اتشحت قرية الركابية الجديدة التابعة لدائرة مركز كفر البطيخ في محافظة دمياط، بالسواد واصطف رجال القرية، جنبًا إلى جنب، ينتظرون وصول جثمان شهيد الغدر، الذي راح ضحية الحادث الإرهابي الغاشم في سيناء، أمس، وتحوَّل منزل الشهيد لسرداق عزاء كبير. "الوطن" التقت عائلة الشهيد فتحي جمال فتحي، في مسقط رأسه الذي يبعد نحو 40 كيلو عن محافظة دمياط. بوجه حزين وعينين لا تكفان عن البكاء جلست عفت عوض، والدة الشهيد، في انتظار جثمان نجلها فتحي مرددة: "سيبتني ليه يا نور عيني يا قلبي، ضهري انكسر من بعدك كان نفسي أفرح بك، ربنا ينتقم من الكلاب اللي قتلوك مش عايزة غير القصاص ليك يا ضنايا يا نور عيني". وأضافت والدة الشهيد، ل"الوطن": "كان لسه له سنة وينهي خدمته ملحقش يا نور عيني وراح خدمة بدل من زميله، يعني فدى زميله وراح عشان وطنه واتحرمت أنا منه طول العمر". وتتذكر الأم آخر مرة شاهدت فيها نجلها.. كان قبل 9 أيام، حينما قضى معهم إجازة قصيرة، وروى فيها ما يحدث له هو وزملاؤه من موت محقق، نظرًا للأعمال الإرهابية المتكررة، وطالبت الأم بالقصاص لدماء نجلها وزملائه الذين راحوا ضحية غدر الإرهابيين. ووسط المعزين جلس والد الشهيد "المكلوم" ينتظر جثمان نجله بعينين دامعتين ووجه غابت عنه ملامح الحياة، وبلسان متلعثم أمام المسجد قال الأب: "سندي وابن عمري راح، ربنا ينتقم من الخونة القتلة ويتولى مصر ويحميها من أعدائها خلاص مفيش حاجة لها طعم مات عكازي وسندي في الدنيا وفدى زميله ونزل خدمة مكان صاحبه. وتقول نورا، نجلة عمة الشهيد: "ربنا يصبَّرنا، فالشهيد كان حسن الخلق ويخدم الكبير قبل الصغير ودائم الابتسامة في وجه الجميع وكان خلاص قرب يخطب بس ربنا ما أرادش وأيدي الخسة والندالة اغتالته". فيما اتشحت سيدات العائلة ونساء مسقط رأسه بالسواد، وتقول انتصار عمته: "مش عايزة غير القصاص من الخونة، وما يحدث لأبنائنا لا يمت للإسلام بصلة وعندي ولدين بيخدموا في الجيش لو استشهدوا مش هزعل بس مصر تطهر من الإرهاب". جدير بالذكر أن الشهيد فتحي جمال فتحي حسنين (20 عامًا) من أسرة بسيطة الحال لم يكمل تعليمه وكان يعمل أويمجي، فوالده يعمل مزارعا وله شقيق يدعى محمد أنهى خدمته العسكرية قبل أشهر.