أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، الخميس، أن الولاياتالمتحدة ستركز في شكل أكبر على كيفية تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري في حال سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال بانيتا إنه لن ينظر في احتمال ارسال قوات على الأرض حتى لتأمين المواقع الكيميائية في سوريا، لكنه ترك الباب مفتوحا لنوع من الوجود العسكري الأميركي في حال أعقبت سقوط الأسد عملية انتقالية سلمية. وفي حين حذرت الحكومة الأميركية دمشق من مغبة اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية في حربها مع مقاتلي المعارضة، قال بانيتا أن الخطر الأكبر هو الفراغ في السلطة إذا أطيح بالأسد. وقال بانيتا في مؤتمر صحافي أن "القلق الأكبر اليوم هو معرفة ما يقوم به المجتمع الدولي للتأكد من أنه حين يسقط الأسد، سيتم تنفيذ آليات لنقوم بتأمين هذه المواقع". وأضاف "أعتقد أن هذا هو التحدي الأكبر الآن". وأوضح بانيتا أن الحكومة الأميركية تبحث هذه المسألة مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، لكنه نفى أن تكون واشنطن في صدد إرسال قوات على الأرض للقيام بهذه المهمة وسط أجواء "معادية". وأضاف "لا نناقش إرسال قوات على الأرض"، مضيفا أن أي دور عسكري أميركي مستقبلا في سوريا سيحدد إذا ما طلبت حكومة جديدة مساعدة. وأوضح "يجب أن نبقي دائما احتمال التوصل إلى حل سلمي في سوريا وتدخل هيئات دولية، فقد تطلب الأخيرة مساعدة". وقال "لكن تدخلنا ليس واردا في حالة الحرب". من جانبه، اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي في المؤتمر نفسه أنه إذا قرر الأسد استخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضين السوريين فسيكون شبه مستحيل منعه من القيام بذلك. وقال إن منع استخدام الأسلحة الكيميائية هو "شبه مستحيل لأن هذا الأمر سيتطلب مقدارا من الدقة في المعلومات الاستخباراتية يتيح معرفة ما سيحصل حتى قبل أن يحصل هذا الأمر". وأكد أن تحذيرات الرئيس الأميركي باراك أوباما الواضحة للأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية، كانت عاملا رادعا. وحتى إن اختار النظام عدم استخدام الأسلحة الكيميائية، فإن إدارة أوباما قلقة من استيلاء ناشطين إسلاميين متحالفين مع قوات المعارضة على مواقع تخزينها. ومخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية الذي يعود إلى سبعينات القرن الماضي، هو الأكبر في الشرق الأوسط لكن غايته تبقى غير واضحة، بحسب محللين. وتملك سوريا مئات الأطنان من المواد الكيميائية، بما في ذلك غاز سارين وغاز الأعصاب وغاز الخردل موزعة على عشرات مواقع الإنتاج والتخزين كما يقول الخبراء. لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأسلحة جاهزة لإطلاقها بصواريخ سكود أو إذا كانت المواد الكيميائية فعالة أو إذا كان النظام قادرا على تجديد مخزونه من الأسلحة الكيميائية. وقالت دمشق إنها قد تستخدم الأسلحة الكيميائية في حال تعرضها لهجوم من الخارج لكن ليس ضد شعبها. وتأتي تصريحات بانيتا في حين تبدو سبل إيجاد حل سلمي لوقف أعمال العنف في سوريا، ضعيفة. وحملت دمشق الخميس على الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، متهمة إياه ب"الانحياز بشكل سافر" إلى جانب "المتآمرين" على سوريا، من دون أن تغلق الباب على التعاون معه، وذلك غداة انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ 21 شهرا. وأسفرت الأزمة في سوريا عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص، بحسب الأممالمتحدة.