أكد رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، أن تركيا لم ولن تتراجع في مواجهة الاعتداءات الإرهابية، مؤكدا أن بلاده لن تركع لأي جهة. وحذر من أي أعمال تحريض من شأنها إجهاض مسيرة السلام التي أطلقتها حكومته بهدف حل القضية الكردية، وذلك قبيل مراسم دفن ثلاث ناشطات كرديات قُتِلن في العاصمة الفرنسية باريس منذ نحو أسبوع. وأوضح أردوغان، في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم، أن "الحكومة التركية تناضل منذ عشرة أعوام بإخلاص لوضع حد للآلام الناتجة عن الأنشطة الإرهابية، خاصة آلام كافة الأمهات، مع الأخذ بعين الاعتبار تضحيات الشهداء"، منوها بأن الإرهاب والعنف لم يجلبا إلى البلاد سوى الألم ونزيف الدم والدموع. ولفت أردوغان، في كلمته التي نقلتها الفضائيات التركية، إلى أن هدف الحكومة الوحيد كفكفة دموع الأمهات بكافة الوسائل المشروعة، في إشارة إلى لقاء المخابرات التركية مع الانفصالي عبدالله أوجلان، زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا، للاستفادة من تأثيره على المنظمة في إطار جهود الحكومة الرامية لإقناعها بإلقاء السلاح. وشدد على أهمية مشروع "الوحدة الوطنية والأخوة" بين مكونات الشعب التركي، الذي يشمل كافة الأعراق، معربا عن أمله في نجاح مسيرة السلام التي أطلقتها الحكومة، وداعيا كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التصرف بمسؤولية وحكمة وصبر حيال هذه المرحلة. وأضاف رئيس للوزراء أن الحكومة مستعدة لمناقشة أي مقترحات من قبل حزب الشعب الجمهوري المعارض، في إطار ملف مكافحة الإرهاب، بدون أحكام مسبقة. وحذر من احتمال وجود أطراف قد تعمل على التحريض واستغلال مراسم دفن جثامين الناشطات الثلاثة، التي ستجري في مدينة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، مؤكدا ضرورة عدم الانجرار وراء التحريض الذي يهدف إلى إجهاض مسيرة السلام التي أطلقتها الحكومة، وعدم السماح بحدوث ذلك.