خرجت عشرات الشاحنات العسكرية من قاعدة بجنوب هولندا، اليوم، حاملة صواريخ باتريوت إلى تركيا لحمايتها مما وصفه قائد القوات المسلحة الهولندية توم ميدندورب بالتهديد الحقيقي الذي تشكله الصواريخ القادمة من سوريا. ونقلت 160 مركبة خرجت في خمس قوافل بطاريتين هولنديتين لصواريخ باتريوت من قاعدة عسكرية قرب إيندهوفن إلى ميناء إيمشافن، حيث سيتم تحميلها على سفينة تتجه إلى تركيا في رحلة تستغرق أسبوعين. وقررت كل من هولندا وألمانيا والولاياتالمتحدة إرسال بطاريتين لصواريخ باتريوت وما يصل إلى 400 عسكري إلى تركيا، بعد أن طلبت أنقرة مساعدة من حلف شمال الأطلسي في تعزيز الأمن على طول حدودها مع سوريا والتي تمتد 900 كيلومتر. وأقلعت طائرات حربية تركية متجهة إلى منطقة الحدود على وجه السرعة عدة مرات، ما زاد من المخاوف من أن يتسع نطاق الحرب الأهلية السورية وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وقال قائد القوات المسلحة الهولندية إنه لا ينبغي التقليل من شأن التهديد الذي تشكله الصواريخ السورية على تركيا. وقال ميدندورب للصحفيين "نريد الحيلولة دون وقوع ما قد يصل إلى أعداد كبيرة من الخسائر البشرية بين المدنيين الأبرياء". وأضاف أن سوريا تقصف شعبها وتطلق أيضا صواريخ متوسطة المدى. وتابع "هذه الصواريخ من نوع سكود يمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات ومن ثم يمكن أن تصيب مدنا تركية بسهولة. وبجانب المتفجرات يمكنها أيضا أن تحمل أنواعا أخرى من الأسلحة كالرؤوس الحربية الكيماوية على سبيل المثال". وقال اللفتنانت كولونيل مارسيل بويس الذي سيقود وحدة الصواريخ الهولندية في تركيا، إن الصاروخ باتريوت يمكن إطلاقه "في غضون دقيقة" في حال رصد أي صاروخ قادم. وأضاف وهو يقف أمام منصة لإطلاق صواريخ باتريوت محمولة على شاحنة أنه من المتوقع أن تغادر صواريخ باتريوت الهولندية إيمشافن غدا الثلاثاء على أن تصل إلى تركيا يوم 22 يناير كانون الثاني. وتوقع بويس أن تدخل صواريخ باتريوت الهولندية حيز التشغيل بحلول يوم 26 يناير. وستتوجه مفرزة من القوات الهولندية والألمانية إلى تركيا غدا الثلاثاء للإعداد لوصول صواريخ باتريوت على أن تصل المجموعة الرئيسية من الجنود الأوروبيين في وقت لاحق. وبدأت القوات والمعدات الأمريكية بالفعل في الوصول إلى تركيا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة تهدف إلى تشغيل صواريخ باتريوت الخاصة بها بحلول منتصف يناير.