عشق المسرح صغيرا، مُكتسبا حبه من والده الذي كان دائم التردد على مسارح شارع عماد الدين بالقاهرة، وبخاصة مسرح الريحاني، وكان طفلا مُغرما بالاطلاع والقراءة، وأتاح له الحظ صقل عقله بامتلاك جده مكتبة ضخمة تضم العديد من المؤلفات في مختلف العلوم والميادين من كتب التاريخ والأدب والدين وغيرها، ما ربطه بمجتمعه، ودفعه للإدراك المبكر لكل ما يعايشه، حتى أصبح "نعمان عاشور" رائدا للواقعية في المسرح المصري. في 5 أبريل من العام 1987، وعن عمر ناهز 70 عاما، توفي الأديب والكاتب المسرحي المصري نعمان عاشور، الذي تخرج من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول في العام 1942 من قسم اللغة الإنجليزية، واتصل بالحركة الأدبية التي برزت في مصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي اهتمت بمشكلات المجتمع وهمومه، وبرز اسمه بين كتيبةٍ من الأدباء والمثقفين الشباب من طليعة النهضة الأدبية والفنية في الخمسينيات والستينيات. أصدر نعمان عاشور مسرحياته في مجلدين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، المجلد الأول سنة 1974، ويحتوي على مسرحيات: "المغناطيس، الناس اللي تحت، الناس اللي فوق، وسيما أونطة، وجنس الحريم"، والمجلد الثاني سنة 1976 ويحتوى مسرحيات: "وابور الطحين، عائلة الدوغري، ثلاث ليال، بلاد بره، وسرالكون"، إضافة إلى مسرحيات أخرى، حسب الهيئة العامة للاستعلامات. أهم ما يميز مسرح نعمان عاشور، أنه يضع يده مباشرة على واقع ندركه أو نحسه، لكننا لا نملك تفسيره، أو هو يترجم الإدراك والإحساس إلى حركة موضوعية بين طبقات المجتمع، وظل عبر كتاباته المسرحية رائدا في الدراما الواقعية على مدى ربع قرن، عمل لفترة محررا بدار أخبار اليوم، ثم في جريدة "الشعب" ثم جريدة الجمهورية، التي كلفته دار تحريرها بتأسيس مطبوع للأطفال، فاخترع "كروان.. مجلة البنات والصبيان". وانتخب عاشور عضوا في لجنتي القصة والمسرح بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وحصل منهما على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب في العام 1968، وشارك في الحركة السياسية النشطة قبل ثورة يوليو 1952، وبعد الثورة كان واحدا من العناصر التي أثرت الحركة المسرحية.