فى الوقت الذى تشتعل فيه الأوضاع فى غالبية المحافظات، احتجاجاً من الشباب والمواطنين على سياسات النظام الحاكم، ومطالبهم بإسقاط ما وصفوه بحكم المرشد وأخونة الدولة عبر سيطرة قيادات الإخوان المسلمين على مفاصل البلاد والمواقع التنفيذية المهمة فيها، تجاهلت الجماعة وذراعها السياسية (حزب الحرية والعدالة) الأحداث، وانشغلت بالإعلان عن استكمال حملاتها الخيرية من أسواق مدعمة وتنظيف للشوارع وغيره، رغم أن غالبية المواطنين فى المحافظات قد أكدوا ل«الوطن» أن الحملة وهمية وكاذبة ولم يشعروا بها. فى غرب الإسكندرية أطلقت أمانة حزب الحرية والعدالة حملة «معا نبنى مصر»، لتنظيف الشوارع الجانبية من القمامة، وتسوية الطريق، وقال محمد مشرف، القيادى بالحزب، إن هذا العمل يأتى استكمالا للحملة على مستوى الجمهورية، مؤكدا أنهم مستمرون فى هذه الحملة لحين استكمال وتنظيف وتنظيم وتسوية الشوارع التى تعيق المرور، فيما وزع الناشطون بيانا، أثناء التظاهرات، طالبوا المواطنين فيه بعدم الانخداع ب«رشاوى» الإخوان لحثهم على التصويت لصالح مرشحيها فى انتخابات مجلس النواب المقبلة. وعندما تجولت «الوطن» بعد هذه الواقعة بساعتين وعادت مرة أخرى لميدان الثقافة، لم تجد أحدا من أعضاء الحرية والعدالة، وجاء اليوم التالى «السبت» وتجولت «الوطن» فى عدد آخر من شوارع وميادين المحافظة فلم ترَ شيئا يتم تنفيذه، خاصة أن الأحداث السريعة والمتلاحقة التى تدور فى القاهرة وفى عدد من المحافظات، جعلت هناك نوعا من القلق والحذر فى الخروج واستئناف أسبوع البناء. أما فى سوهاج فقد التقت «الوطن» بأحد المواطنين «عبدالله محمد عبدالسلام» فقال إنه لم يشهد أى تغيير فى المدينة، وكل شىء كما هو عليه، شوارع المدينة الرئيسية «الكورنيش والمحطة والشهيد»، عبارة عن حفر ومطبات، ومش «هاين» على رئيس الحى أو المحافظ «يحنوا» على الغلابة ويرصفوا هذه الشوارع، وإنه لم يشاهد أى أعمال نظافة أو تجميل حدثت خلال اليومين الماضيين، وأن آخر شىء فاكره «شوية القمامة» اللى شالوها علشان ال100 يوم بتوع الرئيس. فى حين أكد «مسعود أبوالنصر»، موظف بالأقصر، أنه رأى مجموعة شباب منذ يومين يقومون بأعمال دهان للأرصفة بميدان العارف، والنقراشى، وأنه متأكد أن هذا الأمر لن يستمر، وأن الهدف منه «الانتخابات» فقط لا غير. وقال أبناء أسيوط عن الحملة: «خربوا البلد ويقولوا بناء.. هو البناء دهان الرصيف ولا كنس الشارع؟»، ومنهم أشرف أحمد حسين، موظف، الذى قال «البلد غرقانة بالدماء والظروف سيئة وأسيوط التى لا تعد من بين محافظات مصر يقولوا لى بناء.. بناء إيه عايز أشوف أى ملمح من ملامح البناء». وأكد أحمد بهلول -من مركز الطود- أنه لم يسمع بأى حملات طبية لأى حزب خلال الفترة الماضية، مضيفا أن حزب الحرية والعدالة لا يسيِّر أى حملات فى المناطق التى بها كثافة سكانية قليلة أو بمعنى أدق «كتلة انتخابية». وتساءل بهلول: لماذا يقوم الحزب بمثل هذه الحملات قبل موعد أى انتخابات أو أحداث سياسية كبيرة برغم حاجة الأهالى لمثل هذه الحملات طوال العام نظرا لإصابة الكثير من أبناء المحافظة بفيروس سى وبالفشل الكلوى. وفى شبرا الخيمة أكد أمجد عامر -من أبناء المدينة- أن القافلة الطبية التى دعا إليها حزب الحرية والعدالة لم توجد فى الشارع ولا يعلم عنها أحد، كما أكد أن أى خدمات يقدمها حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على جماعتهم وعشيرتهم، ويدّعون خدمة المواطنين.