أحدهم يستعدى الصحفيين، والآخر يُسهم فى تشويه الجهة التى يمثلها، وثالث يتخصص فى نفى أى خبر ولو كان صحيحاً، بينما الأخير يتعمّد حجب المعلومات، هى نماذج لأشخاص أُوكلت إليهم مهمة التعبير عن عمل وزارة ومؤسسة من بابها، فجاء أداؤهم محبطاً للغاية، فاقداً للمهنية وحسن التقدير، وباتت مهمة «المتحدث الرسمى» صداعاً فى رأس الكيانات المختلفة. آخر أزمات المتحدثين الرسميين، تمثلت فى إصرار جماعة الإخوان المسلمين، على تعيين متحدثين رسميين جدد، بحجة عدم قدرة الدكتور محمود حسين، الأمين العام، والدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمى، على مواجهة محاولات تشويه الجماعة، والتواصل مع الصحفيين. «كون الشخص من أهل الثقة، لا يكفى لتعيينه متحدثاً رسمياً أو إعلامياً».. قالتها الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، متعجبة من حال ذلك المنصب، حديث العهد فى مجتمعاتنا العربية، الذى يُفترض أن تتوافر معايير معينة فيمن يتقلده، أهمها إلمامه ببيئة العمل الإعلامى، ومهاراته، والقدرة على التواصل مع الآخرين. النقاط التى أثارتها «عبدالمجيد»، كانت سبباً فى نشوب أزمة بين علاء الحديدى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، والصحفيين المكلّفين بتغطية نشاط مجلس الوزراء، حيث رفض سفر الصحفيين إلى قطاع غزة ومحافظة أسيوط لتغطية زيارة هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وأمر العاملين بالمكتب الإعلامى بإغلاق هواتفهم المحمولة. مهمة المتحدث الإعلامى أو الرسمى فى مصر، باتت تقتصر على نفى أو تكذيب معلومة، ونقل أى فعاليات تحدُث بتلك الجهة، وفقاً لرأى «عبدالمجيد»، وهو ما كان يجرى أيام النظام السابق، وبدلاً من تسهيل عمل الإعلاميين، يكون عقبة أمامهم إذا حاولوا الوصول إلى المسئول. أجواء الشائعات طالت الكثير من المتحدثين الرسميين، بدايةً من الحديث عن زواج الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عرفياً من صحفية، إلى جانب البلبلة التى صاحبت إعلان الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور، إقالة نادر بكار من منصب المتحدث باسم الحزب، الأمر الذى نفاه بكار فيما بعد. التخبُّط والشائعات المنتشرة بالمجتمع، ليست وراء الأداء السيئ للمتحدثين الرسميين، فى رأى نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، فمعظم المتقلدين ذلك المنصب يكونون من الهواة عديمى الخبرة السياسية، فقد يورطون الجهات التى يمثلونها فى مشكلات، لأنهم غير مُلمين بالمشكلات الداخلية بها، ولا يقدرون على الإجابة عن أسئلة الصحفيين المفاجئة، وإقناع المواطنين بصدق مزاعمهم.