سلطت صحيفتان بريطانيتان صدرتا اليوم الضوء على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مالي، وكشفتا عن أنه برغم الأجواء الاحتفالية التي تمت لاستقبال هولاند، لا يزال الغموض قائمًا حول مصير العملية العسكرية الفرنسية في مالي. فمن جانبها، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" أنه رغم حفاوة استقبال هولاند من جانب سكان مدينة تمبكتو، إلا أن ثمة علامات تنذر بالسوء باتت تلوح خلف كواليس المشهد، تؤكد أنه رغم نجاح الحملة السريعة في طرد المتشددين من الأراضي التي استولت عليها القوات الفرنسية والمالية، غير أن الحرب لم تضع أوزارها بعد. وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني، اكتشاف متفجرات بدائية الصنع، وجثث لجنود ماليين قتلوا جراء انفجار لغم أرضي خلال الأيام القليلة الماضية، إلى جانب عودة ظهور الانقسامات العرقية التي أدت إلى الاضطرابات الحالية، وذلك في وقت أوشك فيه المتشددون أن يفقدوا آخر معاقلهم. وأشارت إلى وجود مواجهات لم يتم الإعلان عنها بطريقة رسمية، تمت في مدينة "كيدال" الشمالية، بين القوات الفرنسية وشركائهم الماليين، الذين لم يسمح لهم الدخول إلى أجزاء كبيرة من المدينة، خوفًا من سعيهم للانتقام من السكان المنتمين إلى قبيلة الطوارق، وسمح لدخول الجنود التشاديين بدلا منهم، لتوفير التواجد الأمني الأفريقي بالمدينة. إلى جانب ذلك، لفتت الصحيفة إلى قيام مقاتلو الطوارق، الذين حصلوا على أسلحة مسروقة، كانت تخص نظام القذافي في ليبيا قبل سقوطه، برفع علم أزواد في انتفاضة اشترك فيها فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي تولى القيادة، وعمل على طرد الطوارق، ومن ثم أصبحت المدينة خاضعة لهجمات كلا الطرفين، إلى جانب القوات المالية التي قامت بعمليات إعدام موجزة ضد "المشتبه في أنهم إرهابيون". وفي استجابه لضغوط الرئيس الفرنسي، أفادت الصحيفة البريطانية أن الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري وافق على البدء في إجراء محادثات مع الانفصاليين الطوارق، في خطوة لا تحظى بأية شعبية من جانب الجيش الذي قام بانقلاب خلال العام الماضي.