ساهم انعقاد الدورة ال69 لمهرجان كان السينمائى الدولى، فى تغيير خطط التوزيع السينمائى الداخلى، مع لجوء عدد من منتجى السينما لخيار تأجيل أفلامهم، لحين إعلان اللائحة النهائية لأفلام مهرجان كان السينمائى، مع تقدم العديد من الأعمال للمشاركة فى فعاليات دورته المقبلة. وشهدت الفترة الماضية استعدادات صناع السينما المصرية، بتجهيز أفلامهم للمشاركة فى فعاليات الدورة ال69 للمهرجان الذى تعقد فعالياته فى الفترة من 11 إلى 22 مايو المقبل، وتضم قائمة الأفلام المرشحة للمشاركة 5 أفلام مصرية روائية طويلة، هى «مولانا» للمخرج مجدى أحمد على، و«الوجه الحسن» للمخرج يسرى نصر الله، و«يوم للستات» للمخرجة كاملة أبوذكرى، و«اشتباك» للمخرج محمد دياب، و«على معزة وإبراهيم» للمخرج شريف البندارى، إلى جانب الفيلم الروائى القصير «إيتا»، للمخرج ناجح بشرى، وينتظر صناع هذه الأفلام إعلان القائمة النهائية المشاركة فى فعاليات المهرجان، المقرر رفع الستار عنها فى مؤتمر صحفى يعقد اليوم 14 أبريل. والمشاركة فى فعاليات الدورة ال69 للمهرجان كانت السبب وراء تأجيل طرح مجموعة من الأعمال فى دور العرض السينمائى، على رأسها فيلم «الوجه الحسن»، للمخرج يسرى نصرالله، بالرغم من إعلان المنتج أحمد السبكى عن طرح الفيلم خلال فترة أعياد الربيع، ولكنه قام بتأجيل عرضه إلى فترة ما بعد عيد الفطر المبارك، والأمر نفسه قام به المنتج محمد العدل، والمخرج مجدى أحمد على مع فيلم «مولانا»، بعدما قرر صناع الفيلم المشاركة به فى مجموعة من المهرجانات، على رأسها «كان». «السبكى» يؤجل «الوجه الحسن».. و«العدل» يطرح «مولانا» فى سبتمبر المقبل وقال المخرج مجدى أحمد على ل«الوطن»: «نستعد للمشاركة بالفيلم فى مجموعة من المهرجانات السينمائية حول العالم، ويعتبر مهرجان «كان» الخيار الأول بالنسبة لنا، بالرغم من أننا لم نحدد موعداً نهائيا لطرح الفيلم فى دور العرض السينمائى، ولكن نرى أن شهر سبتمبر هو الأقرب حتى الآن». والأمر نفسه قام به المنتج محمد حفظى، بتأجيل عرض فيلمى «على معزة وإبراهيم»، و«اشتباك»، حتى حسم أمر مشاركته فى المهرجان. وقال «حفظى»: «ننتظر الإعلان عن قبول الأفلام خلال الفترة المقبلة، وتعتبر فكرة قبول العملين معاً صعبة، خاصة أن التنافس فى «كان»، مستواه أعلى من المهرجانات السينمائية الأخرى، وينافس على المشاركة فيه مجموعة من أهم المخرجين حول العالم، رغم محدودية عدد الأفلام التى يقبلها المهرجان، فهو يقبل عدد أفلام أقل من غيره فى المسابقة الرسمية، إذا ما قارنا بينه وبين المهرجانات العالمية الأخرى، ومنها مهرجان برلين السينمائى». وعن عدم الدفع بفيلم «قبل زحمة الصيف» للمشاركة، قال «حفظى» ل«الوطن»: «إدارة المهرجان تشترط أن يكون عرض الفيلم فى المهرجان هو عرضه العالمى الأول، ولكن هذا الفيلم شارك بالفعل فى مجموعة من المهرجانات، منها مهرجانا «دبى»، و«الأقصر للسينما الأفريقية»، كما أن هناك 4 أفلام مصرية تقدمت لمهرجان كان السينمائى، وهى ظاهرة صحية بشكل كبير، ولكن ذلك لا يعنى أن الفيلم المصرى لديه فرصة كبيرة للمشاركة فى المهرجان». إلهام شاهين: اختيارات «كان» توازنات سياسية.. ومشاركاتنا شبه معدومة وفى الوقت الذى عانى فيه فيلم «يوم للستات» من تأجيلات عديدة قبل الانتهاء منه، قررت الفنانة إلهام شاهين منتجة العمل، التقدم به للمشاركة فى الدورة المقبلة من المهرجان. وقالت «إلهام»: «الفيلم جيد وعلى مستوى فنى عال، ونتمنى أن يتم قبوله، ولكن اختيار الأفلام فى المهرجان يقوم على عوامل مختلفة أهمها التوازنات السياسية، والعلاقات الخارجية لمصر، فلا يتوقف الاختيار على المعايير الفنية فقط، إلى جانب أن المهرجان يشهد نوعاً من الزخم الفنى، حيث يتلقى أعمالاً من مختلف دول العالم». وأضافت «إلهام» ل«الوطن»: «مصر لم تشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان إلا بأعمال معدودة، فهم لا يتعاملون معنا بجدية، وكان فيلم «بعد الموقعة»، للمخرج يسرى نصرالله، آخر الأفلام التى شاركت فى المهرجان عام 2012، لأن الإدارة كانت ترغب فى وجود عمل يتناول الثورة المصرية، ولكن المشاركات المصرية بشكل عام فى المهرجان ضئيلة أو معدومة، بالرغم من أننا نقدم أفلاماً جيدة، وعلى مستوى فنى عال، ويعمل عليها مجموعة من أهم المخرجين». ويرى الناقد طارق الشناوى أن فيلمى «اشتباك»، للمخرج محمد دياب، و«يوم للستات»، للمخرجة كاملة أبوذكرى، لديهما الفرصة الأكبر للمشاركة فى المهرجان هذا العام، بسبب اللغة السينمائية التى يحملها الفيلمان. وقال «الشناوى» ل«الوطن»: «محمد دياب مخرج لديه إحساس عال، ويستخدم لغة سينمائية حديثة فى أعماله، بجانب الموضوع الذى يتطرق إلى الأحداث السياسية، ولديه فرصة فى الفوز، ولكن الرهان الأكبر على لغته السينمائية، وكاملة أبوذكرى لديها أيضاً لغة قوية فى أفلامها، بالإضافة إلى أن العمل يدور حول المرأة». وتابع: «اختيارات مهرجان «كان» تتطرق أحياناً إلى موضوع الفيلم، كما حدث مع فيلمى «18 يوم»، و«بعد الموقعة»، ولكن بعد مرور 5 سنوات على الثورة لن يتعامل المهرجان مع تلك النوعية بنفس المعايير، ولكن يتطرق إلى لغة التناول، والمعالجة الدرامية والسينمائية، والمشاركة المصرية فى المهرجان فى حالة يرثى لها، فلن نقارن أنفسنا بإيران، بل إن فلسطين حالتها السينمائية ومشاركتها أفضل، فنحن على مدى تاريخ مشاركتنا فى المهرجان كنا نتمسك ب«جلابية» يوسف شاهين، فهو شارك ما يقرب من 10 مرات فى تاريخ المهرجان، ليحصل على جائزة الإنجاز من المهرجان عام 1997».