تظاهر نحو مئتي شخص، غالبيتهم من الإسلاميين، الثلاثاء في طنجة بشمال المغرب احتجاجا على عرض فيلم وثائقي عن يهود المغرب. ويروي الفيلم الوثائقي "تنغير القدس، أصداء الملاح" لمخرجه كمال هشكار الفرنسي من أصل مغربي، قصة يهود قرية تنغير الأمازيغية الصغيرة جنوب المغرب ومغادرتهم الى اسرائيل بين الخمسينات والستينات، وتتخلله شهادات من هؤلاء عن حياتهم في المغرب ومشاعرهم حيال المسلمين، جيرانهم السابقين. و"الملاح" هو اسم مشترك يطلقه المغاربة على الحي الذي كان يقطنه اليهود في مختلف المدن المغربية. ومن المقرر عرض هذا الوثائقي ضمن المهرجان الوطني للفيلم في مدينة طنجة والذي يستمر من الأول من فبراير حتى التاسع منه. وندد المتظاهرون الذين تجمعوا خارج مسرح "روكسي" حيث ستعرض أفلام المهرجان، بإدراج الوثائقي ضمن قائمة الأفلام المعروضة، وهتف هؤلاء وغالبيتهم من الإسلاميين "لا للتطبيع مع إسرائيل"، "لا للتطبيع مع الصهيونية". وصرح المخرج كمال هشكار للصحفيين بأن "هؤلاء الناس (المتظاهرين) لم يشاهدوا حتى الفيلم ويقولون إنه مؤيد للصهيونية. أدعوهم بكل بساطة لمشاهدته قبل الحكم". وامتنع مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة التي يقودها الإسلاميون، عن التعليق بسبب "واجب التحفظ كمسؤول حكومي"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "أخبار اليوم" الثلاثاء. ومقارنة مع بلدان شمال أفريقيا، يضم المغرب أكبر جالية يهودية يناهز عددها ثلاثة آلاف شخص، في حين كان عدد هؤلاء في النصف الأول من القرن العشرين قبل بدء عمليات الهجرة إلى إسرائيل نحو 250 ألفا في مختلف مناطق المغرب.