النطق بالحكم علي مبارك الغد، يوم ينتظره الشعب المصري منذ عدة شهور للقصاص من رمز الفساد، بالرغم من ذلك لا تهتم الحركات الثورية بتنظيم وقفات احتجاجية بالتزامن مع المحاكمة، لتوقعهم بأن الحكم سيكون صوريا "مخففا" لن يرضي الشعب، واستكمالا لسيناريو "الطواطؤ" مع العسكري. عامر الوكيل، المتحدث باسم تحالف ثوار مصر، أبدي عدم مشاركته في أي وقفات احتجاجية بالتزامن مع محاكمة مبارك بعد غد السبت.وأضاف، "محاكمة مبارك محسومة بنسبة 100%، مش هيفرق احتجاجنا قدام المحاكمة، لأن النتيجة مش هتتغير". وتوقع الوكيل، تأجيل المحاكمة مرة أخري، خوفا من غضب الشعب في حالة صدور حكم مخفف على مبارك، مضيفا أن الشعب غاضب من المجلس العسكري، وفي نفس الوقت سيحاول المجلس العسكري المماطلة من أجل امتصاص غضب الشعب إلى أن يمسك أحمد شفيق بكرسي الرئاسة. وأشار الوكيل، إلى أن تحالف ثوار مصر سيشارك في مليونية غدا، للتنديد بشفيق، "مش محتاجين نعمل وقفة تانية عند المحكمة طالما الأمر محسوم". واتخذ وليد عادل، عضو بحزب التحرير، نفس الموقف وهو عدم المشاركة أو الدعوة في أي وقفات احتجاجية أثناء محاكمة مبارك، إلا أنه في نفس الوقت يري، "لازم نتوحد، والثورة تكمل، محاكمة مبارك جزء من الثورة". وتوقع وكيل بنبرة استياء، محاكمة مبارك أن تكون محاكمة هزلية، لأنها متوافقة مع الوضع الحالي باختيار الشعب للمرشح الرئاسي، أحمد شفيق، مضيفا أنه في حالة إصدار أي حكم سيكون قابل للاستئناف، وفي كل الأحوال لن يكون إعدام كما يتمني الكثير. وفسر الوكيل سبب اختيار الشعب لأحمد شفيق، قائلا، "الشريحة اللي انتخبت شفيق عاوزه استقرار وعايزه تريح دماغها، علشان تعرف تتفرج على المسلسل التركي". واتهم عادل، منظومة القضاء المصري بالفساد، لأن من وجهة نظره دخلت فيه رجال المال والسياسة الذين يحكمون بمصر الآن، لافتا إلى أن الحزب قاطع انتخابات الرئاسة، واصفا ما يحدث، "عواجيز بيجروا في سباق علشان يلحقوا حاجة قبل ما يموتوا"، وأضاف بنبرة صوت يغلب عليه ثقة بالنفس، "خليهم يعملوا اللي عايزينه والمرة اللي جاية هنجيب اللي احنا عاوزينه". لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لعضو اتحاد شباب الثورة، تامر القاضي، الذي علق قائلا، "بعض أعضاء الاتحاد كلموني وقالولي إنهم هيشاركوا أهالي الشهداء لكن مش بشكل رسمي"، مؤكدا على عدم وجود دعوة أو مشاركة فعلية من جانبهم في وقفة احتجاجية. وعن توقعه لحكم مبارك، قال القاضي، "لا أستطع أن أتوقع حكم معين، لكني متأكد أنه حكم غير مرضي للشعب"، مشيرا إلى أن محاكمة مبارك هي الفصل الأخير للمسرحية الهزلية التي نعيشها منذ الثورة. قال محمد مصطفي عضو اتحاد الثوار المصريين أن الاتحاد وضع خطة للتواجد أثناء محاكمة مبارك حول مقر المحاكمة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس و في ميدان التحرير في نفس توقيت المحاكمة، و ذلك تعقبا لنتائجها ، و أشار مصطفي إلي أن شباب من عدة ائتلافات و قوي ثورية يشاركون في كلا الوقفتين منهم حركات امسك فلول و كلنا مصريين و ائتلاف شباب الثورة. و أشار مصطفي إلي أن حكم الإعدام هو الحكم الوحيد الذي يمكن أن يرضي آلاف الشباب الذين أعلنوا عن مشاركتهم في الدعوة، و هو الحكم الذي حكمت به المحكمة الشعبية في ميدان التحرير بشهر مارس الماضي، و التي دعت كل الشباب الذين شاركوا بالثورة خلال ال 18 يوم و لم يشاركوا بعد ذلك في أي مليونيات، قائلا بأن أي أحكام بالسجن أو بالبراءة لن ترضي الثوار و ستدفع بهم لنزول الميدان حتي تتحقق العدالة، و أضاف قائلا: حتي لو كان الثمن أن يموت مننا 15 ألف شاب آخرين. و قال محمد مصطفي أن الحصول علي حكم البراءة أمر متوقع و ذلك بعد تبرئة أغلب ضباط الشرطة المتهمين في قضايا قتل الثوار أمام أقسام الشرطة، و هو ما يعني أن احتمالات تبرئة مبارك كبيرة إذا كان القائم بالفعل نفسه تمت تبرئته، و أضاف قائلا بأن المحاكمة تعتبر الفرصة الأخيرة لإنقاذ الثورة التي اعتبرها البعض مجرد انتفاضة شبابية تمت احتوائها.