داهمت الإسكندرية منذ صباح أمس نوة "الكرم"، التي تستمر لمدة ست أيام متتالية، وأصابت المدينة بأكملها بموجة صقيع شديدة وأمطار غزيرة وغيوم، ما دفع هيئة ميناء الإسكندرية إلى إغلاق مينائي بوغازي والدخيلة، بسبب سوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح وارتفاع أمواج البحر إلى ما يقرب من أربعة أمتار. وتسببت النوة في حالة من الشلل المروري بالشوارع الرئيسية بالمدينة؛ كطريق الكورنيش وشارع أبوقير، وتوقفت حركة المرور داخل الكباري والأنفاق، بعد أن تراكمت مياه الأمطار بها. وتسببت مياه الأمطار والأتربة في إغلاق الصرف الصحي في كثير من المناطق النائية، منها قرى العامرية غرب المحافظة ووريف المنتزه شرقا، كما تسببت الأمطار في إغلاق بعض الأنفاق الرئيسية، وعلى رأسها النفق الرئيسي "مدخل المدينة" والطريق الصحراوي والزراعي وبعض الكباري الداخلية، منها كوبري محرم بك. وعجزت أجهزة الصرف الصحي عن معالجة الموقف، خاصة في الأماكن غير المخدومة بمحطات الصرف، منها مناطق العامرية، وأبدي أهالي العامرية والحضرة الجديدة والعجمي والفلكي تخوفهم من تكرار ما حدث بالنوة السابقة، ووصول مياه الصرف الصحي لتغطي المحال والأدوار الأولى في المنازل. وقال المهندس عبدالمحسن عبدالباري، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن سيارات الشفط متواجدة بالشوارع منذ الصباح الباكر لشفط مياه الأمطار، سواء من الشوارع الرئيسية أو الجانبية؛ لتيسير حركة المرور وتنظيف الشانيش من القمامة لتيسر حركتها. وأوضح عبدالباري أن غرف الطوارئ بهيئة الصرف الصحي استقبلت عددا من الشكاوى، من بينها شكوى من توقف كوبري محرم بك بسبب الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى أنه تم شفط المياه وتسليك الصرف، وإرسال سيارات شفط إلى مناطق الفلكي والمندرة شرق المحافظة. وأضاف رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية أن كمية مياه الأمطار في هذه النوة ليست كسابقها، ولذلك "سيتم الانتهاء من صرف المياه بجميع المحطات وتنظيف الشوارع سريعا". وطالب المواطنين بسرعة الإبلاغ عن الشكاوى من خلال الخط الساخن، وإعطاء فرصة للعاملين لإنهاء عملهم ومساعدتهم، خاصة في الأماكن النائية بأطراف المدينة، وعدم الوقوف أمامهم خوفا، من تكرار ما حدث خلال النوة الماضية.