اعتقال شبكة تدفن نفايات إسرائيلية خطرة بجنين

كشفت مصادر مطلعة لوكالة "صفا" الفلسطينية عن "تجاوزات خطيرة" بمكب زهرة الفنجان بجنين شمال الضفة الغربية المحتلة، تمثلت في استقبال نفايات خطرة من نفايات المستوطنات، التي تحوي مخلفاتٍ كيماوية.
وقالت المصادر إن "الأجهزة الأمنية واستنادًا إلى الأدلة المستمرة، نفذت الخميس الماضي حملة اعتقالات طالت مستويات مختلفة في العاملين، وإدارة المكب لتورطهم في تهريب وإدخال ودفن تلك النفايات الخطرة داخله".
وبدأت القضية –وفق المعلومات- بتذمر أهالي بلدة عرابة القريبة من المكب من روائح كريهة استدعت وضع المكب بدائرة المراقبة من قبل سلطة جودة البيئة حتى اعتقال مهربي النفايات الخطرة متلبسين داخله.ونوهت المصادر إلى أن "القضية سبق وأثيرت دون اهتمام كاف بالسابق، فقد شوهد دخول شاحنات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية وما إلى ذلك من شكاوى وملاحظات". وفق قولها.
وفي تفاصيل الحادثة الأخيرة، فإنه وبعد شكاوى عدة، تتبعت سلطة جودة البيئة وفقًا لمعلومات مسبقة، شاحنات تحمل لوحة تسجيل فلسطينية تدخل من حاجز "نتانيا" بشكل غريب، كونه لا يسمح عادة للشاحنات الفلسطينية بالعبور خلاله.
وبينت أنه وبتتبع الشاحنات ووصولها إلى المكب وإفراغ محتوياتها به واعتقال سائقيها، تبين أنهم يفرغون نفايات من مخلفات مصانع "جاشوري" الاستيطانية غرب طولكرم شمال الضفة.
ونوهت تلك المصادر لوكالة "صفا" إلى ما قالت إنه "تواطؤ جزء من إدارة المكب وحراسه مقابل مبالغ مالية في هذه القضية، فيما أحد المتورطين من العاملين بداخله، هو من أقارب وزير معروف".
وقالت إن "المعتقلين يخضعون للتحقيق لدى النيابة العامة منذ الخميس الماضي، وأنهم دأبوا لفترات طويلة على نقل نفايات المستوطنات لداخل المكب، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة على ذلك من نقل نفايات خطرة تتخلص منها سلطات الاحتلال بهذه الطريقة".
وسبق لمؤسسات بيئية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية أن أشارت في تقارير خلال السنوات الماضية إلى تخلص الاحتلال من جزء كبير من نفاياته الخطرة عبر دفنها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.
وبعد هذه الهزة الكبيرة التي ضربت سمعة المكب المركزي لمحافظات شمال الضفة الغربية المحتلة أعلن رئيس مجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة رئيس بلدية جنين راغب الحاج حسن اليوم، آليات جديدة لاستقبال النفايات من كافة المحافظات، في مكب "زهرة الفنجان".
ووفقًا ل"صفا" أوضح الحاج حسن، أن مجلس الخدمات هيئة مستقلة تتبع في إدارتها وملكيتها للهيئات المحلية في المحافظة، وذلك وفق نظام يحكم تشكيل وعمل المجلس الذي تقع مسؤولية المكب ضمن صلاحيته.
وأشار إلى أن مكب "زهرة الفنجان"، سيستقبل النفايات القادمة من الهيئات المحلية المحددة بشكل مسبق، بشرط أن تكون السيارة الناقلة مزودة بإيصال يثبت فيه المنطقة التي تأتي منها النفايات، وتعريفًا بالسائق ورقم مركبته، وأن يوقع الإيصال بشكل رسمي من الجهة ذات الاختصاص.
يذكر أن مكب زهرة الفنجان هو المكب المركزي الذي أنشئ وفق مواصفات عالمية، ليحل مكان المكبات العشوائية في محافظات شمال الضفة الست، وبه مشاريع طموحة لتدوير الورقة واستخلاص الغازات من النفايات وما إلى ذلك، ويعمل بشكل تخصصي وبلغت تكلفة إنشائه عشرات الملايين من الدولارات، وفقًا للوكالة.