سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كفر الشيخ تدخل على"خط المواجهة".. 200 مصاب فى اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين الغاز يدخل المنازل ويخنق الأطفال.. ونزلاء مستشفى الصدر يهربون للشارع
دخلت محافظة كفر الشيخ على خط المواجهة مع الأمن؛ حيث عاشت أمس ليلة عصيبة نتيجة الاشتباكات الليلية التى وقعت بين المتظاهرين والأمن المركزى بمحيط مبنى ديوان عام المحافظة ومديرية الأمن، مما أدى لوقوع أكثر من 200 من الإصابات بالاختناق بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع التى أطلقها الجنود، والحجارة من المتظاهرين، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 10 من المتظاهرين صباح أمس. كانت ساعات الليل الأولى من مساء أمس حتى الفجر قد شهدت أحداثاً من العنف المتبادل بين قوات الشرطة والمتظاهرين، وحالات من الكر والفر بين الجانبين بشوارع المدينة، نتيجة الغازات الكثيفة التى أطلقتها قوات الأمن وطلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرين، وبسبب هجوم إحدى المدرعات عليهم بسرعة أصيب عدد غير قليل. واستقبل مستشفى الحميات ومستشفى كفر الشيخ العام المصابين من الجانبين الذين يقدَّرون بأكثر من 200 مصاب، منهم ضابطا أمن مركزى و8 جنود. بينما أصيب عدد كبير من المتظاهرين، وتم إسعافهم فى الحال، وكذلك أصيب العشرات من المواطنين فى منازلهم المجاورة للأحداث. وحاصر عشرات المتظاهرين مبنى ديوان عام المحافظة أثناء انعقاد المجلس التنفيذى للمحافظة وذكرى جمعة الغضب، وردد المتظاهرون الهتافات الرافضة والمنددة بجماعة الإخوان، ومنع المتظاهرون المحافظ سعد الحسينى من مغادرة المحافظة، مما اضطر الأمن لتهريبه بسيارة نصف نقل. فيما لم يصل «الحسينى» إلى المحافظة حتى مثول الجريدة للطبع خوفاً من مواجهة المتظاهرين، الذين أعلنوا عن خروجهم بمظاهرة حاشدة من أمام مسجد الاستاد الرياضى رداً على الانتهاكات التى تعرضوا لها من الأمن ليلة أمس الأول. وتسببت أحداث العنف التى اندلعت فى ذعر المواطنين الذين يقطنون فى منطقة الأحداث القريبة من المحافظة، وإحداث أضرار صحية بليغة بالمرضى من نزلاء مستشفى الصدر؛ حيث يقول زينهم المعداوى، المريض بالمستشفى: إن رائحة الغاز اخترقت علينا غرف ونوافذ المستشفى، مما تسبب فى اختناقات الكثير منا وتعرض حياتنا للخطر، خاصة أننا نعالج من أمراض صدرية مزمنة. وأدى تعرض مرضى مستشفى الحميات المجاور للأحداث ومستشفى العبور للتأمين الصحى لموجة من الغازات والدخان الكثيف، لهروب المرضى إلى الشارع؛ حيث باتوا ليلتهم فى العراء خوفاً من الغازات والدخان المنتشر بالمنطقة. وشهدت مديرية أمن كفر الشيخ استنفاراً أمنياً مكثفاً، ووضعت المتاريس أمام الأقسام بجميع مراكز المحافظة. من جانبها، ألقت قوات الأمن القبض على 10 من متظاهرى ديوان عام المحافظة فى ساعة مبكرة من صباح أمس، وقال طارق عطية، عضو حركة شباب 6 أبريل بكفر الشيخ: إنه تم إلقاء القبض على محمد البص، عضو حركه شباب 6 أبريل، ومصطفى الشناوى، عضو التيار الشعبى بكفر الشيخ. وقال «عطية»: إننا سنستمر فى مواجهة الأمن بالتظاهرات السلمية، حتى رحيل سعد الحسينى، والإفراج عن زملائنا المعتقلين. وأضاف «عطية» أن معركتنا لم تكن أبداً مع الأمن وهم يعلمون ذلك، لكن الإخوان استطاعوا أن يضعونا فى مواجهة الأمن وخرجوا هم من المشهد. وأضاف سالم عوض، ناشط سياسى وأحد المتظاهرين: «إننا عشنا ليلة حالكة أمس من استخدام مفرط للقوة من الأمن ضد المتظاهرين فى سابقة لم تحدث من قبل فى كفر الشيخ، حتى أثناء أحداث ثورة 25 يناير». وقال «عوض»: «إن قوات الشرطة صبت علينا غازها ودخانها المسيل للدموع دون هوادة ولاحقتنا بالشوارع وأمطرتنا بوابل من رصاص الخرطوش فوق رؤوسنا حتى فجر اليوم»، مؤكداً أنهم لن يتركوا الحسينى حتى يسلم المحافظة لمجلس ثورى. يُذكر أن مدير أمن كفر الشيخ، اللواء محمد الشاذلى، تعرض لأزمة قلبية أمس الأول، مما أدى لارتطامه بمكتبه، وتم نقله لمستشفى الشرطة بالعجوزة، وتولى اللواء أسامة متولى، حكمدار المديرية، مهام أعماله، وهو المعروف عنه شدته وحسمه الأمنى.