أكد الناشط السياسي وائل غنيم أن الدعوة إلى تقديم الإخوان المسلمين ضمانات قبل دعمهم في جولة الإعادة "ليست ابتزازا بل مطالب مشروعة". وأوضح غنيم، في مقالته التي دونها على "فيسبوك" منذ يومين طالبا من الجميع نشرها، أن البعض "يصف وثيقة الاتفاق الوطني التي وجهها مجموعة من الشباب بأنها "ابتزاز" للدكتور محمد مرسي ولجماعة الإخوان، وهنا وجب الإشارة إلى الحقائق التالية: 1. حصل د. محمد مرسي على 25% من أصوات المصريين في الجولة الأولى فقط، أي أن من كل 100 مصري هناك 25 مصريا، فقط كان د. مرسي خيارهم المفضل لرئاسة الجمهورية. 2. نصف المصريين المشاركين في انتخابات الرئاسة لم يختاروا مرسي أو منافسه في الإعادة، وهؤلاء ذهبوا إلى كل من حمدين صباحي وأبو الفتوح وعمرو موسى. 3. الكثير من هؤلاء الناخبين لم يصوّتوا ل د. مرسي لأنهم يخشون احتكار الإخوان للسلطة التنفيذية، وكذلك لخوفهم من التضييق على الحريات العامة والخاصة بعد الرسائل الإعلامية السلبية التي كان السبب فيها قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة وبعض المنتسبين للتيار الإسلامي من طرف، والتشويه الإعلامي المنظم للتيار الإسلامي من طرف آخر قبل انتخابات مجلس الشعب والرئاسة. 4. طُرحت وثيقة الاتفاق الوطني لتعالج هذه التخوفات وتقدم حلولا عملية لتوحيد الصف حول مشروع وطني أكبر من أي حزب أو جماعة أو تيار لتشجيع قطاع كبير من الناخبين الذين قرروا مقاطعة الانتخابات لرفضهم لفكرة انتخاب أحمد شفيق وتخوفهم من الإخوان. 5. إن عدم الاستجابة لمطالب هذا القطاع من الناخبين هو قرار لا يملكه أحد سوى الدكتور مرسي وحزب الحرية والعدالة ولا يجادل في ذلك أحد، وإن كنت أراه مخاطرة سياسية لأنه يزيد من احتمالات خسارته للانتخابات ويقلل من فرص نجاحه في إدارة البلاد مُنفردا حتى لو فرضنا احتمال فوزه بها. ولكن يجب هنا الإشارة وبكل وضوح أنه ليس من حق أحد بعد تجاهل مخاوف هؤلاء الناخبين وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة للحصول على ثقتهم وأصواتهم أن يقوم بالتشكيك في وطنيتهم أو اتهامهم بخيانة الثورة وعدم احترام دماء الشهداء محاولا ممارسة الضغوط النفسية عليهم لتغيير قرارهم من المقاطعة أو إبطال الصوت إلى انتخاب د. مرسي، لأن هذا في رأيي هو الابتزاز بعينه. 6. لا زالت الكرة في ملعب الإخوان (وتحديدا د. مرسي كمرشح لرئاسة الجمهورية) لتوحيد الصف الوطني والاجتماع مع بقية المرشحين والشخصيات العامة لاتخاذ خطوات إجرائية بعيدا عن الوعود والتعهدات الشفهية غير العملية. وقد أبدى عدد غير قليل من الشخصيات العامة والشباب استعدادهم للتنسيق وبذل الجهد في دعم هذا الاتجاه ولم تأتيهم سوى رسائل تشجيعية رمزية لا يُبنى عليها أي عمل.