سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف معاناة 220 عالماً فى «القومى البحوث».. مشروع «الطريق إلى نوبل» يتحول إلى «كابوس» رئيس مجموعة بحثية: نحاول اكتشاف علاج لفيروس «سى» والسرطان.. ومعارك يومية للحصول على مفتاح المعمل
تحول مشروع «الطريق إلى نوبل» الذى يضم 220 باحثا حاصلا على الدكتوراه من أهم الجامعات فى العالم، فى مجالات البايوتكنولوجى والنانوتكنولوجى والطاقة الجديدة، فى معامل «المركز القومى للبحوث»، إلى «كابوس» حسب وصف الباحثين. فهناك معارك يومية بين الباحثين والإدارة، وصلت إلى تقسيم المعمل فى إحدى المجموعات، ومنع الباحثين من استخدام الأجهزة، وحظر العمل بعد الثانية ظهرا، فضلا عن عدم تعيين باحثين رغم عملهم 6 سنوات متصلة. «الوطن» حاولت الإجابة عن هذا السؤال: هل ما زال المركز العلمى يحوى بداخله مقومات تمنح المشروعات البحثية والباحثين صفة التميز التى تؤهلهم للسير على درب جائزة نوبل؟ فى المبنى الرئيسى بالدور الثالث ب«المركز القومى للبحوث» لافتة مكتوب عليها «مركز التميز العلمى للعلوم المتقدمة»، وُضعت منذ عدة أشهر مكان لافتة أخرى مكتوب عليها «مشروع الطريق إلى نوبل»، وكلتا اللافتتين عنوان لمشروع دشنه المركز منذ عدة سنوات. وبداخل حجرة لا تتعدى 20 مترا، مقسومة بحائط ألمونيوم جلس 4 باحثين على منضدة فى الجزء المسموح لهم بالعمل به، ومنعت إدارة المركز المجموعة من الاقتراب من المساحة الأخرى بدعوى عدم وجود تصريح باستغلال الحجرة بالكامل! «لم أعد أحتمل الدخول فى معارك يومياً وكأننى فى ساحة حرب وليس فى مركز قومى للبحوث».. هكذا قال ل«الوطن» الدكتور محمود حفناوى، رئيس «المعلوماتية الحيوية الطبية والكيميائية»، إحدى المجموعات البحثية فى المركز. الدكتور حفناوى، الحاصل على جائزة أفضل مخرجات بحثية على مستوى المركز لعام 2011، يعكف مع مجموعته على اكتشاف عقاقير جديدة لعلاج فيروس «سى» والسرطان، بتمويل من منح مصرية أوروبية، ورغم ذلك يحاول المركز القومى للبحوث -حسب حفناوى- تعطيل الحصول على هذه المنح للمشاريع البحثية فى المركز مرددين: «كفاية عليك كده». «حفناوى» باحث كفيف لديه أكثر من 20 بحثا ويعمل على الانتهاء من تسجيل براءة اختراع فى مجال العقاقير الجينية لفيروس «سى»، بالتعاون مع طبيب ألمانى، ورغم ذلك منعته الدكتورة إكرام فطين، نائب رئيس المركز، من متابعة عمله؛ لأن الجهاز الذى يستطيع من خلاله قراءة الأبحاث بسبب إعاقته موجود فى النصف الآخر من المعمل المغلق بأمر منها دون مبرر. الدكتورة إكرام لم تقف عند هذا الحد؛ فقد أصدرت قرارا نصه الآتى: «نحيط سيادتكم علماً بأن المعمل المركزى سيغلق يومياً من الساعة الثانية والنصف ظهرا، ومن يرغب فى السهر يتسلم المفتاح من مكتب نائب رئيس المركز من الساعة 2 ظهراً ويسلمه فى اليوم التالى الساعة 9 صباحاً»، وهو إشعار معلق على باب المعامل دون إبداء أسباب واضحة. علق الدكتور حفناوى بأن الباحثين فى المجموعات المختلفة يتوجهون يومياً إلى مكتب نائب رئيس «القومى للبحوث» للحصول على مفتاح المعامل ولا يحصلون عليه إلا بعد مشاجرات مستمرة مع رئيسة مركز التميز التى ترفض فى أغلب الأحوال إعطاء «مفتاح» المعامل للباحثين! الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث الأسبق، الذى دشن المشروع فى 2005، قال ل«الوطن»: «لقد بحثت داخل المركز عام 2005 عن الباحثين المصريين الحاصلين على دكتوراه من خارج مصر، فوجدت 220 باحثا لديهم رسائل دكتوراه من كبريات الجامعات فى العالم فى مجال البايوتكنولوجى والنانوتكنولوجى والطاقة الجديدة والمتجددة والزراعات الحيوية، واجتمعت معهم فوجدت معظمهم يستعد للرحيل خارج مصر وقلت لهم: (أنا عارف إن فيه تحديات كبيرة بس ساعدونى يمكن نقدر نغير الواقع)». وأشار إلى أنه تم إنشاء 18 معملا مجهزة بأفضل الأجهزة العلمية الحديثة التى تحاكى المعامل البحثية فى أكبر دول العالم تقدماً، مع تذليل جميع العقبات البحثية أمام مجموعات «الطريق إلى نوبل»، فى مقابل أن تشمل قائمة إنتاج المجموعات السنوية أكبر عدد من براءات الاختراع والنشر فى المجلات العلمية العالمية، والحصول على منح لتمويل المشاريع البحثية كشرط أساسى للاستمرار فى المشروع. وفى عام 2007 بدأ المشروع يؤتى ثماره من تسجيل أكبر عدد من براءات الاختراع والمخرجات البحثية، اتضحت فى مشروع إنتاج لقاحات مصرية للمرة الأولى لأنفلونزا الطيور، يباع حالياً فى الأسواق المصرية، ومشروع علاج السرطان بالخلايا الذهبية، كنتاج لمجموعات مشروع «الطريق إلى نوبل». وأشار «الناظر» إلى أنه بعد رحيله تم تغيير اسم المشروع، وكأنه كان مرتبطا بشخصه، ولم يكن الاسم هو التغيير الوحيد الذى طرأ، بل عانى الباحثون فى المجموعات البحثية عودة البيروقراطية بكامل أشكالها داخل المجموعات، بجانب الصراعات على رئاسة المجموعات والمركز. من جانبها، قالت حنان خليل، عضو فى إحدى المجموعات البحثية بمركز التميز العلمى، إنها اعترضت على منع تردد طلاب الجامعات المصرية على المركز، واقترحت على الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومى للبحوث، دفع مقابل للتردد يقدر ب4 آلاف جنيه سنويا، لكنه رفض بدعوى أن نظام التردد بأجر أُلغى وأنه لن يسمح بذلك. «بقالى 6 سنين فى المركز ومش عارفة أتعيّن» قالت حنان سعيد، عضو فى إحدى المجموعات البحثية، فى إشارة لاستبعادها من التعيينات منذ عامين بسبب وجود مشاكل بين الإدارة والدكتور المشرف على أبحاثها، وعندما توجهت إلى رئيس المركز وهددت بتقديم بلاغ إلى النائب العام بعد استبعادها، وعدها بأن تكون من أوائل المعينين فى الإعلان المقبل، وبعد فترة فوجئت بتعيينات باحثين أقل منها فى التقدير العلمى.