"أول جمعة من شهر أبريل".. منذ عام 2003، وأضحت هذه العبارة أيقونةً معبرةً عن حدث إنساني بعينه، يتشارك فيه الكثيرون لإسعاد قلوبٍ فقدت حنان ذويها ووراهم التراب عن أعينهم، وعُرف باسم "يوم اليتيم"، وباستخدام "صيغة الموعد" ذاته، أعلنت مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن تنظيم "يوم الحضن" في الغردقة؛ ليحتضن أناسٌ قد لا يعرفون بعضهم بعضًا على غرار ما يحدث عالميًا، لإظهار الوجه الحضاري للمدينة، والترابط الاجتماعي، على حد قولهم. "يوم اليتيم" في مصر جاء باقتراح أحد المتطوعين بجمعية "الأورمان"، أكبر الجمعيات العاملة بمجال رعاية الأيتام في مصر، بأن تنظم الجمعية حفلًا كبيرًا لعدد من الأطفال الأيتام التابعين لها أو لمؤسسات خيرية أخرى للترفيه عنهم، وتطورت الفكرة حتى تحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم. فبدأ الاحتفال مصريًا، ودعمت الجمعية جهودها ليصبح عربيًا، ثم عالميًا، وذلك بعد أن وقف 5 آلاف طفل مصري تحت سفح الهرم، حاملين أعلام مصر في يوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وأصبح بعدها الاحتفال بيوم اليتيم عالميًا. وجاء تطبيق الفكرة عربيًا، في العام 2006، حيث عُرِضت الفكرة على مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، حتى أُقِر بإقامة الاحتفال بيوم اليتيم العربي، وعلى أن تقدم كل دولة الدعم الإعلامي، وبذل الجهد لنشر الفكرة وتشجيع المجتمع على المشاركة في هذا العمل الإنساني، وأقيمت بالفعل الاحتفالات بيوم اليتيم في عدد من الدول العربية كان أولها في العام 2007. وتشمل مظاهر الاحتفال بيوم اليتيم العديد من الفعاليات منها تنظيم الرحلات الترفيهية والسياحية، والحفلات الموسيقية، إضافة إلى توزيع الهدايا والملابس الجديدة على الأطفال، ومنه إلى "يوم الحضن" الذي اختار له منظموه موعد "الجمعة الأولى من أبريل المقبل"، والذي ألغاه أمن البحر الأحمر بعد مطالبة أهالي الغردقة بالتصدي للداعين لتنظيم مهرجان اليوم المفتوح للأحضان "فري هاج" free hug. فكرة "فري هاج"، ربما اقتبسها هؤلاء الشباب من "يوم الحضن العالمي"، الذي يعد حركة اجتماعية بدأت في العام 2004، حيث يتعانق الغرباء بقصد جعل الآخرين يشعرون بأنهم على نحو أفضل، ويُحتفل به عالميًا في يوم السبت الأول من شهر يوليو، ويستمر حتى أول أغسطس.