل ذلك فى عصر من يتحدث باسم الدين». ووجه رسالة ل«مرسى» قال فيها: «أنت لم تشتر الشعب، ولن نسمح بأن تعود عجلات الثورة للخلف، ودماء المصريين الغالية فى رقبتك، ولن نرضى أن تزهق الأرواح، ونرفض أن يُسحل المصريون، وأنت وجماعتك السبب فى حالة الاحتقان الموجودة بالشارع، وهى أكبر وأشد من الاحتقان الموجود أيام الاحتلال الصهيونى لمصر»، مؤكدا أن «الإخوان» هم فقط من استفادوا من الثورة، وتقلدوا جميع مناصب الدولة. وأضاف خطيب «عمر مكرم»: «أن الرئيس نفسه لا يريد تقنين أوضاع جماعته، وأمام ذلك يرفض خروج جماعات أخرى غير رسمية، حتى إن الإخوان يطبقون قانون العزل السياسى وفقاً لمزاجهم»، وأشار إلى أن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء لا يليق بهذا العصر، وطالب المتظاهرين باستمرار الضغط على الرئيس وجماعته لأنهم لا يخضعون سوى بهذه الضغوط. وكشف عن أنه مِن الذين قالوا نعم للدستور، مضيفاً: «لكن بعد مقتل وسحل الشعب أقول لا للدستور ولابد من تعديله، فَمن أعظم وأقدس، الدستور أم دم المصرى؟ خصوصاً أن ثورة الجياع قادمة لا محالة وأصبحت قريبة»، مستنكرا عدم وجود حل اقتصادى من الرئيس والحكومة فى ظل وعودهم الزائفة بجذب الاستثمارات. وحذر «شاهين» من أن البلاد مقبلة على «حرب أهلية»، لأن نصف الشعب أصبح يعادى النصف الآخر، وطالب جماعة الإخوان بالتراجع عن «التمكين» حقناً للدماء، وقال: «إن شعار الرئيس ليت الذى بينى وبين الإخوان عامر، وما بينى وبين الشعب منقطع». وأضاف: «لن نسمح لأى فصيل سياسى بالسيطرة على الأزهر أو دار الإفتاء لأنه الوسطية ولن نسمح كشعب باستبدال عمامة الأزهر بغطرة الإخوان والسلفيين»، وكشف عن أن بعض ما سماهم «الغرباء»، دخلوا ميدان التحرير قبل أيام وأرادوا الصعود فوق المسجد لقتل المتظاهرين، إلا أنهم وقفوا وتصدوا لهم. من جانبه، أكد الشيخ محمد عبدالله نصر خطيب «التحرير»، أن الكرامة الإنسانية «خط أحمر»، وقال: «إن ما يحدث حالياً من الإخوان ظلم واستعباد»، ووجه رسالة إلى حمادة صابر «المواطن المسحول» أمام الاتحادية، قائلا: «سنأتى لك بالرئيس مرسى لتطبق عليه شرع الله وتسحله مثلما سحلك»، ووصف جماعة الإخوان بأنها «صهيونية». من جانبه، أكد الدكتور محمد المنسى، إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود، فى خطبة الجمعة، أمس، على أهمية وحدة الأمة وعدم تفككها وتفرقها بحثا عن الغنائم، وقال: «ما من دولة شيدت أو حضارة أقيمت إلا وقوضت على يد بعض أبنائها»، وأضاف: «عوامل التفكك والانهيار أولها أن نبحث دائما عن الغنيمة، والغنيمة فى تاريخ المسلمين مثلت تاريخ الهزيمة، كما حدث فى غزوة أحد، وسقوط الأندلس». وتابع: «ما يحدث فى بلدنا الآن يشير إلى أن هناك مخططات لا تنكرها إلا عين جاهل، لكن ليس أمامنا إلا ثقافة الحوار والوحدة، لأن تفكيك هذا البلد هدف لا ينام عنه الأعداء». من جانبه، قال الشيخ محمود البرامونى خطيب مسجد «الخازندارة» بشبرا فى خطبة الجمعة أمس، إن التناحر بين فئات الشعب حول «مغانم الدنيا» لن يؤدى بمصر سوى إلى «الهلاك»، موضحاً أن ضحايا الوطن الذين يسقطون يومياً من جراء الخلافات بين القوى السياسية هم «شهداء عند ربهم» لأنهم كانوا يحملون نية طيبة لإصلاح البلاد حينما خرجوا ولكنهم وقعوا ضحايا «لخلافات الساسة».