وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    أسامة كمال يتلقى رسائل خاصة من أهالي سيناء وإشادة بدور الشيخ إبراهيم العرجاني    محافظ بني سويف يناقش تقرير المشاركة في احتفالية "صوت الطفل"    قطع المياه لمدة 8 ساعات عن بعض مناطق الجيزة، الجمعة    انفجارات كبيرة في سماء إيلات، وفصائل عراقية تعلن استهداف موقع إسرائيلي    هيئة البث الإسرائيلية: انفجار كبير في سماء إيلات    ضياء رشوان: إسرائيل لن تضيع 46 سنة سلام مع مصر من أجل أشياء غير مؤكدة    الأمن يوافق رسميا على زيادة الجماهير في المباريات المحلية والأفريقية    مشاجرة بين شخصين تنتهي بجروح وقطع في الأذن بسبب أولوية المرور بالقليوبية    7 فئات لأسعار تذاكر أحدث حفلات المطرب العراقي كاظم الساهر    حسن الرداد: احرص على تنوع أعمالي الفنية وشخصيتي قريبة للكوميدي    الحوار الوطنى: ندعم مؤسسات وقرارات الدولة لحماية أمننا القومى ومصالح أهل فلسطين    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    هتوصل للقلب بسرعة.. أجمل كلمات تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    الصين وفرنسا تؤكدان ضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة    النفط يتراجع مع استئناف الحكومة الأمريكية شراء النفط لاحتياطيها الاستراتيجي    أثارت الجدل بإطلالتها.. مطربة شهيرة تظهر بفوطة حمام في حفل Met Gala    بالفيديو.. أسامة الحديدي: سيدنا النبي اعتمر 4 مرات فى ذى القعدة لهذا السبب    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    انعقاد ثالث المجالس الحديثية بالمحافظات.. السبت المقبل 11 مايو    تحديد موعد انطلاق مهرجان أجيال السينمائي    زراعة عين شمس تستضيف الملتقى التعريفي لتحالف مشاريع البيوتكنولوجي    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    تخفيض الحد الأدنى للفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيها من أغسطس    بالفيديو.. خالد الجندي: الحكمة تقتضى علم المرء حدود قدراته وأبعاد أى قرار فى حياته    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    وصفة تايلاندية.. طريقة عمل سلطة الباذنجان    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يقوض جهود التوصل لهدنة    وضع حجر الأساس لنادي النيابة الإدارية في بيانكي غرب الإسكندرية (صور)    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«سرطان» أبراج المحمول يحاصر تلاميذ «التجمع»
نشر في الوطن يوم 13 - 04 - 2016

مع بداية كل يوم جديد، وحينما تقترب عقارب الساعة من 7 صباحاً، تستعد «هنا» الطالبة بالصف الثالث الابتدائى للذهاب إلى المدرسة، تُحضر لها والدتها الطعام والماء داخل حقيبتها، ولا تنسى «هنا» أن تذكّر والدتها بالقول «اوعى تنسى المُسكن، علشان الميس مش بتلاحق على الفصل كله مُسكنات». دور المُسكن فى حياة «هنا» وزملائها لا يقل أهمية عن الأكل والشرب، فهو الذى يخفف آلام الصداع التى يتعرضون لها بسبب أبراج تقوية المحمول القريبة من المدرسة.
مدرسة «هنا» المعروفة باسم «فاطمة الزهراء التجريبية» تقع فى منطقة متميزة فى التجمع الخامس بجوار مسجد فاطمة الشربتلى، قرب عدد من الفيلل المعروفة محاطة بأشجار ونخيل تتخللها 4 نخلات شهيرة فى المنطقة معروفة ب«النخل المزيف» التى يبدو شكلها كأنها نخلة حقيقية لكنها فى الحقيقة هى برج لتقوية المحمول.
تصل «هنا» المدرسة، وينتهى الطابور الصباحى، وتدخل مع زملائها الفصول، وبمجرد أن تبدأ الحصص الدراسية، والشرح تنتاب الطفلة الصغيرة حالة من الصداع الأليم، يصعب على شخص بالغ تحملها، فتفقد التركيز، وتتوجه إلى عيادة المدرسة، فتجد هناك عشرات من الأطفال الذين يعانون من نفس الألم بسبب الصداع ويزيد عليه «دوخة وقىء».
نائب رئيس «فودافون»: مصر تطبق أصعب بروتوكول لاشتراطات تركيب أبراج التقوية
وتقول رشا أبوريا، مُدرسة بمدرسة «فاطمة الزهراء» منذ عام 2010، إن الصداع والدوخة هما حالة عامة بين التلاميذ والمدرسين والعاملين فى المدرسة.
تفتح «رشا» حقيبتها وتخرج منها كيس بلاستيك يحتوى على جميع أنواع المسكنات، وتؤكد أنها لا تستطيع أن تحضر يوماً إلى المدرسة دون أن تتعاطى قرصاً أو 2 منها، ولا يزول الصداع إلا بعد أن تبتعد عن المدرسة بساعات.
وتؤكد «رشا» أن الأطفال فى المرحلة الابتدائية أصبحوا فى حالة هياج دائم، وحالات صداع ودوخة لا تعد ولا تحصى، الأمر وصل عند بعض التلاميذ إلى حالات الإغماء، ومن لا يعانى الصداع المزمن يعانى من صعوبة التركيز والمذاكرة ومستوى التلاميذ التعليمى دون المستوى فى جميع المراحل الدراسية، علاوة على أن حالات الهياج تتسبب فى عنف لدى التلاميذ.
أولياء أمور: أنقذوا أبناءنا.. المدرسة محاطة ب3 شبكات «تقوية».. وقدمنا عشرات البلاغات ل«16000» دون جدوى.. ووالدة طالبة: «بنتى بتكهربنى كل ما ألمسها».. وولى أمر: «دايخين من 7 شهور ببنتى على الدكاترة»
غادة عبدالرحمن «مدرسة» أيضاً أصابها نوع من الرعب عند دخول المدرسة كل يوم، بعد أن أصيبت مدرستان بالسرطان فى توقيت واحد، إحداهما صديقة لها فى قسم اللغة العربية، والأخرى إخصائية مدرسية، علاوة على تكرار شائعات بأن هناك ظهوراً لحالات صرع فى المدرسة لأطفال فى صفوف مختلفة، فضلاً عن شكوى أولياء الأمور من حالات «فرط الحركة» لدى أبنائهم، التى فسرها بعض الأطباء بعد الكشف على بعضهم بأنها بسبب «كهرباء زيادة»، بسبب التعرض للأشعة الصادرة عن أبراج تقوية شبكات المحمول، التى تقع بالطبع بجوار المدرسة، على بعد أمتار قليلة فى اتجاه الشمال، والجنوب وتجاور مدرسة أخرى ومعهد الكمال الخاص وهناك برج ثالث بجوار الجامعة الألمانية فى اتجاه شرق المدرسة.
وتضيف «غادة» أن نخلة «التقوية» على نفس ارتفاع الفصول، ودائماً ما نشم رائحة غريبة تتصاعد منها، وبمجرد أن تنبعث هذه الرائحة فى الفصول أشعر أن الأطفال لديهم حالة من الهياج، علاوة على وجود شحنات كهربائية زائدة لدى أطفال ال«كى جى» الذين بمجرد أن تلامسهم تشعر بصعق كهربى خفيف فى جسدك.
أمام بوابة المدرسة الرئيسية وقفت الطفلة «بسنت» بالصف الثالث الابتدائى، بجسد نحيف وتبدو أصغر من عمرها، تبكى بسبب رفض كثير من زملائها اللعب معها لأنها «بتكهربهم»، ودائماً ما تشعر بالدوخة ونزيف دم مستمر من الأنف.
«أحمد» فى الصف الأول الإعدادى يتعرض لاعتداء زملائه عليه، وتظهر آثار الشجار واضحة على وجهه، وكذلك وجوه زملائه، والسبب فى ذلك حسب قوله أنهم يتعاملون بعنف شديد مع بعضهم، بسبب تأثير إشعاعات أبراج المحمول عليهم.
أولياء الأمور يعيشون حالة من القلق والرعب بسبب الحالة التى يمر بها أبناؤهم، وتقول «دينا»، ولى أمر تلميذة: منذ 7 شهور وهى «دايخة» بابنتها التى لم تتجاوز 10 سنوات على الأطباء، بسبب الصداع المستمر، وإجراء أشعة وتحاليل، حتى إن آخر طبيب طلب منها إجراء رنين مغناطسى على مخ طفلتها لشكه أنها تعانى من ورم فى المخ، ومنذ تلك اللحظة قررت «دينا» البقاء بأبنائها الثلاثة فى المنزل، فالصحة أهم من التعليم.
«نرمين» والدة 4 طلاب بالمدرسة، تقول إنها تتطوع لتوصيل عدد من الأطفال بسيارتها إلى منزلهم عقب انتهاء اليوم الدراسى، فيخرج الأطفال من المدرسة فى حالة إعياء شديد، لا يستطيع أى منهم رفع رأسه من الصداع الشديد، وكثرة المسكنات التى تعطيها ل«شهد» ابنتها تسببت فى التهاب بالمعدة، ولديها أشعة تؤكد ذلك.
وتقول «سلوى» ولى أمر طالبين فى المدرسة، إن جميع أولياء الأمور والمدرسين والعاملين بالمدرسة اتفقوا أن حالات الصداع والقىء والكهرباء الزائدة التى ظهرت بين الطلاب مؤخراً سببها أبراج المحمول المنتشرة حول المدرسة، وتوجه أولياء الأمور مع إدارة المدرسة لتقديم شكوى إلى مديرية التعليم بالتجمع الخامس بأن أبناءهم يتعرضون لإشعاعات خطرة بسبب أبراج المحمول المنتشرة فى محيط المدرسة، ويطالبون بنقل هذه الأبراج بعيداً عن المدارس، والمدرسة بدورها أرسلت الشكاوى لجهاز مدينة القاهرة الجديدة، الذى أكد أن وجود هذه الأبراج جاء بناء على عقود مبرمة بين وزارة البيئة وشركة المحمول وجهاز المدينة، وبالتالى لا ضرر على التلاميذ بسببها، طالما موقعها يبعد عن المدرسة 20 متراً والمسافة بين أقرب برج للمدرسة 23 متراً، وبالتالى فوجود الأبراج قانونى.
وأضافت «سلوى» قائلة: «قررت أنا ومجموعة من أولياء الأمور نقل أبنائنا من مدرسة فاطمة الزهراء إلى مدرسة تجريبية جديدة لم يتم افتتاحها فى الحى الأول فى منطقة التجمع، إلا أن المدرسة الجديدة بها برج محمول جديد داخل فناء المدرسة، أى على بعد أقل من 20 متراً، علاوة على وجود برج حديدى بجوار معهد الكمال الخاص، وآخر أمام الجامعة الألمانية، وبرج آخر أمام مدرسة المستقبل التجريبية المتميزة.
«صفاء»: «تقدمنا ببلاغ للنائب العام بتوقيع 50 ولى أمر.. ولم يجر التحقيق فيه حتى اليوم.. و«غادة»: السرطان أصاب 2 من زملائى وحالات صرع ظهرت فى المدرسة.. و«رشا»: الأطفال لديهم صداع دائم وفقدان تركيز
«الوطن» تجولت فى المنطقة، ولاحظت وجود برج تقوية للمحمول بجوار كل مدرسة، وأمام مدرسة المستقبل، وقالت «إجلال» والدة 4 طلاب بمدرسة «فيوتشر» إنه فى الفترة الأخير ظهرت 7 حالات لمرض السرطان لعدد من المدرسين فى المدرسة، أحدهما كان سرطاناً فى النخاع الشوكى، والمدرسة تتكتم على ظهور وباء السرطان بها خوفاً على سمعتها، علاوة على إصابة أطفال بحالات من الصرع لطفلين 6 سنوات وآخر 11 سنة، والجميع يعرف أن السبب هو أبراج تقوية المحمول المنتشرة فى المنطقة، حتى إن أغلب الفيلات الموجودة بجوار المدرسة يعرضها أصحابها للبيع مقابل مبالغ أقل من الأسعار التى تباع بها الأراضى والبنايات فى منطقة التجمع، مشيرة إلى أن أبراج المحمول أصبحت الوباء الذى يهدد تلاميذ وأهالى التجمع.
وتقول «صابرين» ولى أمر 4 طلاب، إنها أرسلت رسالة هاتفية للدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، تستغيث فيها من تأثير الأشعة الضارة للمحمول على التلاميذ فى مدارس منطقة التجمع الخامس، فجاء رد الوزير: «يا أستاذة من فضلك لو عندك أى شكوى ابعتيها على صفحة الوزارة، ندرسها ونرد عليك، الواتس والفيبر مش مكان لإرسال الشكاوى ولا الوزير فاضى يسيب شغله ويفحص شكاوى الواتس آب، أو يشتغل محقق»، مشيرة إلى أنها أرسلت الشكوى على صفحة الوزارة ولم يرد أحد عليها حتى اليوم.
وتضيف أنها قدمت شكاوى هى وعدد من أولياء الأمور على خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس القومى للطفولة والأمومة طالبت فيها بنقل أبراج تقوية المحمول عن المدارس بأرقام 117790 و117711 و 117712 و117792 و117794 و117793 و117795 و117797 و117802 و117801، ولم يصلهم الرد حتى الآن، كما أرسلوا للنائب إبراهيم عبدالعزيز حجازى، أستاذ بالجامعة الأمريكية، ووعدهم بتقديم طلب إحاطة بالبرلمان حول الموضوع، ولم يحدث شىء حتى الآن.
وتقول «صفاء»، ولى أمر طالب: «تقدمنا ببلاغ للنائب العام بإمضاء 50 ولى أمر لنقل أبراج التقوية بعيداً عن محيط مدرستنا، خاصة أن المدرسة تقع بين برجين، ولم يجر التحقيق فيه أيضاً حتى اليوم».
خبير بيئة دولى: اشتراطات تقوية الشبكة تلتزم بوجودها بعيداً عن أماكن وجود الأطفال والمستشفيات
وقال الدكتور خالد حجازى، نائب رئيس شركة «فودافون»، إن هناك اشتراطات بيئية وصحية لتركيب محطات المحمول من خلال بروتوكول مع وزارات الصحة والبيئة والاتصالات، وهذه الاشتراطات وضعت بعد دراسة كافة الاشتراطات الأوروبية والأمريكية والدولية، وتم اختيار أصعب ما فيها لتطبيقه فى مصر.
وأشار إلى أنه لا أضرار من هذه الشبكات، وجميع دول العالم تستخدمها، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بدراسة استمرت 15 عاماً وظهرت نتائجها فى 2009، تؤكد أنها لم تتوصل إلى أمراض صحية تتسبب فى وجودها هذه الشبكات.
وجاء فى البروتوكول المعدل للاشتراطات الخاصة لتركيب محطات المحمول، الصادر عام 2005 بتوقيع الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، والدكتور ماجد جورج، وزير البيئة الأسبق، والدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات الأسبق، أن يكون ارتفاع المبنى الذى تركّب فوقه الهوائيات من (15) متراً كحد أدنى إلى (50) متراً كحد أقصى من مستوى سطح الأرض، داخل الكتلة السكنية، وفى حال تعذر وجود هذا الارتفاع يتم تركيب الهوائيات على برج معدنى أو صارى بحيث يصبح ارتفاع الهوائيات يساوى المسافة المحددة من (15 إلى 50) متراً، أما المبانى التى يتجاوز ارتفاعها (50) متراً داخل الكتلة السكنية، ففى تلك الحالة يمكن الرجوع إلى جهاز شئون البيئة على أن تقوم شركة المحمول باستيفاء نموذج التصنيف البيئى (ب) وإرساله إلى جهاز شئون البيئة عن طريق الجهة الإدارية المختصة، ويستثنى الحد الأقصى فى حالة استخدام أبراج معدنية (تحمل أكثر من هوائى) خارج الكتلة السكنية والطرق السريعة، وأن يكون ارتفاع هوائيات محطة المحمول أعلى من المبانى المجاورة للمبنى المختار فى دائرة نصف قطرها (10) أمتار، ويكون سطح المبنى الذى يتم تركيب الهوائيات عليه من الخرسانة المسلحة، ولا يسمح بتركيب أكثر من هوائى مرسل لمحطات تقوية المحمول على نفس الصارى ويلزم فى حالة تركيب أكثر من هوائى أن يتم تركيب برج معدنى (عمود) بحيث تكون الهوائيات على ارتفاع لا يقل عن (6) أمتار من سطح المبنى وبشرط أن لا يزيد عدد الهوائيات التى يتم تركيبها على نفس المستوى عن (3) هوائيات مرسلة و(3) هوائيات مستقبلة وفى حالة تركيب الهوائيات من النوع المتكامل، مرسل ومستقبل، (Integrated Antenna) فيجب أن لا يزيد مجموع الهوائيات من هذا النوع (مرسل ومستقبل) عن (3) هوائيات فى المستوى الواحد، بالإضافة إلى أطباق الربط، وفى حالة وضع هوائيات على عدة مستويات على نفس البرج يشترط أن لا تقل المسافة الرأسية بين مركز الهوائيات عن (4) أمتار بين كل مستويين متتاليين، كما يجب أن لا تقل المسافة الأفقية بين مركزى برجين لمحطتين للتليفون المحمول على سطح المبنى عن (12) متراً، ويكون كسب الهوائى المستخدم ذى الكسب العالى ولا تقل نسبة الكسب الأمامى مقارنة بالكسب الخلفى عن (20 ديسيبل)
ويجب عند تركيب الهوائيات أن لا تقل المسافة الأفقية بينها وبين العنصر البشرى عن (6) أمتار فى اتجاه الشعاع الرئيسى. ولا يسمح بتركيب الهوائيات أعلى الشرفات التى بدون سقف خرسانى. كما لا يسمح بتركيب الهوائيات فوق أسطح المبانى المستغلة بالكامل كمستشفيات حتى لا يحدث تداخل موجى مع الأجهزة الطبية بالمستشفى. ضماناً لعدم الاقتراب من الهوائيات يتم غلق السطح بالكامل بباب مغلق أو يتم وضع سور غير معدنى من جميع الاتجاهات على مسافة (6) أمتار من مركز قاعدة البرج و(2) متر بالنسبة للصارى الموجود على حافة المبنى مع وضع إشارات تحذيرية.
«صابرين»: أرسلت شكوى لوزير التعليم.. والرد: «الوزير مش فاضى يسيب شغله ويفحص شكاوى»
وتلزم شركات التليفون المحمول عند تركيب المحطات بالمواصفات العالمية الخاصة بكثافة القدرة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهوائيات لكل من: منظمة الصحة العالمية، ومعهد المعايرات القومى الأمريكى، واللجنة الدولية للتقنيات الكهربائية (Iec)، والمفوضية الدولية للإشعاع غير المتأين (IcnirP).، والجمعية الدولية لمهندسى الكهرباء والإلكترونيات. على أن لا يزيد الحد الأقصى لكثافة القدرة الكهرومغناطيسية التى يتعرض لها الإنسان عن (0.4) مللى وات / سم مربع، وذلك لجميع التقنيات المستخدمة فى شبكات التليفون المحمول (Cdma - Gsm 900 mhz - Gsm 1800 mhz) مع تحديد نوع التقنية المستخدمة فى كل محطة أثناء القياسات. ويجب ألا تقل المسافة الأفقية بين الهوائيات وسور مدارس الأطفال (حضانة - ابتدائى - إعدادى) عن (20) متراً وذلك لكونهم فى مرحلة نمو تجعلهم أكثر حساسية.
وقال الدكتور مجدى علام، الخبير الدولى فى شئون البيئة، إن من الاشتراطات البيئية لوجود شبكات تقوية المحمول أن تبتعد عن الأماكن التى يوجد بها أطفال بمسافات محددة، ومستشفيات لوجود مرضى القلب بها، وأجهزة ترددات القلب وحضانات أطفال، مشيراً إلى أنه لا بد من دراسة البيئة التى يتم وضع فيها هذه الأبراج، لأن هناك ما يسمى بالحمل البيئى، ووجود أكثر من محطة يكون حملها البيئى أكبر وآثارها البيئية أكبر، مشدداً على أن هناك ما يسمى باستمارة تقييم الأثر البيئى تقيس مقدار الحمل البيئى فى المنطقة.
وأوضح أنه من المتوقع فى حالة مدارس التجمع ووجود أكثر من برج للتقوية المحمول بجوار مدرسة واحدة هو أن كل برج تابع لشركة معينة، وبالتالى وزارة البيئة وافقت على وجود البرج دون العلم بوجود أبراج أخرى.
وأضاف أن الآثار الضارة من وجود أكثر من برج بجوار المدرسة يمكن أن يؤثر بوجود صداع أو دوخة، وأحياناً ارتفاع الشحنات الكهربائية فى الجسم مع ارتداء الملابس الصناعية، لافتاً إلى أنه من الناحية الطبية تأثير المحمول يظهر فى تغير مسار الصوديوم والبوتاسيوم فى خلايا الجسم ما يسبب «احمرار الجلد وصداع وزغللة ودوخة» وهى أعراض ثابتة، وتسمى «موجات الكهرومغناطيسية».
وقال الدكتور ماجد عبدالنصير، رئيس الجمعية المصرية للأمراض العصبية، إنه علمياً حتى الآن لا يوجد ما يثبت وجود آثار سلبية لأبراج المحمول، على الإطلاق، مشيراً إلى أن هناك تأثيراً لوجود هذه الأبراج على بعض الأشخاص ومنها نوبات الصداع من كمية الشحن الذى يتعرض له جسم الإنسان، لافتاً إلى أن الفحوصات ورسم المخ توضح وجود آثار، لكن يصعب معرفة آثارها.
منظمة الصحة العالمية أجرت دراسة عام 2009، وقالت إن القلق السائد بشأن هوائيات محطات الهواتف الخلوية وشبكات الاتصال اللاسلكى المحلية سببه الاعتقاد بأن تعرض كامل الجسم للإشارات اللاسلكية التى تنبعث منها يمكن أن يؤدى إلى آثار صحية على المدى البعيد، وحتى الآن فإن الأثر الصحى الوحيد الذى تم التعرف عليه عن طريق الأبحاث العلمية يعود إلى الارتفاع فى درجة الحرارة، أكبر من درجة مئوية واحدة، نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية والتى توجد فقط فى بعض المؤسسات الصناعية مثل المسخنات التى تعمل بأشعة التردد اللاسلكى، ومستويات التعرض لأشعة التردد الراديوى المنبعثة من هوائيات المحطات الخلوية وشبكات الاتصال اللاسلكى متدنية جداً لدرجة أنها لا تتسبب فى إحداث آثار حرارية معتبرة، وبالتالى ليست لها آثار صحية على الإنسان.
أشكال مختلفة لأبراج تقوية المحمول
برج المحمول يظهر بجوار المدرسة
مدرسة تحت الإنشاء وبرج المحمول داخل الفناء
«الوطن» تحاور طلاب مدارس التجمع وأولياء أمورهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.