تواصل أجهزة الأمن بالأقصر جهودها لكشف الغموض الذي يحيط بجريمة مقتل الشقيقتين، صوفي ولودي، نجلتى توفيق باشا أندرواس القيادي الوفدي الشهير وعضو مجلس الأمة، بعد أن عثر على جثتيهما مساء الاثنين الماضي داخل قصرهما القديم الذي يجاور معبد الأقصر على كورنيش النيل. يلاقى الفريق الأمنى الذى يضم نحو 20 ضابط بحث، متاعب جمة نظرا لاتساع دائرة علاقات المجنى عليهما، ووجود تعاملات مالية بينهما وبين العشرات من المزارعين الذين يستأجرون مساحة كبيرة من الأراضى المملوكة للضحيتين، والتى تتعدى المائة فدان تتوزع فى مناطق جزيرة الموز بالعوامية السياحية ومنطقتى المدامود والزينية قبلى. وأشارت التحقيقات الجارية حتى الآن، إلى احتمال أن يكون الجاني شابا فى العقد الثانى من العمر، بحسب آثار الأقدام التى وجدت فى مسرح الجريمة وخلف القصر، بجانب وجود آثار عنف على مدخل خلفى خشبى للقصر يطل على تل ترابى، الأمر الذى يرجح خروج الجانى من خلاله، وتشير مصادر أمنية إلى أن الجانى ربما يكون على علاقة بالمجني عليهما ويحتمل دخوله من الباب الرئيسي للقصر، ثم خروجه بعد ارتكاب جريمته من الخلف مستغلا تهالك وضعف المنافذ الخشبية الخلفية، كما توجد كميات هائلة من التراب وبقايا القصر القديم الذي كان ملاصقاً للقصر مسرح الجريمة والذى كان يمتلكه ياسين أندرواس عم الضحيتين والذى أزيل خلال خطة تطوير الأقصر. وأكد عريان عزيز محامى المجني عليهما، أنه يعتقد أن يكون القتل تم بدافع السرقة، ولظن الجانى أن القصر يحوى تحف وآثار ومجوهرات. وأضاف عزيز أن القتيلتين من أكبر أثرياء الأقصر، وبرغم ذلك ولم تعتادا على الاحتفاظ بأي أشياء ثمينة أو مبالغ كبيرة داخل القصر، مشيرا أن القتيلتين تمتلكان نحو 22 فدانًا في جزيرة الموز السياحية و17 فدانًا بجانب الجزيرة ويمتلكان جزءًا من حوض السيال ويمتلكان في قرية المدامود والزينية بشمال الأقصر نحو 150 فدانًا، إضافة إلى الكثير من الأموال في البنوك والخزائن التى تحتوى على ذهب وحلى والمجوهرات. وأكد منصور بريك المدير العام لآثار الأقصر، أن القصر الذى كانت تقيم فيه الضحيتان هو أحد القصور التاريخية فى الأقصر، وشيد عام 1897، وهو القصر الوحيد الذى استقبل الزعيم سعد زغلول فى عام 1921 فى رحلته النيلية التاريخية لمدن الصعيد للحصول على دعم شعبى لمطالب ثورة 1919. كانت الأجهزة الأمنية بالأقصر قد عثرت، الاثنين الماضى، على جثتي صوفي ولودي توفيق أندرواس، ابنتي توفيق أندرواس النائب الوفدى الأسبق، مقتولتين داخل قصرهما المجاور لمعبد الأقصر.