أ. د. صلاح الغزالى حرب أستاذ الباطنة والسكر بطب القاهرة قبل الحديث عن الوقاية ينبغى أن نذكر مجموعة من الحقائق التى يجب أن يعيها كل من يعانى هذا المرض: أولاً: لا توجد حتى الآن وسيلة مؤكدة للوقاية الحقيقية من مرض السكر فى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثى لهذا المرض، كما لا يوجد حتى الآن العلاج الذى يقضى بصفة نهائية على هذا المرض. ثانياً: ينبغى على مريض السكر أن يتعامل مع الأمر الواقع، معتبراً أن هذا المرض سوف يلازمه طوال عمره، والحكمة أن يتعامل مع هذا الرفيق الإجبارى بالاحترام الواجب، بمعنى أن يلتزم بتعليمات الطبيب بالدقة الواجبة؛ حيث إن محاولة رفض هذا الرفيق أو عدم احترامه من شأنها أن تنتهى بأوخم العواقب. ثالثاً: كل مريض بالسكر ينبغى التعامل معه بالطريقة الملائمة له شخصياً، أى أنه لا توجد طريقة للتعامل مع كل مرضى السكر، وهذه النقطة لها أهمية خاصة؛ لأن العلاج الذى يفيد أحد المرضى قد لا يفيد الآخر؛ لذلك يجب أن يظل هذا المرض موضوعاً خاصاً بين الطبيب والمريض، ولا داعى للاستماع إلى تجارب الآخرين التى قد تضر كل الأطراف. الوقاية من مرض السكر نوعان: وقاية أولية ووقاية ثانوية، وسنتحدث فى هذا المقال عن الوقاية الأولية التى يقصد بها منع أو تأخير ظهور مرض السكر فى أولئك الذين لديهم استعداد لظهور المرض، وهم الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون بالدم أو من لديهم تاريخ عائلى لمرض السكر أو السيدات اللاتى أُصبن بسكر الحمل فى مرات سابقة ويطلق على تلك الحالة اسم «ما قبل السكر»، وهم يمثلون نسبة كبيرة تحتاج إلى التعامل السريع منعاً لظهور السكر أو على الأقل لتأخير ظهوره. ويمكن تشخيص ما قبل السكر معملياً فى حالة إذا كان مستوى السكر الصائم فى الدم أقل من 126 مجم وأكثر من 100 مجم وبعد الأكل بساعتين أقل من 200 مجم وأكثر من 140 مجم. وتشمل خطة التعامل مع هذه الحالة ما يلى: 1- إذا كان الشخص يعانى البدانة فمن الضرورى أن يعمل وبسرعة على إنقاص وزنه إلى الحد المعقول الذى تقل معه فرصة ظهور مرض السكر. 2- ممارسة الرياضة أمر حيوى ومهم للجميع -أصحاء ومرضى- وتزداد الأهمية فى هذه المجموعة التى لديها الاستعداد لظهور مرض السكر. 3- التعامل بجدية مع كل عوامل الخطر الأخرى التى قد تكون كامنة فى هذا الشخص مثل ارتفاع الضغط أو زيادة نسبة الدهون والكوليسترول فى الدم. 4- يمكن فى بعض الحالات استخدام مجموعة من العقاقير التى لا ينتج عنها نقص فى مستوى السكر بالدم، لكنها تساعد فى تحسين أداء هرمون الأنسولين لعمله، وهناك مجموعة من العقاقير الحديثة التى يمكن استخدامها فى هذا المجال.