بدأت القوى السياسية والثورية، عصر اليوم، أولى خطوات التصعيد، بخروج آلاف المتظاهرين في مسيرة حاشدة تحركت من ميدان الحرية بوسط مدينة دمياط إلى شارع الجلاء. وردد المتظاهرون خلال المسيرة شعارات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، ومن أبرزها "ياللي نجحتوا باسم الدين.. فين العدل وفين الدين" و"ياللي بتسأل إنتو مين.. إحنا شباب 25". وبمجرد وصول المتظاهرين إلى مقر الإخوان بمنتصف شارع الجلاء، زادت حماسة المتظاهرين وتعالت الهتافات المنددة بسقوط النظام وأخونة الدولة. وحاول بعض المتظاهرين التعدي على المقر، لكن تصدى لهم بعض العقلاء من المتظاهرين، واستكملت المسيرة طريقها يى شارع المطافي ومنه إلى منطقة الشهابية، وتحرك بعدها المتظاهرون إلى منطقة باب الحرس وميدان أبوالمعاطي، ثم عادت المسيرة ثانية إلى ميدان الحرية. بعد ذلك تحرك عشرات الآلاف من المتظاهرين في ظل غياب أمني كامل، سواء من الشرطة أو الجيش، ليتوجه بعدها المتظاهرون، يتقدمهم أكثر من مئة شاب من أعضاء "بلاك بلوك"، الذين قسموا أنفسهم إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى قطعت طريق الكورنيش بإشعال إطارات السيارات في وسط الطريق، ومنعت السيارات من المرور، بينما تحركت الثانية بطريقة احترافية وتمكنت من محاصرة المدخل الرئيسي لمباني المحافظة، الذي يضم مجمع المحاكم ونقابة المحامين ومبنى المحافظة، وتسلق بعض أعضائها البوابة وتمكنوا بالفعل من الوصول إلى داخل مبنى المحافظة، وهو ما دفع المئات من المتظاهرين إلى الاعتراض على اقتحام المبنى، ورددوا هتافات "سلمية سلمية"، وأصروا على إخراج من تمكن من هؤلاء الشباب من اقتحام مباني المحافظة. نفس الموقف تكرر أمام الباب الخلفي لمبنى المحافظة من المجموعة الثالثة، التي تمكن أفرادها من تسلق أسوار المبنى، لكن مجموعة من المتظاهرين تمكنت من سحب زجاجات المولوتوف منهم. ومن جهة أخرى، حاصر مئات المتظاهرين، الذين تحركوا من ميدان الحرية في الثامنة مساء، مقر جماعة الإخوان المسلمين بميدان الأصعر. وعلى الفور تحركت سيارة الأمن المركزي القابعة أمام مبنى مديرية الأمن، وتركت شوارع المدنية وجميع المباني الحكومية ومؤسسات الدولة بدون حراسة منذ الساعات الأولى من الصباح، وتصدت للمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر الجماعة بالقنابل المسيلة للدموع، فيما رد المتظاهرون و"بلاك بوك" بزجاجات المولوتوف والحجارة، ما تسبب في سقوط عشرات المصابين بإصابات خطيرة بين الطرفين، وحالات اختناق بين المتظاهرين، وتولَّت سيارات الإسعاف نقل الحالات الخطيرة إلى مستشفى دمياط العام. "الوطن" التقت بأحد منسقى "بلاك بلوك" دمياط، ويدعى ح. ك، الذي أكد أن الهدف من اقتحام مبنى المحافظة اليوم كان السيطرة عليه، وإعلان تعيين محافظ لدمياط بالانتخاب المباشر من أبناء المحافظة وليس من خارجها، وتعيين جميع رؤوساء المراكز الأربعة بالمحافظة بالانتخاب الحر المباشر من أبناء كل مركز. وأكد منسق "بلاك بلوك" أنهم يخفون وجوههم لإنكار الذات، مشيرا إلى أن دائرة التنسيق تبلغ 26 فردا ل26محافظة، لكل محافظة ممثل واحد عنها. وتابع أنهم لن يتراجعوا حتى إسقاط محمد مرسي تماما، ووضع دستور توافقي يمثل كافة طوائف الشعب.