سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المواطن المسحول يبكى ل«الوطن» ويقول: الجنود سحلونى وقالوا لى «لو ما مبطلتش معافرة هنقتلك».. وأسرتى دفعتنى للاعتراف بالحقيقة ضابط الداخلية اختفى بالتقارير الطبية عن سحلى وتعذيبى.. وخوفى من اشتعال أوضاع البلاد دفعنى لعدم اتهام الشرطة فى البداية
قال حمادة صابر، المواطن المسحول، فى أول حوار عقب خروجه من «مستشفى الشرطة» أمس إن مستشفى المطرية العام رفض تنفيذ أمر نيابة مصر الجديدة بانتقاله لمستشفى حكومى بحجة «عدم استدعاء حالته الصحية»، وإن «ضابط وطبيب الطوارئ» اللذين كانا يحملان التقارير الطبية بصحبته من مستشفى الشرطة «اختفيا» ولم يحصل منهما على التقارير التى تدين فى داخلها الوزارة بالسحل والتعذيب بعد مشادات حدثت بينهما وبين أسرته، موضحاً أنه لم يحصل على أى مبالغ مالية أو أى وعود بشقة ووظيفة لتغيير أقواله مشيراً إلى أن مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان «قبّل رأسه» وقال له «هنجيب لك حقك». وروى حمادة تفاصيل واقعة السحل بأنه تعرض للإصابة بطلقات خرطوش من قبل قوات الشرطة فضلاً عن إصرار الضباط والقوات على تمزيق ملابسه بعدها انتقل لمكان مجهول، كاشفاً عن أن تهديد أسرته بمقاطعته كان السبب الرئيسى فى التراجع عن أقواله... وإلى نص الحوار: ■ لماذا رفض مستشفى المطرية العام استقبالك برغم أنك طلبت فى تحقيقات النيابة الانتقال إليه بعيداً عن أى مستشفى يقع تحت سيطرة وزارة الداخلية؟ - أطباء الاستقبال بمستشفى المطرية قالوا لى «إنت كويس.. ومش محتاج مستشفى.. روح البيت»، ولكنى ما زلت أعانى من آثار طلقات الخرطوش المستقرة فى جسدى وقدمى ولكن «مليش مكان أبات فيه غير بيتنا أو المستشفى» فاضطررت للذهاب للمنزل. ■ ولكن أفراد أسرتك قالوا إن السبب الرئيسى لرفض المستشفى استقبالك هو «هروب» طبيب الطوارئ القادم من مستشفى الشرطة وبصحبته التقارير الطبية التى تثبت الإصابة؟ - الدكتور والضابط مهربوش، بس «الجماعة قرايبى» دخلوا فى مشادات مع إدارة المستشفى معتقدين أنها ترفض دخولى بسبب «صفقة مع الشرطة» بسبب إدلائى بأقوالى الحقيقية حول واقعة السحل، مما دفع «الضابط والطبيب» للرحيل. ■ ولماذا لم تطلب الحصول على التقارير الطبية الخاصة بك من مستشفى الشرطة؟ - الناس عاملونى كويس و«قبّلوا رأسى» فى مستشفى الشرطة وأنا سامحتهم، والحمد لله أنا الآن بصحة جيدة، وللعلم مستشفى المطرية اتصل بى أمس صباحاً وأبلغنى باستعداده لعلاجى وقبول الحالة ولكنى رفضت فأنا «مليش غير بيتنا وسط أهلى». ■ لكن أسرتك تقول إن الشرطة أخفت التقارير الصحية عمداً نظراً لتضمنها الإصابات البالغة التى لحقت بك من جراء السحل ولضمان إفساد البلاغ المقدم ضد قيادات الداخلية؟ - أنا مليش دعوة، فأنا رويت الواقعة كاملةً لنيابة مصر الجديدة بشأن واقعة السحل والتعذيب وتعرضى للاعتداء على يد جنود الداخلية، و«الأمر بإيد النيابة وأنا مفوض أمرى لله». ■ لماذا تراجعت عن أقوالك الأولية باتهام المتظاهرين بالاعتداء عليك وسردت الواقعة الحقيقية بتعرضك للسحل على يد قوات الأمن؟ - الصراحة، يا بيه، أنا قلت كدا لأنى «عايز البلد تهدى والناس تاكل عيش وبكفاية مظاهرات وقتل»، فبالرغم من تعرضى للاعتداء المبرح على يد الجنود والضباط فى محيط قصر الاتحادية فإننى حينما انتقلت إلى مستشفى الشرطة «وجدت أفضل معاملة» والضباط ومساعد وزير الداخلية «قبّل رأسى» وقال لى «حقك علينا يا حمادة.. هنرجع لك حقك»، واعتذروا لى عن «السحل والتعذيب» فقررت «ألمّ الموضوع» ولكنى حينما وجدت «غضب الشعب منى» وأسرتى هددت بمقاطعتى؛ قررت أن أقول الحقيقة فأنا لا أقبل أن «يغضب منى أبنائى» وكفاية إنى عرفت إن «الناس بتوع الاتحادية» عملوا مظاهرات أمام المستشفى عشانى. ■ ولكن يتردد أن وزارة الداخلية عرضت عليك الحصول على «شقة ووظيفة ومبالغ مالية»، فضلاً عن أن ابنتك «راندا» قالت إن عددا من ضباط قسم المطرية انتقلوا لمنزلك محملين بأجولة «الزيت والسكر»؟ - «حسبى الله ونعم الوكيل».. «إحنا فقرا أيوه يا بيه.. بس عندنا كرامة، وحينما وجدت أن الشعب المصرى تعاطف معى وخرجت تظاهرات من أجلى واتضح لى أن البلد ولعت أكتر قررت أن أقول الحقيقة وأجرى على الله، وما يتردد عن أنى حصلت على شقة ووظيفة ومبالغ مالية كذب». ■ ولكن فى مشادتك الكلامية الشهيرة مع ابنتك خلال أحد البرامج التليفزيونية، قالت إنك «اتهددت بالتعرض للتعذيب والسجن» ولم ترد وقتها على تلك العبارة.. ما تعليقك؟ - لم أتعرض للتهديد وأنا مش مسئول عن «كلام العائلة»، فالسبب الرئيسى لعدم اتهامى الشرطة فى البداية هو إنى وجدت معاملة طيبة من «رجالة الداخلية» ويكفى أن نقيب شرطة يدعى كريم بكى وهو ينقلنى لمستشفى الشرطة بعد واقعة السحل. ■ احكِ لنا أكثر عن تفاصيل الواقعة؟ - كنت أقف أمام قصر الاتحادية بصحبة زوجتى وبناتى «رانيا وراندا» وفجأة كثفت الشرطة من إطلاقها للقنابل الغازية وبالأساس أنا أعانى من أمراض فى الصدر ولم أستطع الهرب، فوقعت على الأرض لأجد نفسى محاصراً من قبل حوالى 20 عسكرى وضابط وقاموا بركلى فى «بطنى وصدرى» أكثر من مرة، فضلاً عن تعرضى للإصابة بطلقات خرطوش، وحينما حاولت أن أهرب خوفاً من الاعتقال تكالبوا على جسدى ومزقوا ملابسى، حتى قال لى ضابط «لو فضلت تعافر هنقتلك»، حتى وجدت نفسى عارياً تماماً وأنا أبكى «حرام عليكم.. سيبونى أمشى مش عايز أموت»، حتى جاء ضابط من الخلف قال بصوت مرتفع «شيلوه بسرعة.. زمان الفضائيات صورته وهنتفضح». ■ وإلى أين انتقلت بعد اعتقالك من أمام قصر الاتحادية؟ - وضعونى داخل مدرعة للشرطة كان بداخلها عدد كبير من المعتقلين وانتقلت بعدها إلى مكان مجهول لا أعرفه، به أيضاً الكثير من المقبوض عليهم، وكنت فى حالة «شبه إغماءة»، بعدها وجدت نفسى فى سيارة إسعاف بصحبة عدد من قيادات الشرطة باتجاه المستشفى. ■ وماذا عن الوضع داخل مستشفى الشرطة عقب وصولك إليه؟ - وجدت المستشفى «مقلوب» و«قيادات كبيرة من وزارة الداخلية» وخضعت لأشعات وفحوصات طبية، لبيان مدى الإصابات، ومساعد الوزير لشئون حقوق الإنسان جاء وقال لى «إحنا آسفين وهنجيب اللى ضربك»، ومنحونى تليفون محمول للاتصال بأسرتى وأبنائى لإبلاغهم بأنى «صحتى كويسة». ■ لكن هناك حالة من الغضب تجاهك بسبب توجيهك عبارات لوم للمتظاهرين الذين تضامنوا معك ك«ملكوش دعوة.. أنا ما انضربتش من الشرطة؟». - سامحونى والله مكنتش أقصد.. وعارف إن الناس زعلانة منى، وكفاية عليا أسمع أسرتى بتقول «إحنا هنقاطعك ليوم الدين» وأنا من دلوقتى مش هاتنازل عن حقى وحق عيالى ومكمل فى البلاغ لحد ما أجيب حقى وحق عيالى.