غدا «الصندوق» وحده هو الحكم والحجة والبرهان و.. حسب فهم الإخوان وحلفائهم.. والتفويض.. فكلما انتقدت أو حتى نبهت إلى خطأ أو ««أداء سلبى» أو «وجهت نصيحة» أطلقوا فى وجهك قذيفة: «الصندوق وإرادة الشعب»!! ويجرى الآن الإعداد للاحتفاظ بالصندوق ومفتاحه إلى الأبد، بدليل سيل الاتهامات من التكفير إلى التخوين إلى العمالة، إلى كل من «يعارض» وعلى اعتبار أن مبدأ تداول السلطة.. بالصندوق.. كفر بيّن.. وإذا ذكرتهم بأنهم صعدوا إلى سدة الحكم بالصندوق وأن المعارضة قد تكتسب أنصاراً جدداً ومن ثم يؤول إليها الصندوق صرخوا محذرين من المؤامرات والدسائس حتى لو اتضح لبعض من دعا إلى انتخابهم، أن الصندوق تحول إلى عفريت العلبة.. وفور فتح العلبة انقسمت مصر، كما لم يحدث فى تاريخها واشتعل القلق فى صدور محبيها من نجاح مخطط تفتيتها.. ظلت أسئلة ملحة وجوهرية بلا إجابة عن قتلة الشهداء منذ الثورة وحتى أيام قليلة مضت.. من الجانى؟ حتى هذا الفيلم السينمائى قدم إجابة، أما «فيلمنا المعاصر فمعلق» فى الهواء وتثقله فى كل يوم أسئلة جديدة ليس أقساها: من الذى قتل جنودنا فى سيناء؟.. حوت «العلبة» إجراءات سريعة متسارعة لإصدار دستور وتشكيل مجلس «تشريعى؟» مطابق للمواصفات وإهداراً للمبادئ التى نادت بها الثورة وقدم الثوار دماءهم فى سبيل تحقيقها: عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية! بدلاً منها خرج عفريت العلبة وصدرت فتوى عن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح لتحرم تهنئة المواطنين الأقباط فى مناسباتهم الدينية، وذلك باللغة العربية التى نتحدث بها بينما يستغل هذا العفريت إجادته للغة الإنجليزية فيخاطب بها ويهنئ «مسيحيى» العالم الغربى طبعا، خاصة الأمريكى.. وفى هذا السياق تندرج دعوة العريان بالعودة لليهود الذين غادروا مصر بعضهم بضغوط الوكالة اليهودية فى إطار المشروع الصهيونى الذى ساعد على تحقيق عمليات الإخوان الإرهابية ضد اليهود وممتلكاتهم فى الأربعينات والبعض الآخر لحملهم الجنسيتين البريطانية أو الفرنسية بعد العدوان الثلاثى على وطننا، ولكن العريان على ما يبدو يريد إقناع الغرب ب«سماحة» الجماعة وكأنه ليس واشنطن وتل أبيب مترجمين لما يصدر عنها من تصريحات تجسد «سماحتها» الصادرة عن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح! أى حقوق وأى إصلاح؟ وللداخل. بالعربى قد يقول العريان لمن يسخرون من دعوته التى لا تشمل يهود العالم الذين استوطنوا واستعمروا فلسطين.. «سندعو هؤلاء للعودة إلى بلادهم الأصلية عندما يحكم الإخوان هذه الدول»؟! هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه دول إسلامية «الخروج» من دولة الخلافة التى يبشرون بها ومنها باكستان وأعتقد ماليزيا اللتين طمأنتا شعوبهما أنهما لا تؤيدان النموذج الإخوانى فى مصر.. خرج من العلبة عفريت التكفير والتحريض والتخوين والتآمر من أصحاب اللحى غير المنتمين إلى الأزهر الشريف وخرج منها مشعلو الفتنة الطائفية وبث الحقد والكراهية، ناهيك عن سيل النداءات المنفرة والتى لم تستخدم مفرداتها حتى فى «الحوارى المزنوقة».. والعلبة مليئة بألاعيب عفريتها.. وقد أشرت إلى بعضها فى السطور السابقة ولذا نريد «الصندوق» الذى «فاز» لحلم الدولة العصرية الحديثة التى تساوى بين مواطنيها وتطبق العدالة الاجتماعية، والذى سرقه البعض باسم الدين واستبدلوا عفريت العلبة به.. الصندوق هو الفيصل.. هذا صحيح وصحيح أيضاً أن احترام إرادة المصوتين جوهرى وإزاحة كابوس العفريت وعلبته من شروط الصندوق الوطنى وليس صندوق النقد!! وكل عام وبلدنا مصر ووطننا العربى الكبير والإنسانية كلها بخير!!