بروفايل| يحيى الفخراني.. "كليم الأطفال"

"براءة الأطفال في عينيه"، جملة تنطبق عليه، فتعلو الابتسامة الوجوه عند رؤيته حتى وإن بدى باكيًا، شعور بالرضا يكسو وجهه الأبيض الممتلئ، لم يؤمن يومًا بالمنافسة مع الآخرين، لا يُصارع إلا ذاته لإثبات الأفضل، خاطب قلوب الكبار قبل عقول الصغار، وخشي من مواجهة الأجيال الصغيرة لكنهم تقبلوا طلته، ليصبح يحيى الفخراني "كليم الأطفال".
"قصص الحيوان في القرآن"، أولى تجاربه الكارتونية بمصر، رغم خشية محمد يحيى الفخراني، المولود في 7 أبريل 1945، قبولها باعتبار أن "من السهل خداع الجمهور الواعي والمثقف"، لذا قال "خشيت كثيرًا من تجربتي مع الأطفال التي اعتبرها الأصعب"، وأدى الممثل المخضرم شخصية الراوي الذي يربط الأحداث والأبطال في المسلسل الذي أنتج عام 2011، ويعتبر هذا أول عمل أدبي يتم تحويله إلى "مسلسل كارتون"، مأخوذ من كتاب أحمد بهجت، سيناريو وحوار نجله محمد بهجت، إخراج مصطفى الفرماوي، وتدور أحداثه عن حيوانات أثروا في حياة الأنبياء والرسل، في إطار من الإبداع يمزج بين المحتوى الديني والعلمي.
"الخوف على القيم الدينية والثقافة العربية"، السبب وراء رفض الفخراني إسناذ إنتاج العمل لشركة "والت ديزني"، وقال الفنان الكبير عن هذه الجزئية: "العمل يحتاج إلى حس ديني لن يستطع القائمون على شركة (والت ديزني) معرفته وبالتالي سيفقد روحه، رغم أن هذه النوعية من الأعمال دخلت مصر بالتزامن مع دخولها (والت ديزني)، إلا أننا تأخرنا عنهم كثيرا، وظل الفارق يتسع عامًا بعد عام حتى أصبحنا نقف في منطقة بعيدة عنهم فنيًا".
كما جذب الأطفال ببراءته، جذبه عالمهم وعاود التجربة ليستكمل سلسلة القصص، فكان البحار في المسلسل الكرتوني "قصص الإنسان في القرآن" الذي أنتج في 2012، ولعب دور القاضي في مسلسلي "قصص النساء في القرآن" أنتج 2013، و"عجائب القصص في القرآن" 2014.
"أحب عالم الأطفال جدًا، وأحب أن أقدم لهم عملًا يضيف لهم معلومة مهمة ومفيدة، فلا بد من تنشئة الأطفال بشكل صالح، فمرحلة الطفولة من أهم وأخطر المراحل، لأنها تشهد تشكيل العقل والوجدان"، السر وراء إبحاره أكثر في عالم الأطفال، ليكون مشاركًا رئيسيًا في الفيلم الأمريكي "حكاية لعبة" إنتاج "والت ديزني"، ويؤدي دوره بالإنحليزية النجم العالمي توم هانكس، رغم رفضه له في البداية.
وبرر الفخراني رفضه بطولة فيلم "حكاية لعبة" في البداية، بسبب مشهد يظهر فيه علم أمريكا مع جملة "السلام سيعم العالم"، واستجابة الشركة المنتجة لطلبه واستبدلت العلم بالكرة الأرضية، إلا أنه ظل مترددًا خلال مشاركته في المسلسل؛ لتخوفه من أن يحمل توجهات سياسية أو دينية ضد أفكارنا، حد قوله.