حصل المستشار أبوبكر أحمد عباد باذيب، مدير المركز الإعلامي بالسفارة اليمنية بالقاهرة، اليوم، على إجازة بحث زمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، كأول دارس ووافد مدني في تاريخ كلية الدفاع الوطني، والتي تُعدّ أعلى مراكز الدراسات العسكرية عربياً فيما يتعلق بموضوعات الأمن القومي والاستراتيجية القومية وإعداد الدولة للدفاع. وتقدم "باذيب" للحصول على الزمالة ببحث حول "الرؤية المستقبلية للمشكلة اليمنية وأثرها على الأمن القومي العربي"، حيث تناول الفصل الأول الأبعاد الداخلية والخارجية للمشكلة اليمنية في الفترة التالية على تنفيذ المبادرة الخليجية، بينما تناول الفصل الثاني أبعاد تأثير المشكلة اليمنية في الأمن القومي العربي. في حين ركز الفصل الثالث على الرؤية المستقبلية للمشكلة اليمنية، من خلال تناول المحددات الرئيسية لمستقبل الدولة اليمنية، والسيناريوهات المحتملة لمستقبل المشكلة اليمنية، والتي قسمت الى ثلاثة سيناريوهات محتملة، وهي على التوالي السيناريو الأول: الدولتين المتوازيتين، والذي افترض استمرار الوضع الراهن لفترة طويلة دون حسم عسكري أو تسوية سياسية، والسيناريو الثاني: النموذج اللبناني الذي قدم شكلاً مختلفاً من التسوية السياسية القائمة على محاكاة نموذج حزب الله اللبناني في اليمن، والسيناريو الثالث: افترض التوصل للتسوية السياسية وتبني النظام الفيدرالي الاتحادي للدولة اليمنية، وهو ما رجحه الباحث. وانطلقت الدراسة من أهمية المشكلة اليمنية التي باتت تمثل أولوية واهتمام لدى الدول المؤثرة والفاعلة إقليميًّا ودوليًّا، وتأثيرها على الأمن القومي العربي، وتداخل وتعقد سيناريوهات الواقع السياسي والعسكري والاجتماعي، وتباين الرؤى المستقبلية للمشكلة اليمنية. وأشادت لجنة الحكم والمناقشة التي كانت برئاسة أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد يوسف أحمد مدير معهد البحوث والدراسات العربية الأسبق، والعميد أركان حرب عمر مدكور، والدكتور معتز سلامة، بالموضوعية الرصينة المتميز للدراسة، واعتبرت البحث من أكثر الابحاث الاستراتيجية العميقة في تناول القضية اليمنية. وأوصت اللجنة إلى وجوب الأخذ بالتوصيات التي انتهى إليها الباحث وخاصة وأن النتائج التي توصل إليها موضوعية وتمت بحيادية عالية وستشكل أفق استراتيجي للمشكلة اليمنية. حضر المناقشة السفير محمد الهيصمي السفير اليمني في القاهرة، والمندوب الدائم لليمن بالجامعة العربية، والسفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والملحق العسكري المساعد بالسفارة اليمنية بالقاهرة، وعدد من القادة العسكريين المصريين واليمنيين والعرب. الجدير بالذكر أن زمالة كلية الدفاع الوطني المصري تهدف إلى تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار الضباط وكبار العاملين المدنيين لشغل الوظائف العليا في القوات المسلحة وأجهزة الدولة بالإضافة إلى التدريب والبحث العلمي في مجال التخطيط لتحقيق الأمن القومي وإرساء الاستراتيجية القومية، وذلك لإعداد القادة على المستويات الاستراتيجية المختلفة، لتولي المسؤولية على المستوى الاستراتيجي في القوات المسلحة والقطاع المدني، ودول الوافدين.
