لم يكن يعلم أن السياسة التى أصبحت الشغل الشاغل للمصريين بعد الثورة، ستنعكس على عمله فى مجال «التنويم بالإيحاء»، فنهاد رجب مؤسس أسلوب «التنويم الضمنى والإيحاء» بالشرق الأوسط، كان يستقبل الشباب الذى يعانى من بعض الأمراض النفسية البسيطة، مثل «نقص الثقة بالنفس» أو «الوزن الزائد»، ولكن بعد الثورة تغيرت الأوضاع، وباتت الأسباب التى تؤدى إلى لجوء الشباب المصرى إلى نهاد، هى علاج الأمراض النفسية التى أصابتهم عقب ثورة 25 يناير. «عدد الحالات ليس كبيراً، ولكن حكاياتهم كانت موجعة»، هكذا وصف نهاد حال الشباب، فبعضهم أصبح رافضاً الخروج من منزله بعد الثورة، خاصة أنه لم يجد لها أى تأثير، وآخر تمثلت مشكلته فى كمية الشهداء الذين حملهم بيديه خلال جمعة الغضب. نهاد الذى يحاول تقليل حدة الذكريات المؤلمة لدى البعض من خلال التنويم بالإيحاء، استوقفته حالة شاب مات زميله أمامه فى اشتباكات العباسية، واعتبرها من أصعب الحالات، لأن الشاب أصيب بعدها بانهيار عصبى، ولم يعد قادراً على التواصل مع الآخرين، فكان دور نهاد يتمثل فى إعادة رغبته فى الكلام مرة أخرى. عن صورة أسلوب «التنويم بالإيحاء الضمنى» فى السينما، اعتبر نهاد أنها خاطئة، فالتنويم بالإيحاء يعتمد على جلسات منفردة مع المريض، يحاول المعالج من خلالها، توصيل المريض إلى حالة من «الاسترخاء الذهنى»، ثم يملى عليه مجموعة من التصرفات التى قد تفيده فى حل مشكلته. «علاج السياسيين، وتعليمهم أسلوب التنويم الضمنى»، كان ضمن المهام السياسية، التى طرأت على عمل نهاد، قائلاً: «التنويم الضمنى يقوم على زرع فكرة فى جمهورك باستخدام الخطاب العاطفى، وهو شديد الخطورة لأنه قد يجعلهم يوافقون على فكرة تضرهم»، مؤكداً أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لجأ لهذا الأسلوب فى خطابه بجامعة القاهرة، وكان سبباً فى رفع الكثير من الدعاوى القضائية ضده». شباب الإخوان، والشباب المؤيد للبرادعى، هم أشهر من لجأوا للمدرب نهاد لتعلم هذا الأسلوب، قائلاً: «للأسف الرئيس مرسى يخسر الكثير من شعبيته بسبب عدم تعلمه هذا الأسلوب، الذى لا يظهر فى خُطبه المرتجلة، ويعتبر حازم أبوإسماعيل أفضل من أجاد هذا الأسلوب بعد مبارك الذى جعل الشعب المصرى يبكى بعد خطاب تنحيه».