«ضرب الإهمال المنشآت الأثرية فى ميادين وشوارع الإسكندرية، وعلى رأسها «وكالة الشوربجى وزنقة الستات ووكالة الليمون»، التى تتسم بتصميمات على الطراز الفرنسى واليونانى والطراز العثمانى، لتتحوّل تلك المنشآت إلى «تراث يكسوه التراب». اختفاء زخارف «جامع تربانة».. والأهالى: نحاول الحفاظ على الآثار لكن الإهمال يأتى من الوزارة الحاج عبده أبورزق، أحد سكان منطقة «وكالة الشوربجى»، أكد أن المنشآت الأثرية، أصابها الإهمال مع مرور الوقت، حتى اندثرت معالمها تماماً، وسط تجاهل حكومى. وأضاف: «فى آخر شارع فرنسا، تشعر وكأنك تتجول فى شوارع العصر العثمانى، حيث تقع وكالة الشوربجى، وجامع تربانة الملحق بها، الذى يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام، إلا أن جدرانه تعرّضت لعوامل التعرية التى تسبّبت فى تأثُّر النقوش الأثرية واندثار معظمها». وقال محمد فهمى، الباحث الأثرى والمتخصص فى الآثار الإسلامية وعضو مبادرة «أنقذوا آثار الإسكندرية»، إن روعة تصميم الجامع والزخارف الخشبية التى تكسو كل شبر فيه، بالإضافة إلى الدقة والمتانة فى تصميم الوكالة الملحقة بالجامع، وتضم الكثير من الغرف الواسعة، كانت مخصصة لاستقبال القوافل التجارية». وأشار إلى أن الإهمال تسبّب فى اختفاء الزخارف إلا القليل، وامتلأت الغرف بالقمامة، وانتهى بها المطاف إلى مجرد أثر مدفون وسط منازل البسطاء فى منطقة وصفوها بالعشوائية. وتابع: «رغم جمال وروعة الأماكن الأثرية، فإنها لم تسلم من مصير باقى الآثار، فالإهمال بلغ منتهاه، حيث بدأت جدران الجامع (تربانة) بالمنطقة ذاتها، فى التآكل جراء أحواض المياه الموجودة بجوار جدران الجامع، والسلاسل التى توصد أبوابه، وكأنها آثار حكم عليها الإهمال والزمن بالانقراض». وأشار ياسر السيد، أحد مستأجرى المحال التجارية بوكالة الشوربجى الأثرية: «نعشق الآثار، ونحاول الحفاظ عليها، لكن إهمال المسئولين فى وزارة الآثار، واستمرار التهديد للأهالى بترحيلهم، يوضح عدم وجود تخطيط حكومى لإحياء الأماكن الأثرية، كما يحدث فى أى دولة بالعالم، فالوزارة قرّرت أكثر من مرة ترميم الجامع والوكالة، إلا أنهم توقفوا، بعد تخصيص أكثر من 30 مليون جنيه لعمليات الترميم». ولفت حسنى محمد، أحد أهالى منطقة المنشية، إلى أن أى دولة فى العالم تحترم تاريخها وتحاول قدر الإمكان الحفاظ على الأماكن الأثرية بصيانتها وترميمها، إلا أن وزارة الآثار أهملت الكثير من المنشآت التى تحوّلت إلى مجرد مبانٍ قديمة لم تدخل فى حيز اهتمام المسئولين. وأضاف قائلاً: «كل شبر فى تلك الآثار مثقل بالإهمال، ورغم أن البلد فى أمس الحاجة إلى عودة السياحة وتنشيطها، إلا أنهم لا ينظرون إلى تلك الأماكن نهائياً».