مصر تمنح «خادم الحرمين» قلادة «نيلها»

كشفت مصادر مطلعة ل«الوطن» أن مسألة مصالحة مصر وتركيا، لم يتم التطرق إليها فى المحادثات التى جرت خلال اليومين الماضيين بين الرئيس السيسى، والعاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأكدت المصادر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، لن يسافر إلى تركيا لتسليم رئاسة القمة الإسلامية إلى الرئيس التركى رجب أردوغان، وقالت: «المرجح أن يسافر سامح شكرى، وزير الخارجية، ليقوم بهذه المهمة، وتتم حالياً دراسة موقف شكرى إلى تركيا».
اتفاقية لترسيم الحدود البحرية.. و«إسماعيل»: ستُعرض على البرلمان.. ومصادر: المصالحة مع تركيا خارج قمة «الرئيس والملك».. وللمرة الأولى «بابا الكنيسة» يلتقى عاهلاً سعودياً
وأجرى الرئيس السيسى والعاهل السعودى مباحثات بقصر «الاتحادية»، أمس، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، وتناولت مباحثات الزعيمين القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وآليات التنسيق فى مواجهة ما يتعرض له الأمن القومى العربى والخليجى من مخاطر كبيرة إقليمية وخارجية، بالإضافة لملفات التعاون الاقتصادى بين البلدين.
وقلّد الرئيس «السيسى»، خادم الحرمين الشريفين، «قلادة النيل» وهى أرفع وسام مصرى، وقال الرئيس بعدها: «إهداء الملك قلادة النيل يأتى تعبيراً عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة، التى تكنها لكم مصر حكومة وشعباً». وأضاف «السيسى» خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع خادم الحرمين أن «أمتنا العربية والإسلامية تمر بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسئولية كبرى أمام شعوبنا، وخاصة الأجيال المقبلة، وأثق بأن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوى عليه من عمق ورسوخ ستمكننا معاً من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومى العربى، أو تهديد الأمن والاستقرار الذى تتطلع إليه شعوبنا».
وخاطب «السيسى» خادم الحرمين الشريفين قائلاً: «يرحب بكم 90 مليون مصرى عهدوا فيكم أخاً محباً وداعماً لمصر وشعبها، فالشعب المصرى لم ينس يوماً مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم فى القوات المسلحة المصرية لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ودوركم فى دعم المجهود الحربى إبان حرب الاستنزاف التى تكللت بنصر أكتوبر المجيد».
من جانبه، أعلن الملك سلمان عن الاتفاق على إنشاء جسر يربط بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر، وقال إن «الجسر البرى سيرفع التبادل التجارى بين البلدين، ويخلق مئات من فرص العمل».
وشهد الرئيس السيسى والملك سلمان توقيع المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد السعودى، اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين، وأكد إسماعيل أن الاتفاقية سيتم عرضها على البرلمان.
وحضر الرئيس والملك توقيع 4 اتفاقيات مع رئيس الصندوق السعودى للتنمية، بإجمالى 590 مليون دولار، فيما تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.
ومن المقرر أن يلتقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، العاهل السعودى الملك سلمان، بمقر إقامته بالقاهرة، أثناء مثول الجريدة للطبع، ضمن كبار رجال الدولة.
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هذا اللقاء يعد اللقاء الأول الذى يلتقى خلاله عاهل سعودى ببابا الكنيسة القبطية طوال تاريخهما.
ويشهد مجلس النواب غداً جلسة تاريخية تكريماً للملك سلمان الذى يلقى خطاباً أمام البرلمان، فى أول زيارة من نوعها لملك سعودى للبرلمان المصرى.
وقال طارق الخولى، عضو مجلس النواب، تعليقاً على زيارة العاهل السعودى لمصر: إن المنطقة العربية تموج بالصراعات، والتنسيق المصرى السعودى مهم جداً فى هذه المرحلة باعتبار أنهما أكبر دولتين عربيتين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستسهم فى تقريب وجهات النظر بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالملف السورى، حيث إن التحديات التى تعانى منها المنطقة تجبر الجميع على العمل معاً.