سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقارير استخباراتية: قطر تدعم الإرهابيين فى الجزائر ومالى «جون أفريك»: الدوحة متورِّطة فى تمويل جماعة «أنصار الدين» و«القاعدة» وحركة «الاتحاد والجهاد».. و«دى إن إيه»: شيوخها يحولون مالى إلى أفغانستان
فى توقيت واحد، اشتعل الصراع فى مالى، القريبة من الجزائر، إلى حدّ التدخُّل العسكرى الفرنسى، وامتد إلى الجزائر فى أزمة اختطاف رهائن أجانب، فى حقل غاز بواسطة إسلاميين متشددين، وسط تسرُّب تقارير مخابراتية، تشير إلى دور قطر فى دعم الميليشيات الإسلامية المسلحة فى مالى. فهل يمكن أن تكون تلك هى مقدمات وصول «موجة الربيع العربى»، ووصول الإسلاميين إلى الحكم بعدها فى الجزائر؟ انتبهت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إلى أن الجزائر: «هى الكتلة القومية الوحيدة الآن التى ما زالت تحافظ على طابعها غير الدينى إلى حد ما، ولم يصل الإسلام السياسى السنى إلى الحكم فيها، وهو نفس التيار الذى وصل بجماعة الإخوان إلى الحكم فى مصر وتونس، وصارت له سيطرة شبه كاملة فى ليبيا والمغرب، ويخطو بالدم نحو الحكم فى سوريا بعد سقوط بشار الأسد. هناك عدة أسباب منعت وصول تيار الإسلام السياسى إلى الحكم فى الجزائر بثورة شعبية، أسوة بمصر وتونس، كما تقول صحيفة «إيكو» الفرنسية: الشعب الجزائرى ما زال يحمل آثار صدمة السنوات العشر السوداء، التى أدّت إلى سقوط 100 ألف شهيد فى معارك بين الإسلاميين والحكومة فى التسعينيات، فصار الأمن ضرورة وأولوية حيوية بالنسبة إلى الجزائريين اليوم، وصار المواطن الجزائرى يثور لأتفه الأسباب، من أجل مباراة كرة أو رخصة قيادة، لكن الأمر لا يصل أبداً إلى حد ثورة كاملة. وأضافت: الاستقرار والأمن عنده أهم من أى شىء، وتزايد هذا الشعور بعد تمزُّق ليبيا بعد سقوط نظام القذافى، وتزايُد الميليشيات المسلحة فى مالى، على حدود الجزائر، وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يتحرك المواطن الجزائرى ثائراً لقلب نظام الحكم فيه، إلا لو ضربت عصب الأمن والاستقرار لديه، لذلك فمن يضرب أمن الجزائر، يضمن أن تثور الجزائر. النقطة الثانية التى أبعدت الجزائر عن الثورة ضد نظام الحكم القائم حالياً فيها، هى الثروة، وتواصل «الإيكو» تحليلها قائلة: الجزائر دولة غنية، ويكفى أنها منذ فترة قصيرة قدّمت قرضاً لصندوق النقد الدولى ب5 مليارات دولار، وهذا النوع من الثراء، القائم أساساً على عائدات البترول والغاز، يضمن أن تُحقق الحكومة للشعب نوعاً من السلام والضمان والاستقرار الاجتماعى، فيُصبح من الصعب أن تقوم ثورة شعبية فى الجزائر، كما هو الحال فى السعودية. وتابعت الصحيفة الفرنسية: لا يمكن توقُّع استمرار الحال على ما هو عليه، فعائدات الغاز الطبيعى التى تعتمد عليها الجزائر لها حدودها، ويمكن أن تنهار فى أى لحظة، بشكل يوجّه ضربة قاصمة للاقتصاد الجزائرى، ويقلب الصورة كلها بعد ذلك، ولو ضُرب اقتصاد الجزائر، فقد يهتز نظام الحكم فيها. لكن هل كان احتجاز رهائن أجانب فى حقل غاز بالجزائر، والتدخُّل العسكرى الفرنسى فى مالى المجاورة، مجرد صدفة إذن؟ تقارير استخباراتية فرنسية جرى تسريبها إلى الصحف، نشرتها مجلة «جون أفريك»، وتناقلتها صحف جزائرية، منها «الوطن» و«لاتريبون»، أجابت عن السؤال، بإشارة واضحة إلى تورُّط قطر فى تمويل جماعات إسلامية مسلحة فى شمال مالى، وعلى رأسها جماعة «أنصار الدين» الإسلامية، وجماعة القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، وحركة الاتحاد والجهاد فى غرب أفريقيا. وقال التقرير الذى قُدِّمت نسخة منه إلى وزارة الدفاع الفرنسية إن «قطر تدعم الإرهاب فى شمال مالى». ووصفت الصحف الجزائرية التقرير بأنه يأتى فى سياق سعى قطر لضرب استقرار دول المنطقة من خلال تمويل وتسليح الجماعات الإسلامية المتمردة، واستخدامها فى هز استقرار الدول الغنية بالبترول والغاز بهدف السيطرة على مواردها، وتسعى لتمويل الجماعات الإسلامية المتطرفة، بشكل لا ينفصل عن سعيها لضرب استقرار دول شمال أفريقيا، حيث صارت ليبيا منقسمة على نفسها، ومصر لن تعرف الاستقرار قريباً، وتونس تحاول أن تُخرس أشباح الاضطرابات فيها، ويلوح شبح الحرب الأهلية فى مالى، كما ظهر فى سوريا بالفعل. وقالت صحيفة «دى إن إيه» الجزائرية إن «أمراء وشيوخ قطر يموّلون الجماعات الإسلامية المسلّحة، لإعلان الخلافة الإسلامية على الحدود الجزائرية، لتتحول مالى إلى أفغانستان أخرى. جدير بالذكر أن ما جرى خلال جلسة جامعة الدول العربية فى نوفمبر 2011، التى شهدت أجواءً متوترة، وانتهت وقتها بتعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية، على خلفية المجازر التى يرتكبها بشار الأسد ضد شعبه، كان وراء تناثر أقاويل عن مشادة حدثت بين وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم، ونظيره الجزائرى مراد المدلسى، عندما أبدى «المدلسى» تحفُّظ الجزائر على قرار الجامعة قائلاً «ينبغى معالجة أزمة سوريا بحكمة، لو علقتم عضويتها، فسنواجه وقتها وضعاً أكثر تعقيداً». وكانت النتيجة، أن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثانى، قطع حديث «المدلسى» وقال له بنبرة تهديد: «توقفوا عن الدفاع عن النظام السورى، فأنتم ستضطرون إلى الاستنجاد بنا لما يأتى دوركم». الجهات الرسمية نفت الواقعة أساساً، لكن التوتر بين البلدين لم يكن بحاجة إلى تأكيدات رسمية.