سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف عالمية: النظام الحاكم حفر قبراً جماعياً للمصريين.. لكنهم لن يستسلموا دون قتال «تليجراف»: إشادة «مرسى» ب«الداخلية» تُغضب المصريين.. و«نيويورك تايمز»: لا يوجد أمل
ركّزت الصحف العالمية، أمس، على أحداث العنف عند قصر الاتحادية، والمظاهرات فى عدد من المحافظات، حيث وصف الكاتب الأمريكى «جوناثان نارفى» رئيس تحرير مجلة «بروباجاندست» الأمريكية، أعمال العنف الدائرة فى البلاد بأنها «ثورة ضد الفرعون الجديد». وقال «نارفى»: «الثورة المصرية لم تنتهِ، فقد نجح الإسلاميون بتنظيمهم فى اختطافها من الثوار المفككين، وظن الجميع أن الأمور ستستتب للإخوان فى مصر، على غرار (طالبان) فى باكستان، وأنظمة أخرى مثل الجزائر، لكن ما يحدث يُثبت أن المصريين لا يستسلمون دون قتال». وأضاف الكاتب أن أعمال العنف الجارية ليست مجرد رفض لاستبداد مرسى، لكنها رد فعل على رؤية مؤلمة لمستقبل غامض، كما شكك «نارفى» فى نجاح مرسى والبرلمان، فى إخراج المصريين من القبر الذى حفره النظام الحاكم بيديه، فالمصريون لا يرون فى المستقبل إلا الجوع والعنف الذى لا ينتهى إلا على غرار الصومال. من جانبها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن المصادمات أمام القصر الرئاسى، عمّقت الأزمة السياسية فى مصر. وأضافت الصحيفة أن الاشتباكات جاءت بعد يوم من المحادثات بين مرسى والمعارضة بشأن حل الأزمة، كما أن تحميل كل طرف للآخر مسئولية مهاجمة قصر الاتحادية لا يبشر بأى أمل بشأن حل الخلافات القائمة. وأضافت «مشهد الرجل المسحول على الأرض مجرداً من ملابسه، ذكّر المصريين بداخلية ما قبل الثورة، وأكد أنها لا تزال واحدة من أبشع مؤسسات الدولة سلوكاً وفساداً، وأن ضباطها لا يزالون يسيئون معاملة المواطنين». ورأت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أن إشادة «مرسى» بالشرطة وقوات الأمن، والثناء عليهم فى كيفية إدارة الأزمة، أثارت غضب المصريين، خصوصاً بعد ارتفاع عدد القتلى، حيث ألقى المصريون اللوم على الشرطة واستخدامها المفرط للعنف، خصوصاً بعد مطاردة قوات الأمن للمتظاهرين أمام القصر الرئاسى، وسحلهم أحد المتظاهرين وتجريده من ملابسه، وضربه أمام عدسات المصورين وكاميرات التليفزيون قبل القبض عليه، مضيفة أن الاشتباكات عزّزت محاولات الإخوان والحكومة تشويه المعارضة ووصفها بالمخرِّبة، كما ظهر فى تصريحات «مرسى» واتهاماته للمعارضة بالمسئولية عن العنف. وأكدت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، فى إصدارها اليومى «ذا ديلى بيست»، أن المصريين فقدوا الثقة فى سلطة الحكومة، وتوقّعت استمرار المظاهرات، خصوصاً بعد أن ولّت أيام وحدة المصريين وسرى الانقسام بين الليبراليين وحتى بين الإسلاميين أنفسهم. وأوضحت المجلة أن قادة المعارضة ليس لديهم تأثير كبير أو واضح على المتظاهرين، وأن المشكلة هى أن الأمن انعدم فى مصر، بغض النظر عن شخصية الرئيس، كما أن الوضع ازداد صعوبة بالنسبة إلى مرسى، فالمعارضة المنظّمة والمعروفة يسهل التعامل معها، ولكن ما يحدث الآن فى مصر يجعل مرسى فى موقف صعب، فلا أحد يعرف من هو مُحرِّك أو قائد الاحتجاجات فى ظل فوضى عارمة. ووصفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، المتظاهرين بأنهم جيش كبير مؤلّف من الشباب الغاضب والمتسربين من المدارس والعاطلين الذين ليس لهم أيديولوجيات سياسية. وأضافت الصحيفة أنه رغم كثرة معارضى مرسى والإخوان، من سياسيين وحركات احتجاجية واتحادات عمالية ونشطاء، فإن التهديد الأكبر يأتى من الشباب المحبط الذى يشبه الجيش، وهو لا يشعر بأى أمل بعد مرور عامين على الثورة، ولهذا أصبحوا يشبهون الجنود الذين تدرّبوا على القتال بوجوههم المليئة بالندوب والجروح وآثار الطلقات النارية.