سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة الجزائر: بريطانيا تضع قواتها الخاصة تحت الاستعداد.. وأمريكا واليابان تحذران الجزائر «الخارجية» الرومانية تعلن استعدادها لاستعادة 3 من رعاياها المحتجزين فى الجزائر.. وبريطانيا ترسل «مفاوضين» للتوصل لحل للأزمة
توالت ردود الفعل الدولية على احتجاز رهائن من جنسيات مختلفة فى مجمع النفط الجزائرى «عين أميناس»، خاصة بعد فشل التدخل العسكرى الجزائرى ومقتل 30 رهينة بينهم 7 أجانب، وأشارت وكالة أنباء «نواكشوط» إلى أنه ما زالت حتى الآن هناك حالة من التضارب حول وضع الرهائن فى العملية التى نفذها تنظيم القاعدة، حيث أعلنت مصادر بالجماعات المسلحة المسيطرة على بعض مدن الشمال فجر السبت، أن الفدائيين المنفذين لعملية احتجاز الرهائن لا يزال لديهم مجموعة من الرهائن الغربيين محتجزين لديهم. وأكدت صحيفة «أخبار نواكشوط» الموريتانية أن عدد منفذى عملية احتجاز رهائن غربيين فى منطقة «عين أميناس»، كان نحو 40 مسلحاً، وأشارت الصحيفة الموريتانية إلى أن المسلحين التابعين لكتيبة «الموقعون بالدماء»، تسللوا إلى الأراضى الجزائرية عبر الحدود مع النيجر، وتمكنوا من اقتحام المجمع واحتجاز عدد من الرهائن فى المجمع السكنى وعدد آخر فى المصنع. وتواترت تقارير متضاربة حول مصير الرهائن المحتجزين فى «عين أميناس»، بعدما هاجمت قوات خاصة جزائرية المنشأة، وأعربت الحكومات التى لديها مواطنون بين الرهائن عن غضبها إزاء عدم إطلاع الجانب الجزائرى على عملية الهجوم قبل شنها. وفى السياق ذاته، أشارت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أبلغت موظفيها فى السفارة الأمريكية فى «باماكو» ب«مالى»، مغادرة البلاد على الفور، مشيرة إلى أنها أصدرت بياناً تحظر فيه على الأمريكيين التوجه إلى «مالى» بسبب القتال الدائر هناك، محذرة من هجمات وعمليات اختطاف للغربيين هناك. وكشفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، النقاب عن حالة الخلافات والانقسام السائدة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، حول الخطر الذى تشكله الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة فى «مالى»، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم إعلام أى مسئول أمريكى أن هذه الجماعات تمثل تهديداً وشيكاً على الولاياتالمتحدة، فإن التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى، والهجوم الإرهابى على حقل الغاز «عين أميناس»، أثار جدلاً عنيفاً حيال ما إذا كان الأمر يهدد مصالح الولاياتالمتحدة ويستدعى التدخل العسكرى الفورى أم لا. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن يهود فرنسا باتوا يشعرون بحالة من القلق بسبب التدخل العسكرى فى مالى، الذى تسبب فى الهجوم الإرهابى على المنشأة النفطية الجزائرية، بحسب ما ذكره المسلحون، فى محاولة لوقف التدخل الفرنسى فى مالى، مشيرة إلى أن مركز أمن الطائفة اليهودية فى فرنسا أصدر بياناً يؤكد فيه أن الوضع الراهن يتطلب منهم رفع مستوى الحماية حول المجتمع اليهودى والمعابد والمدارس ومراكز وأماكن تجمع الطائفة اليهودية فى فرنسا. وعلى جانب آخر، أشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إلى أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، وضع جنود القوات الجوية الخاصة وعدداً من المفاوضين البريطانيين، قيد الاستعداد للتدخل فى أزمة الرهائن بالجزائر، على خلفية احتجاز 12 عاملاً بريطانياً ضمن الرهائن. وأكدت الصحيفة البريطانية أن القوات الجوية الخاصة البريطانية، ما زالت على أهبة الاستعداد للتدخل فى أى وقت، مشيرة إلى أن كاميرون يمارس ضغوطاً شديدة على الجانب الجزائرى، للسماح له بالتدخل الفورى لإنقاذ الرهائن. وأفادت تقارير بأن عدداً من المفاوضين البريطانيين وصلوا إلى الجزائر فى محاولة لاحتواء الأزمة والإفراج عن الرهائن البريطانيين. وانتقدت «تليجراف» نهج الحكومة البريطانية، مؤكدة أن بريطانيا أصبحت أضعف استعداداً من ذى قبل، وغير مستعدة تماماً للعالم الجديد المحيط بها، مشيرة إلى أنه لا بد أن يضمن «كاميرون» أن تتوافر للقوات المسلحة البريطانية الموارد اللازمة والعتاد لكبح جماح أى إرهابى إسلامى قد يصيب البلاد. وأشارت وكالة أنباء «رويترز» إلى أن مسئولاً أمنياً جزائرياً أكد أن السهولة التى دخل بها المسلحون إلى المجمع السكنى الذى يعتبر موقعاً حصيناً، أثارت شكوك الجزائريين بأن المسلحين ربما كان لديهم حلفاء من بين العاملين فى الموقع. وقال مسئولون جزائريون إنهم اكتشفوا حالات من قبل، نجح فيها متمردون إسلاميون فى توظيف شركاء لهم بشركات دولية للطاقة، مشيراً إلى احتمال تورط بعض العاملين فى «عين أميناس» معهم. وتابعت: «كثيرون من الرهائن الذين تم تحريرهم، أكدوا أن منفذى الهجوم ليبيون ومصريون وجزائريون على ما يبدو من لهجاتهم، وقال مسئولون إن هناك أجانب كثراً بين القتلى البالغ عددهم 18 مسلحاً». وأعلنت وزارة الخارجية الرومانية، صباح أمس، استعداداتها لإعادة ثلاثة رومانيين كانوا قد احتجزوا رهائن من قِبل المجموعة الإسلامية التى هاجمت مجمع النفط. وأشارت الوزارة إلى أن أحد الرهائن استطاع الاتصال بالسفارة الرومانية فى الجزائر من خلال هاتف محمول، وتلقى مساعدة بشأن الخطوات التى يجب اتباعها، وهذا ما سمح بإنقاذ حياته، مشيرة إلى أن الرهينتين الآخرين تحت حماية الجيش الجزائرى، وأن إجراءات إعادتهما للبلاد جارية. ووجهت الولاياتالمتحدةواليابان، مساء الجمعة، تحذيرات إلى الجزائر، من أجل حماية الرهائن المحتجزين فى موقع الغاز، خاصة بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية مقتل أحد رعاياها خلال عملية الجيش الجزائرى لتحرير الرهائن، واستدعت اليابان السفير الجزائرى لديها احتجاجاً على تدخل الجيش الجزائرى لتحرير الرهائن، دون إطلاعها على أى معلومات تخص رعاياها العشرة المحتجزين ضمن الرهائن.