فيما يعد إشارة أولى إلى انتباه الصحف العالمية لوجوه التأثير الحقيقية فى جماعة الإخوان، انتبهت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية لدور كل من خيرت الشاطر ومحمود عزت فى جماعة الإخوان، مؤكدة أن إحدى مناطق النفوذ الحقيقية لخيرت الشاطر هى علاقات البيزنس التى تربط بينه وبين الجيش المصرى. وصفت الصحيفة الدكتور محمود عزت، الأمين العام السابق للجماعة ونائب المرشد العام، الذى وصفته بالرجل الحديدى المقرب من خيرت الشاطر، وبأنه يتميز بالحزم والانضباط الإدارى. وعلى العكس منه، وصفت الصحيفة المرشد العام محمد بديع بأنه ضعيف نسبياً بالمقارنة ببعض أعضاء مكتب الإرشاد، وأن مهامه فى «الجماعة» لا تتعدى الأمور الخاصة بالتعليم وانضمام الأعضاء والأمور الداخلية. ويرى المحللون أن نفوذ بديع أكثر تعقيداً وصعوبة من إمكانية تعريفه، مشيرين إلى أنه شخص يفتقد الكاريزما تم اختياره عام 2010 لتولى هذا المنصب. ونقلت الصحيفة عن أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن «بديع» يسهل عليه السيطرة، بالإضافة إلى أنه متناغم أيديولوجياً وفكرياً مع مكتب الإرشاد فى «الجماعة» الذى يتولى وضع السياسات ويختار المسئولين الرئيسيين فى حكومة مرسى وتلا «بديع» فى القائمة المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام الذى وصفته بأنه أحد كبار المفكرين الاستراتيجيين ورجال الأعمال داخل «الجماعة»، بالإضافة إلى كونه همزة الوصل بين «الجماعة» وقيادات الجيش الذى تربطه بهم علاقات عمل. وفى حديثها عن الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية، قالت إنه يعتبر الرئيس الأول لمكتب رئيس الجمهورية وكبير مستشاريه للسياسة الخارجية ومبعوثه إلى الغرب، وكشفت عن لقاء تم فى وقت مبكر من العام الحالى جمع بين «الحداد» ومساعد وزير الخارجية الأمريكى مايكل بوزنر لتنظيم عملية التغيير الديمقراطى فى شمال أفريقيا تحت قيادة الإخوان المسلمين. من جانبه، قال الدكتور نبيل فهمى، سفير مصر الأسبق فى واشنطن، إن مساعد وزير الخارجية الأمريكية بوزنر قام بعدة زيارات للمنطقة منذ بزوغ الربيع العربى والتقى مع مختلف الرموز السياسية فى تونس وليبيا ومصر، وبالنسبة لتقارير معهد الواشنطن بوست للشرق الأدنى علينا أن نأخذها بنوع من الحذر فهى على الرغم من دقتها المعلوماتيه فإن لها أجندة سياسية غير محايدة تجاه العرب. وأضاف «فهمى» لا أستبعد أن يكون «بوزنر» قد تحدث مع الإخوان المسلمين فيما يخص ترتيبات المنطقة وذلك لاعتبارين؛ أولهما صعود التيار الإسلامى فى المنطقة وكذلك ما تتمتع به جماعة الإخوان من قدم وانتشار وتأثير مقارنة بالجماعات الإسلامية والأحزاب الإسلامية الأخرى فى المنطقة فضلاً عن كون الإخوان ينظرون لأنفسهم بنظرة أممية تتجاوز حدود الدولة. وأكد أنه مما لا شك فيه أن هناك مؤشرات عديدة من الجانب الأمريكى تؤكد أنهم داعمون للتيار الإسلامى وتريد له أن ينجح على الرغم من عدم وجود تفاهم فلسفى بين الجانبين ولكن النمط السياسى الأمريكى هو دائماً اللعب على الحصان الأقوى وصاحب التأثير الأوسع فى فترة زمنية معينة واتصال أمريكا بقوى الإسلام السياسى فى المنطقة ليس وليد اللحظة، ولكنه بدأ منذ لحظة سقوط شاه إيران ولم يتوقف.