لو اقتنع الملائكة أن الدقن هى مقياس الإيمان.. فالملائكة يعرفون جيداً أن أبولهب (الذى يحمل القرآن إهانته إلى يوم الدين) كان صاحب لحية مثله مثل الوليد بن المغيرة الذى وصفه نفس القرآن بأنه عتل.. زنيم.. ومثلهما مثل جميع كفار قريش.. والملائكة أيضاً يعرفون أن جميع المنافقين الذين دخلوا الإسلام بعد انتصار الرسول عليه الصلاة والسلام ودخوله مكة.. كانوا من أصحاب اللحى.. لقد صلوا وراء الرسول شخصياً.. اصطفوا وراءه ورددوا تكبيراته الشريفة الصادقة.. ولكن رددوها بقلوب مريضة بداء النفاق.. ولم يكتشف الرسول نفاقهم إلا عندما حدثه القرآن الكريم عنهم.. وبالطبع لم تكن لحاهم سُنة عن الرسول.. ولكن كانوا هم وكل المؤمنين الصادقين يسيرون (فى مسألة اللحية) على ما وجدوا عليه آباءهم.. وظروف مجتمعهم الذى لم يكن -كما كانت كل الإنسانية وقتها- قد وصل إلى أمواس الحلاقة ذات الشفرات الثلاثية والرباعية!! والملائكة يعرفون جيداً أن مؤسس الصهيونية (هرتزل) كان من أصحاب اللحى.. وأن حاخامات اليهود حتى اليوم من أصحاب اللحى.. آدى دقنى أهيه.. لو استطاع أحد أن يخدع الملائكة.. بالمظهر أو الذقون أو الجلاليب.. وآدى دقنى أهيه!! لو استطاع مشروع أصحاب دقون العصر إنتاج علم ولا زراعة ولا صناعة ولا طب ولا حرية ولا تقدم ولا قوة عسكرية ولا قوة اقتصادية ولا قوة حضارية من أى نوع.. آدى دقنى أهية.. لو تحققت على الأرض أوهام الخلافة.. والدولة الواحدة (تحت شعار السيوف).. سيوف؟!.. سيوف أيها الضعفاء؟! ألم تجدوا رمزاً أفضل للقوة فى عصر القنابل الذرية والسلاح النووى؟! أم أن السيف يكفى؟! فأنتم لا تحتاجون أكثر من السيف الذى لا يصلح إلا لقطع رأس هنا أو لسان هناك.. من أبناء أوطانكم الشرفاء الذين يجرؤون على التفكير.. تطبيقاً للحديث (غير الشريف) الذى أطلقه أحد أجدادكم: (إنى أرى رؤوساً قد أينعت وحان وقت قطافها). إنه الحجاج بن يوسف الثقفى أحد أنصار القتل والدمار والرعب لتثبيت دعائم الحكم.. وهى الأدوات التى لا يسيطر بها سوى الجهلاء.. وكان الأولى بكم -بدلاً من إعفاء اللحى- أن تبحثوا عن شعار ينطلق من حديث الصادق الأمين محمد بن عبدالله.. (اطلبوا العلم ولو فى الصين). آدى دقنى أهيه.. لو استطعتم أن تنزعوا عن مصر وعيها لصالح غيبوبتكم.. أو سماحتها لصالح عنصريتكم البغيضة.. أو نورها وأزهرها لصالح ظلامكم.. أو هويتها الحضارية لصالح هلاوسكم.. أو سموها لصالح تدنيكم.. آدى دقنى أهيه.. إن خرجت مصر من ميراث استبداد الفساد.. ثم استكانت لاستبداد اللحية الكاذبة المتمسحة فى عباءة الدين..